-
℃ 11 تركيا
-
8 أغسطس 2025
د. رامي أبو زبيدة يوضح المشهد العسكري والسياسي.. هل تنوي إسرائيل احتلال غزة؟
الفصائل قادرة على تعطيل خطة الاحتلال
د. رامي أبو زبيدة يوضح المشهد العسكري والسياسي.. هل تنوي إسرائيل احتلال غزة؟
-
7 أغسطس 2025, 10:55:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ظل الحديث المتزايد عن نوايا إسرائيلية لاحتلال قطاع غزة، أكد د. رامي أبو زبيدة، رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، في تصريحات صحفية أن العملية ليست سهلة كما يتم تصويرها، بل تواجه تحديات معقدة ميدانيًا واستراتيجيًا. تأتي هذه التصريحات في توقيت حساس يشهد تصعيدًا غير مسبوق في القطاع، ومحاولات سياسية إسرائيلية للضغط على المقاومة الفلسطينية.
هل الاحتلال العسكري لغزة ممكن فعليًا؟
يرى د. رامي أبو زبيدة أن الحديث عن احتلال غزة لا يمكن فصله عن الواقع العسكري المعقد على الأرض. ويؤكد أن العملية العسكرية الإسرائيلية، إن تمت، لن تكون سهلة بأي حال. "المقاومة لا تزال تحتفظ ببنية تنظيمية متماسكة وقدرات تكتيكية عالية رغم أكثر من 22 شهرًا من العدوان"، يقول أبو زبيدة.
الميدان لا يزال يشهد كمائن نوعية وعمليات استنزاف تنفذها المقاومة، ألحقت خسائر كبيرة بصفوف الجيش الإسرائيلي، ما يجعل القادة العسكريين، وعلى رأسهم رئيس الأركان هرتسي هليفي، مترددين في إعطاء الضوء الأخضر للعملية.
الفصائل قادرة على تعطيل خطة الاحتلال
بحسب د. رامي أبو زبيدة، المقاومة ليست فقط قادرة على تعطيل خطة الاحتلال، بل من الممكن أن تفشلها كليًا. ويؤكد أن عمليات الاستنزاف الحالية كفيلة بتحويل أي خطة إسرائيلية إلى كابوس استراتيجي طويل الأمد.
ويُعد فشل تنفيذ "خطة جدعون" في غزة أبرز دليل على عجز الجيش الإسرائيلي عن فرض سيطرته على الأرض بشكل دائم أو كامل.
هل كانت الخطة مجرد ورقة تفاوضية؟
في تحليله للمشهد السياسي، يوضح أبو زبيدة أن خطة احتلال غزة بدأت كورقة ضغط تفاوضية بهدف انتزاع تنازلات من المقاومة، خاصة حماس. ولكن، بحسب المصادر العبرية، يبدو أن الخطة تطورت أصبحت جاهزة عسكريًا ولوجستيًا للتنفيذ و تم طرحها فعليًا داخل الكابنيت الإسرائيلي للمصادقة و قد يتم تجميد تنفيذها مؤقتًا إذا ما ظهرت مؤشرات انفتاح تفاوضي جاد.
كل ذلك يشير إلى أن نتنياهو معني باستمرار التصعيد العسكري والسياسي، في محاولة لتحسين موقعه الداخلي والخارجي.
خطر التهجير وهندسة المجاعة
واحدة من أخطر النقاط التي أشار إليها د. أبو زبيدة هي إمكانية التهجير القسري لسكان غزة، ليس فقط نتيجة العدوان، بل عبر ما وصفه بـ"هندسة المجاعة".
يشير إلى تقارير عبرية تتحدث عن فصل شمال غزة عن الوسط والجنوب و إعادة فتح محور نتساريم كممر عسكري. و إقامة مناطق لجوء داخلية في المنطقة الوسطى (مثل المغازي والنصيرات).
هذه الخطوات تهدف – بحسب التحليلات – إلى خلق واقع ديموغرافي جديد، يُمهد لمخطط تهجير جزئي أو دائم، وهو ما سيؤدي إلى انفجار شعبي وإقليمي.
ماذا بعد؟
بحسب د. رامي أبو زبيدة، فإن أي قرار باحتلال غزة سيكون قرارًا باهظ الثمن عسكريًا وسياسيًا، وقد يؤدي إلى استنزاف طويل للجيش الإسرائيلي و تأجيج الرفض الدولي والإقليمي و زيادة عزلة إسرائيل سياسيًا و تقوية جبهة المقاومة وتماسكها.
لهذا، الرهان الإسرائيلي على حسم المعركة بالقوة قد يتحول إلى فخ استراتيجي، يدفع الاحتلال ثمنه طويلًا.
التصريحات الأخيرة للدكتور رامي أبو زبيدة تُسلط الضوء على واقع ميداني لا يمكن إنكاره. فخطة احتلال غزة، إن تم تنفيذها، ستواجه مقاومة شرسة، وقد تؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى في المنطقة.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، لكن ما هو مؤكد أن غزة لن تكون سهلة على المحتل، وأن المقاومة قادرة على قلب المعادلة، كما فعلت مرات عديدة في الماضي.







