-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
الضجيج الإعلامي حول توسيع الحرب على غزة: الواقع أقلّ من التهويل
تقييم واقعي: تهويل بلا مضمون
الضجيج الإعلامي حول توسيع الحرب على غزة: الواقع أقلّ من التهويل
-
5 مايو 2025, 3:20:56 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
منذ صباح اليوم، تضجّ وسائل الإعلام العبرية والعربية بالحديث عن توسيع الحرب الإسرائيلية على غزة، وسط عناوين مثيرة تتحدث عن "احتلال كامل"، وخطط ميدانية، وأسماء لعمليات عسكرية مرتقبة، وتحليلات لا تنتهي. غير أن مراسل القناة 12 العبرية قدّم قراءة مغايرة، قلل فيها من أهمية ما وصفه بـ"الضجيج الإعلامي المبالغ فيه"، مؤكدًا أن الحقائق على الأرض لا توازي هذه التهويلات.
لا جديد عسكرياً على الأرض: احتلال جزئي مستمر دون نتائج حاسمة
بحسب المراسل، فإن الخطط المطروحة لا تحمل في جوهرها أي تغيير استراتيجي حقيقي في الواقع الميداني داخل غزة. فمنذ أشهر، يحتل جيش الاحتلال أكثر من 30% من مساحة القطاع، بما يشمل محاور أمنية استراتيجية مثل محور فيلادلفي، ومع ذلك لم تُحقق هذه السيطرة أهدافًا نوعية.
فالاحتلال لم يُنجز تحولات عسكرية كبرى، ولم يُفلح في القضاء على حماس، كما أن هذه العمليات لم تُسفر عن إطلاق سراح أي من الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يُضعف سردية "التقدم العسكري".
التهديدات قديمة... والاستراتيجية غير فعالة
في السياق ذاته، يرى المراسل أن التهديدات الحالية التي تصدر عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ليست بجديدة، بل إنها تكرار لما سبق خلال الأشهر الماضية. وبالتالي، فإن رفع مستوى الخطاب لا يعكس تغيرًا حقيقيًا في استراتيجية الجيش، بل قد يُفسّر ضمن محاولات الضغط النفسي والإعلامي أكثر من كونه إعلانًا عن نية تنفيذ عمليات نوعية.
زيارة ترامب وتأجيل التنفيذ المحتمل
وعلى صعيد التوقيت، يربط المراسل بين الضجة الإعلامية والتوقيت السياسي، مشيرًا إلى أن أي عملية موسعة لن تُنفذ قبل نهاية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة، والتي قد تستغرق أسبوعًا أو أكثر. فالحسابات السياسية والدبلوماسية لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
في هذا السياق، تعوّل بعض الجهات داخل إسرائيل على إمكانية أن تُحدث زيارة ترامب انفراجة ما في ملف المفاوضات مع حماس، غير أن جلسة "الكابنيت" الأخيرة استبعدت هذا السيناريو، رغم النقاش الذي دار حوله.
تقييم واقعي: تهويل بلا مضمون
بناءً على ما سبق، يمكن القول إن معظم ما يُتداول إعلاميًا حول "توسيع الحرب" لا يتجاوز كونه تهويلاً دعائيًا، يُستخدم لأهداف داخلية وإعلامية، أكثر من كونه خططًا فعلية قابلة للتنفيذ في القريب العاجل. وهذا ما يعززه غياب أي تحوّل ميداني حقيقي، واستمرار الجمود السياسي والعسكري في آن واحد.






