دمار شامل... وأرقام كارثية

جنين تحت الحصار: 106 أيام من العدوان الإسرائيلي وتدمير ممنهج للمخيم

profile
  • clock 5 مايو 2025, 3:07:51 م
  • eye 409
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، وذلك لليوم الـ106 على التوالي، وسط إجراءات قمعية وتدميرية تهدف إلى تغيير معالم المخيم بالكامل، وتحويله إلى منطقة غير قابلة للسكن، ضمن سياسة ممنهجة للتطهير والتهجير.

 

استمرار التجريف والحصار... ومخطط لتغيير هوية المخيم

منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لا تزال قوات الاحتلال تمارس عمليات تجريف وتدمير ممنهجة داخل مخيم جنين، حيث تسعى بشكل واضح إلى طمس معالمه وبنيته التحتية، مع فرض حصار خانق يمنع الدخول والخروج، ويُحوّل المخيم إلى سجن مفتوح.

وقد أجبرت قوات الاحتلال صباح أمس سكان بنايتين في محيط حي الزهراء على إخلائهما وتحويلهما إلى ثكنة عسكرية، بينما تشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية وتواجدًا مكثفًا للدوريات والآليات العسكرية.

 

دمار شامل... وأرقام كارثية

ووفق "اللجنة الإعلامية في مخيم جنين"، فإن العدوان أسفر حتى الآن عن تدمير أكثر من 3250 وحدة سكنية، بين تدمير كلي أو جزئي أو حرق، مع نية الاحتلال هدم 93 مبنى سكنيًا إضافيًا، تضم ما يقارب 300 وحدة.

وقدّرت بلدية جنين عدد المنازل المدمّرة كليًا بنحو 600 منزل داخل المخيم وحده، بينما تعرضت معظم المنازل الأخرى لأضرار متفاوتة، وأصبحت غير صالحة للسكن. وامتد الدمار أيضًا ليطال الحي الشرقي وحي الهدف في المدينة، مخلّفًا أضرارًا كبيرة في البنية التحتية.

 

نزوح قسري وواقع إنساني مأساوي

بفعل العدوان المستمر، تعيش مئات العائلات من سكان جنين ومحيطها ظروف نزوح قسري، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين تجاوز 22 ألفًا، بينهم ما يقارب 90% من سكان المخيم.

هذا النزوح تسبب بأزمة إنسانية خانقة، في ظل غياب المساعدات والإغاثة، وتردي الأوضاع المعيشية، وغياب الأمان والخدمات الأساسية.

 

شلل اقتصادي وخسائر بمئات الملايين

تواجه مدينة جنين انهيارًا اقتصاديًا حادًا نتيجة العدوان المتواصل، حيث تعاني المحال التجارية من إغلاقات متكررة، وانعدام الحركة الشرائية، خاصة في الأحياء الغربية التي باتت تعاني من شلل اقتصادي شبه كامل.

وقدّرت اللجنة الإعلامية في المخيم خسائر المدينة والمخيم حتى الآن بأكثر من 310 ملايين دولار، ما يفاقم معاناة السكان ويهدد مستقبل الأجيال القادمة.

 

شهداء واعتقالات بالجملة: تصعيد مستمر بلا هوادة

منذ بداية العدوان في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتقى 42 شهيدًا من أبناء المدينة والمخيم، وأُصيب العشرات، بينما تم اعتقال أكثر من 326 فلسطينيًا، وخضع العديد منهم لتحقيقات ميدانية تعسفية.

وقد نفذت قوات الاحتلال حتى اليوم 874 عملية مداهمة لمنازل السكان في جنين ومخيمها، ضمن حملة عسكرية تُصنّف بأنها الأوسع والأعنف في المنطقة منذ سنوات.

 

في سياق سياسات التهويد والتهجير

يأتي هذا العدوان الإسرائيلي على جنين في إطار سياسة أشمل تستهدف الضفة الغربية بكاملها، حيث تستخدم قوات الاحتلال أدوات القمع، من هدم واعتقال وتشريد، كوسائل لتكريس سياسة فرض السيطرة والتهويد، وخلق واقع ديموغرافي وجغرافي جديد.

وتؤكد هذه الانتهاكات، المستمرة على مدار الساعة، أن مدينة جنين ومخيمها أصبحا رمزًا للصمود والمقاومة الشعبية، في وجه واحدة من أشرس الحملات الإسرائيلية المنظمة ضد الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.

التعليقات (0)