-
℃ 11 تركيا
-
22 سبتمبر 2025
كيف يحاول الاحتلال تطويق المدينة وكيف تتكيف المقاومة؟
كيف يحاول الاحتلال تطويق المدينة وكيف تتكيف المقاومة؟
-
22 سبتمبر 2025, 8:54:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
#التحليل_العسكري
رامي أبو زبيدة
تكشف التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة نحو محيط مدينة غزة أن العدو يحاول فرض واقع ميداني جديد، يقوم على التقدم البطيء والمتدرج عبر ثلاثة محاور رئيسية:
1️⃣ المحور الشمالي الغربي: التمركز في حي الكرامة والتقدم حتى مدخل مخيم الشاطئ مع قصف مركز على شارع النصر والشاطئ.
2️⃣ المحور الشمالي الشرقي: السيطرة على مناطق شمال غزة وجباليا البلد باتجاه شارع الجلاء، مع تغطية جوية مكثفة لمسيرات وطائرات استطلاع.
3️⃣ المحور الجنوبي: التوغل في الشيخ عجلين وتل الهوا والزيتون والصبرة، مع تمركز للآليات خلف الكلية الجامعية جنوب المدينة.
الاحتلال يدرك أن أي مواجهة مباشرة داخل الأحياء المكتظة ستكون مكلفة للغاية، لذلك يلجأ إلى استراتيجية التدمير والتجريف لإضعاف الحاضنة الشعبية، وجعل التكلفة باهظة على المدنيين بدل جنوده. فهو يسعى لتحويل البيئة المدنية إلى ساحة استنزاف وضغط على المقاومة، في الوقت الذي يحاول فيه تقليل احتكاكه المباشر بالمقاتلين.
معضلة الاحتلال في احتلال مدينة غزة
🔻 الاحتلال يدرك أن دخوله قلب غزة يعني خوض معركة شوارع وأنفاق، أشبه بما واجهته الولايات المتحدة في فيتنام، أو القوات الأميركية في الموصل.
🔻 أي تمركز دائم لقوات الاحتلال في عمق المدينة سيحوّلها إلى أهداف مثالية لعمليات المقاومة التي تعتمد على الاستنزاف والكمائن.
🔻 استدعاء الاحتياط بالآلاف وتوسيع رقعة النيران مؤشر على إرهاق الجيش ونقص القوى البشرية، وهو ما يهدد بانهيار في معنويات الجنود.
🔻 في المقابل، المقاومة الفلسطينية تدرك فداحة وعِظم التضحيات التي يتحملها الشعب تحت هذا العدوان، وتعي جيداً محاولات الاحتلال تحميل الكلفة الجغرافية والاجتماعية على المدنيين. لذلك وضعت في حساباتها تطوير تكتيكاتها بما يحقق التوازن بين الاستمرار في استنزاف العدو والحفاظ على القدرة القتالية، دون الانجرار إلى معارك استنزاف واسعة قد تخدم أهداف الاحتلال.
كيف تتكيف المقاومة مع خطة الاحتلال؟
من خلال تتبع أداء المقاومة خلال العامين الماضيين، يتضح أنها طورت تكتيكات تتناسب مع طبيعة التقدم الإسرائيلي:
🔹 حرب العصابات: الانتقال من المواجهات المباشرة إلى كمائن نوعية صغيرة، سريعة، ومركزة.
🔹 الكمائن المركبة: استدراج القوات إلى بيئة حضرية مدمرة وزرع عبوات ناسفة، يليها اشتباك مباشر أو قنص ثم انسحاب سريع.
🔹 استهداف الآليات والهندسة: ضرب الدبابات والجرافات وقوات الهندسة بالقذائف المضادة للدروع في الأزقة الضيقة.
🔹 العمليات خلف الخطوط: استخدام الأنفاق والممرات الأرضية للظهور المفاجئ وتنفيذ عمليات إغارة.
🔹 الحرب النفسية: استمرار العمليات في مناطق يزعم الاحتلال “تطهيرها” يزرع شعورًا بالعجز وفقدان الأمان لدى جنوده.
أثبتت التجارب السابقة أن كلما اقترب الاحتلال من مركز المدينة، زادت خسائره بفعل حرب العصابات والاشتباكات المرنة. ومن هنا، تحاول المقاومة تحويل كل تقدم إسرائيلي إلى مصيدة محكمة، بحيث يدفع الاحتلال ثمناً مضاعفاً كلما حاول التوغل أكثر في العمق.
العدو الإسرائيلي يواصل عملياته في غزة بسياسة إبادة جماعية، مستهدفًا الشعب والأرض والمقاومة، محاولًا فرض ثمن باهظ على الحاضنة الشعبية والجغرافيا التي تتحرك فيها المقاومة. كل تقدم للجيش الإسرائيلي يواجه بخطط مدروسة من قبل المقاومة، تعتمد على الكمائن، وحرب العصابات، والاستنزاف الممنهج، ما يحول أي عملية احتلال إلى عبء فادح على قواته. غزة، رغم الحصار والقصف المكثف، تثبت أنها قوة صامدة، وأن كل محاولة للسيطرة المباشرة ستكلف الاحتلال الخسائر البشرية والمادية، وتزيد من عزيمة مقاتلي المقاومة.










