رامي أبو زبيدة يكتب: عدوان صهيوني يستهدف قادة حماس في قطر.. ماذا بعد؟

profile
د. رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والأمني، ورئيس تحرير «180 تحقيقات»
  • clock 9 سبتمبر 2025, 4:54:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة يكتب: عدوان صهيوني يستهدف قادة حماس في قطر.. ماذا بعد؟

لم يعد العدوان الإسرائيلي محصورًا في غزة وحدها، فالعربدة الصهيونية امتدت لتضرب في قلب العواصم العربية، وهذه المرة في الدوحة. محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس في قطر، تؤكد أن تل أبيب لم تترك خطًا أحمر إلا تجاوزته، وأن المعركة لم تعد جغرافية، بل وجودية تستهدف الأمة كلها.

من يظن أن غزة وحدها في المواجهة فهو واهم، فالمستهدف هو العمق العربي والإسلامي برمته. الاحتلال يضرب في عواصمنا تحت غطاء ورعاية أمريكية مباشرة، وما جرى ليس إلا دليلاً إضافيًا على أن واشنطن شريكة كاملة في العدوان، وليست مجرد داعمة سياسية أو عسكرية. التقارير الإسرائيلية نفسها ــ ومنها ما نشرته "معاريف" ــ تؤكد أن القرار باستهداف قادة حماس جرى بإجماع أمني وسياسي في تل أبيب، وأطلقوا على العملية اسم "قمة النار"، في إشارة توراتية تكشف خلفياتها العقائدية.

التجربة التاريخية مع حماس تقول بوضوح: الحركة التي قدّمت قافلة طويلة من القادة الشهداء لم تتوقف عند خسارة أي منهم، بل إن دماءهم كانت دائمًا وقودًا جديدًا للحركة وللمقاومة، تمدّها بجيل بعد جيل من القيادات والأبطال.

لكن السؤال الأخطر هنا: إذا لم تكن هذه العملية الفاشلة نقطة تحول في مسار الحرب، وإذا لم تتحرك الأمة لوضع حد لهذه العربدة الصهيونية التي تضرب في غزة والدوحة وربما غدًا في أنقرة أو بيروت أو أي عاصمة أخرى، فاقرؤوا على الأمن القومي العربي كله السلام.

إن الرسالة اليوم واضحة: تكاتفوا ضد عدوكم يرحمكم الله يا أمة محمد. هذه معركة وجود، ومعركة كرامة، ومعركة سيادة. ومن يظن أن الدبلوماسية أو بيانات الشجب تكفي فهو يبيع الوهم. العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأي تهاون في مواجهة هذه العربدة لن يُنتج إلا مزيدًا من الدماء والمزيد من الانتهاكات.

كلمات دليلية
التعليقات (0)