-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
خاص.. ضريح حسن نصرالله يثير الجدل في لبنان.. تضخيم إعلامي أم محاولة لزعزعة الاستقرار؟
مقام لا يهدد الأمن... بل تقارير مشبوهة
خاص.. ضريح حسن نصرالله يثير الجدل في لبنان.. تضخيم إعلامي أم محاولة لزعزعة الاستقرار؟
-
5 مايو 2025, 2:57:57 م
-
433
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سنا كجك والشهيد حسن نصر الله
قالت سنا كجك مدير مكتب "180 تحقيقات" في بيروت، مختصة بالشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة لـ" 180 تحقيقات" إنه في خضم التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة في لبنان، فجّر تقرير بثّته قناة "الجديد" اللبنانية جدلًا واسعًا بعد حديثه عن بناء "مقام" للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، بتكلفة زُعِم أنها وصلت إلى 44 مليون دولار. هذا التقرير أثار علامات استفهام حول أهدافه وتوقيته، ودفع شخصيات رسمية وإعلامية إلى الرد، معتبرين أنه محاولة متعمدة لضرب صورة المقاومة وإثارة الفتنة في البلاد.
تقرير مثير للجدل... ومصدر مجهول
في التفاصيل قالت سنا كجك في حديث خاص، بثّت قناة "الجديد" تقريرًا يتحدث عن تكلفة باهظة لمقام قيل إنه بُني تخليدًا لذكرى السيد حسن نصرالله. غير أن القناة سرعان ما تبرأت من التقرير، مؤكدة أنه وصلها من جهة خارجية لم يُكشف عنها، وأنها لم تعدّه داخل مؤسستها.
سنا كجك
هذا التناقض أثار تساؤلات جوهرية: من يقف خلف هذا التقرير؟ ولماذا يتم الترويج لمعلومة غير موثقة بهذا الحجم في ظل واقع لبناني حساس؟
البلدية ترد: الأرض اشتُريت قانونيًا والتكلفة "مضخّمة"
رئيس بلدية برج البراجنة، عاطف منصور، خرج عن صمته في مقابلة تلفزيونية مع القناة نفسها، مؤكدًا أن العقار الذي شُيّد عليه الضريح تم شراؤه بشكل قانوني وموثق من أصحابه، وأن القطعة مخصصة أصلاً لمواقف سيارات وباحات عامة.
وشدد منصور على أن الرقم المذكور في التقرير، 44 مليون دولار، غير دقيق ومجرد مبالغة لا تستند إلى أي واقع، معتبرًا أن الغاية من التقرير هي إثارة الفتنة وزعزعة صورة المقاومة أمام الرأي العام المحلي والدولي.
أبعاد سياسية واستهداف للمقاومة
تتعدى القضية البُعد العقاري أو المالي، لتدخل في عمق الاصطفاف السياسي في لبنان. فالحملة التي رافقت التقرير اعتُبرت من قبل العديد من المراقبين "حملة ممنهجة" ضد حزب الله ومحاولة لضرب البيئة الحاضنة للمقاومة، خاصة من خصوم سياسيين يستغلون أي فرصة لإثارة الشكوك.
وفي هذا السياق،قالت سنا كجك في حديث خاص لـ"180 تحقيقات" إلى أن الوفود الأجنبية والعربية التي من المتوقع أن تزور المقام قد تُدر أموالًا على الدولة اللبنانية، ما ينعكس إيجابيًا على الخزينة العامة. وبالتالي، فإن الحديث عن "تهديد أمني" من مقام ديني أو رمزي لا يحمل من المنطق شيئًا، بل يحمل محاولة تشويه مدروسة .
المجلس الوطني للإعلام: لا حرية تعبير في الأخبار الكاذبة
بدوره، علّق رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، عبد الهادي محفوظ، على الموضوع، محذرًا من خطورة نشر أخبار غير موثقة ومشبوهة، حتى لو لم تكن من إعداد المؤسسة الإعلامية نفسها.
وقال محفوظ إن المؤسسات الإعلامية تتحمل مسؤولية معنوية ومهنية عن كل ما يُنشر عبر منصاتها، حتى وإن تبرأت من المحتوى، مشددًا على ضرورة التحقق من المعلومات ومصادرها قبل النشر، تفاديًا للإضرار بالسلم الأهلي وسمعة الإعلام اللبناني.
وأكد أن المجلس طالب الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق القوانين الإعلامية، خصوصًا في ظل الحديث المتزايد عن ضرورة إصلاح القضاء والإعلام بالتوازي.
مقام لا يهدد الأمن... بل تقارير مشبوهة
في خلاصة المشهد، لم يكن الجدل الدائر حول مقام السيد حسن نصرالله مجرّد سجال عقاري أو مالي، بل تحوّل إلى معركة إعلامية على شرعية المقاومة وصدقيتها. وبينما يُظهر بعض الإعلام المحلي والدولي حرصًا مفرطًا على "كشف الحقائق"، يتّضح أن بعض هذه "الحقائق" مجرد وسائل لإثارة الفتنة وتوجيه اتهامات سياسية مغرضة.
وإذا كان هناك ما يهدد الأمن اللبناني فعلًا، فهو نشر التقارير المشبوهة والتحريض الإعلامي المضلل، وليس بناء مقام رمزي في منطقة معروفة بانتمائها الوطني والسياسي.








