-
℃ 11 تركيا
-
22 سبتمبر 2025
هكذا اغتال الاحتلال الشهيد حسن نصر الله.. أول رواية إسرائيلية عن التفاصيل الكاملة
هكذا اغتال الاحتلال الشهيد حسن نصر الله.. أول رواية إسرائيلية عن التفاصيل الكاملة
-
22 سبتمبر 2025, 9:20:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشف الكاتب والمحلل الاسرائيي رون بن يشاي عن تفاصيل كاملة عمّلت، على حد زعمه، عملية اغتيال حسن نصر الله، وذلك في تقرير مطوّل نشره عن ملابسات التسلل والزراعة التقنية داخل مخبأ زعم أنه تابع لـ"حزب الله".
واوضح بن يشاي في مقال له بصحيفة يديعوت أن العملية التي وصفها بـ"المعقدة" جرت في أيلول الماضي تحت غطاء قصف جوي مكثّف، وأن مجموعة من عملاء "الموساد" تسللت إلى منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت لحمل طرود مزعومة احتوت أجهزة متطورة زُرعت داخل مبنى سكني يقع فوق مخبأ سري، وفقًا لما ساقه الكاتب وزعمه في مقاله.
التسلل والزرع
زعم الكاتب أن المجموعة تسللت عبر الأزقة الضيقة، ملتصقة بالجدران، وأنهم حملوا طروداً مخفية بعناية إلى شقق داخل المبنى المقصود. تحدث بن يشاي عن أن العملاء كانوا على دراية تامة بأن اكتشافهم أو القبض عليهم يعني موتاً محققاً، وأنهم قد تعرضوا لخطر الشظايا والضحايا بسبب القصف الجوي المكثف في المنطقة. على حد زعمه، كان الهدف من استمرار القصف أثناء تنفيذ المهمة هو إجبار عناصر الحزب على الاختباء وعدم عرقلة اقتراب العملاء الذين زرعوا الأجهزة.
زعم المقال أن الاستخبارات الإسرائيلية، بما فيها الوحدة 8200 وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، كانت قد حددت أن حسن نصر الله سيلتقي بقادة من "المحور الشيعي" داخل مخبأ سري لا يعرف بوجوده سوى مقربون وأمناء سر، وأن هذه المعلومات كانت كافِية لبدء عملية خطيرة. أشار الكاتب إلى أن المخاطر شملت احتمال اصطدام عملاء الموساد بقصف الجو أو بانتشار عناصر حزب الله في الحي، وأن العملاء قدروا فرص نجاة لا تتجاوز 50%. وأضاف بن يشاي أن ضابط الموساد المشرف طلب من العملاء المضي رغم شكواهم ومطالباتهم بوقف القصف، لأن هدفه ما وصفه الكاتب بـ"سلامة العملية" التي استلزمَتَ، على حد زعمه، تغطية مكثفة بالقصف.
وأشار الكاتب إلى أن المجموعة كلفت بزرع أجهزة في أماكن محددة مسبقاً داخل المبنى، وأن نجاح المهمة تحقّق، بحسب زعمه، بفضل التغطية الجوية التي مضاعفتها القيادة، فضلاً عن التنسيق الاستخباراتي بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
الأجهزة والقصف
زعم بن يشاي أن الأجهزة المزروعة كانت "شبه خيالية" ومطوّرة في 2022، وصممت لتنفيذ ضربات دقيقة على أعماق متباينة، ليس فقط ضد مواقع في لبنان بل أيضاً لأغراض زعمها مرتبطة بمراقبة وإحباط برامج نووية إقليمية. روى الكاتب، على حد تعبيره، أن تطوير هذه الأجهزة شارك فيه قسم تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع مع خبراء من الاستخبارات والتكنولوجيا، وشركات دفاع مثل "رفائيل" و"إلبيت"، إلى جانب سلاح الجو الذي شارك بقدرات التوجيه الدقيقة والاختراق العميق للذخائر.
وفقًا لما ساقه الكاتب، كانت دقة الضربات حاسمة لأن الطبيعة الصخرية للأرض تعني أن انحرافاً بمتر واحد قد يجعل قنبلة وزنها طناً غير قادرة على الوصول إلى النفق أو المخبأ، لذلك اعتبر بن يشاي أن زرع الأجهزة مسبقاً داخل الهدف هو ما أتاح ضربات دقيقة لاحقة أدت، بحسب مقاله، إلى قتل نصر الله. أورد الكاتب أن تنفيذ الضربة تم في تمام الساعة 18:20 مساءً بتاريخ 27 أيلول، عندما ألقت عشر طائرات 83 قنبلة، كل واحدة تزن طناً، وفق نص مقال بن يشاي.
ذكر المقال — بزعم الكاتب — مشاركة طائرات F-15I وF-16I مستخدمة قنابل BLU-109 موجهة بنظام GPS وآليات توجيه خاصة، وأن وزير الدفاع آنذاك، يوآف غالانت، أصرّ على مضاعفة عدد القنابل لضمان نجاح الاغتيال، بحسب ما نقله بن يشاي. وادّعى الكاتب سقوط نحو 300 قتيل، منهم قادة وصفهم بالبارزين، مما وصفه بـ"الضربة القاصمة" لـ"حزب الله".
رد الحزب والنتائج
بحسب ما نقله بن يشاي عن الأحداث التالية، ردّ حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ مضادة للدروع باتجاه إسرائيل، وتسميته للهجوم "خيبر" — وهو وصف استخدمه الكاتب ليفسر التسمية وربطها برمزيات تاريخية. أضاف الكاتب أن مجلس شورى الحزب عين هاشم صفي الدين خليفة لنصر الله، وأنه جرى اغتياله بعد أسبوع بنفس الطريقة — وهو ما ذكره الكاتب ليشير إلى تتابع الاستهداف القيادي داخل التنظيم.
ساق بن يشاي تفسيراً استراتيجياً مفاده أن الجمع بين إدارة إسرائيلية مدروسة وأخطاء زعمها ارتكبها نصر الله منذ 8 تشرين الأول 2023 أحدثت "الفرصة" التي سمحت بهذا الإنجاز، وفقًا لما أورده المقال. كما عرض الكاتب نظرة تفصيلية لعمليات الاغتيال المتتابعة التي طالت قادة الحزب، معتبراً أن القضاء على القيادة جاء بوتيرة سريعة وبأحجام كبيرة، وهو ما، على حد قوله، عطّل قدرة الحزب على القيادة والسيطرة وأحدث ذعراً داخل صفوفه.
وأضاف المقال — مع تعابير تم اتخاذها من كلام الكاتب — أن ضرب خلايا الصواريخ وراجمات الصواريخ على السطح واستهداف عناصر الحزب بدقة ساهم في انعطاف العمليات لصالح الجانب الإسرائيلي، وأنه من المحتمل أن تكون هذه الضربات قد أدت إلى فقدان الحزب لقيادته الميدانية وخلّفت حالة ارتباك كبيرة.
الرسائل الإسرائيلية والتردد السياسي
في فقرات مطوّلة، زعم بن يشاي أن رئيس الموساد بعث برسالة لنتنياهو يدعو فيها لبدأ هجوم مضاد شامل على لبنان قبل موعد محدد مرتبط بالانتخابات الأميركية، وأن هذا التحرك استُند إليه قرار نقل الجهود من غزة إلى الشمال. تناول الكاتب في مقاله نقاشات داخل قيادة الأمن والسياسة الإسرائيلية، وذكر أن آراء مختلفة تقاتلت بين الحاجة لردّ فوري وإمكانات انفلات الحرب إلى مستوى إقليمي، وأن نتنياهو تردّد قبل أن يتخذ القرار الحاسم أثناء تواجده في نيويورك، وفق ما ساقه بن يشاي.
نسب الكاتب إلى قادة في الجيش والاستخبارات وصفهم بأنهم رأوا أن الضربة المحدودة مع التركيز أولاً على حماس ثم التعامل مع حزب الله تدريجياً كانت الخيار الأقل مخاطر، بينما الطرف الآخر في الكابينت — بحسب المقال — كان يدفع لتنفيذ ضربة قاطعة ضد الحزب. كما قال بن يشاي إن ضغوطاً أميركية سعت لتجنب فتح جبهة إقليمية، وهو ما استُخدم لتبرير التردد والتأني قبل إطلاق العملية، وفق نص المقال.
الخداع واستخدام الاستراتيجية
تناول الكاتب موضوع الخداع الذي ادّعاه أن قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي نفذه لإرباك نصر الله، حيث استمر الأخير، بحسب النص، في التمسك بمنهج "المعادلات" وإن لم يفهم ــ وفق وصف الكاتب ــ أن إسرائيل قد فتحت هجوماً شاملاً. طرح بن يشاي أن نصر الله اعتمد على مفهوم "بيت العنكبوت" الذي يرى أن إسرائيل دولة مُنهكة من الحروب، وأن هذا الاعتقاد جعله يستخف بالقدرة الإسرائيلية على التصدي بحسم.
في مقاله، أشار بن يشاي إلى أن سلسلة اغتيالات لقادة الحزب، بدءًا من فؤاد شكر المعروف بـ"محسن" وصولاً إلى ما وصفه بـ"نظام جديد" من الضربات، أضعفت جهاز القيادة لدى الحزب وأحدثت حالة هروب وذعر، وفقًا لما نقله الكاتب. ونسب المقال أيضاً إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقديرات تقول إن القضاء سريع الوتيرة على القيادات جعل التأثير أكبر لأن مثل تلك المنظمات تعوّض عادة بقادة ميدانيين جدد، وهو ما اعتبره الكاتب عاملاً مشجعًا لاستمرار الضربات.
الوضع الراهن والمآلات
ختم الكاتب مقاله بملاحظات عن الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، وزعم أن "حزب الله" يواجه مطالب بنزع السلاح لكنه يرفض، وأن رفض الولايات المتحدة والخليج مساعدة لبنان مالياً يعود، وفقًا لما أورده الكاتب، جزئياً إلى استمرار وجود الحزب كقوة مسلحة رئيسية قد تجر البلد إلى حرب جديدة مع إسرائيل في أي لحظة. ذكر بن يشاي أيضاً أن الحزب قد يكون مستعداً لنزع سلاحه في الجنوب اللبناني فقط، بينما يحتفظ في شمال نهر الليطاني بكميات كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما اعتبره الكاتب تهديداً مستمراً.
أنهى الكاتب مقاله بالقول — على حد زعمه — إن "قصة نصر الله" انتهت لكنه استدرك أن "قصة حزب الله" لم تنتهِ بعد، ملمّحًا إلى أن ديناميكيات القوة والاحتواء لا تزال في طور التطور، وأن أثر الضربات الإسرائيلية سيُقاس على المدى المتوسط والبعيد. في المقابل، يشير نص المقال إلى أن ثمن هذا المسار كان ولا يزال يرتبط بآثار إنسانية وسياسية معقدة في لبنان والمنطقة، وهو ما يترك أسئلة مفتوحة حول مستقبل الاستقرار في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.









