حوارات الخبير محند أمقران ..

الكاتب و الاعلامي شهر الدين برياح : المواطنة الذكية من خلال القلم و السفر

profile
محند امقران مدير مكتب شمال إفريقيا لموقع 180 تحقيقات
  • clock 29 يوليو 2025, 12:11:06 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
شهر الدين برياح

السيد شهر الدين برياح وجه إعلامي جزائري معروف ،بطريقته المتميزة في تغطية الأحداث و تتبعها و في الحوار . رئيس مكتب يومية الوطن الجزائرية بولاية تلمسان ،نسعد بمحاورتك …


▪︎بداية شهر الدين برياح الاعلامي كيف كانت البداية ؟ 


السلام اخي و صديقي،
في الحقيقة، كانت الكتابة بشكل عام شغفا لي منذ الثانوية. في ذلك الوقت، كنت عضوا في الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. UNJA. و كان يعمل فيها صحافيون كبار. كنت مراسلا لها بدون أجر. كان راتبي هو فرحة رؤية مقالاتي منشورة. 
هذه التجربة لم تستمر طويلا، حيث سافرت إلى فرنسا لدراسة السينما بعد البكالوريا.  و لكنني عدت إلى البلاد بعد ثلاثة اشهر للمشاركة في مسابقة لمنصب أستاذ اللغة الفرنسية في معهد التكنولوجيا التربوية في تلمسان و نجحت.


لقد اصبحت أستاذا بعد سنة من التكوين، لكن حبي للكتابة نما. بدأت المراسلة مع مجلة رياضية اسبوعية حتى قال لي أحد.الزملاء " لديك أسلوب أدبي و مكانك في صحيفة إخبارية عامة بكل أقسامها بما في ذلك قسم الثقافة. لقد اخترت صحيفة Horizons  ٱفاق بناء على توصية أحد الأصدقاء. وجدت راحتي. و لكن نقطة التحول كانت اتصالا هاتفيا من المدير الجهوي ليومية الوطن السيد هاشمي بوعرفة ، حيث عرض علي وظيفة لديهم  براتب افضل و ذلك في أكتوبر 1992. بداية الحقيقية في عالم الصحافة. و في 1999, عرض علي مدير عام الوطن منصبا دائما كمسؤول اقليمي لمكتب تلمسان.


قبلت دون تردد كبير. و استقلت من التدريس لاتفرغ للصحافة حصريا لما كنت في UNJA, كانت تصدر مجلة أسبوعية الوحدة. L'unité. هي التي عملت فيها في البداية.
اذن بداية من 1999 بدات الاشتراك  في عدة دورات تدريبية في فرنسا، ايطاليا، إسبانيا بالإضافة إلى الدورات التكوينية التي كانت تنظمها جريدة الوطن لصحفييها بالجزائر  مع كبار الصحفيين في العالم.
 

▪︎كيف يمكننا فهم التجربة الاعلامية الجزائرية و علاقتها بالخبر ،بالمعلومة و بصانع القرار ؟


في الحقيقة، كانت تجربة الصحافة الجزائرية افضل  بداية 1988, منذ احدات اكتوبر و استمرت حتى 2014.  لقد استمتعنا بحرية التعبير. لكن النظام في ذلك الوقت لم يعجبه الخط التحريري للصحيفة و بدأنا نحرم من الاعلانات. و نعاني من المشاكل المالية.
رغد ذلك، بالفعل،  كنا نصنع القرار بفضل التحقيقات الاستقصائية، و الربورتاجات. كانت حقبة جميلة. كنا نعتز بالمهنة. كنا مرجعا في العالم.
 

▪︎رغم التضحيات الجسام للأسرة الإعلامية و النضالات الممتدة عبر الزمن ،هل يمكننا أن نتحدث عن الأعلام و الصحافة في الجزائر كسلطة رابعة ؟ ماهو الواقع و أين الخلل؟ 
 

لم نكن ابدا سلطة رابعة، لكن كان لدينا نفوذ على السلطات العامة. كانت لنا كلمة و سلطة، لكن ليست رابعة
حاليا، ارباب العمل، رؤساء الصحف يبحثون عن المال و التقرب من السلطة.
اليوم لا يوجد سوى صوت واحد، هو صوت النظام، و ذلك لعدة اسباب
منها : اذا عارضت أفكار النظام فانت تخاطر كثيرا: الحرمان من الاشهار، و الاجراءات القانونية مما يؤدي لغلق الجريدة
نحن  الان لم نتلقى رواتبنا بعد.


▪︎هل يمكننا التكلم عن هوة بين الإعلام الرسمي و الإعلام المستقل ؟ الصحافة العمومية و المستقلة ؟


لا يوجد حاليا اي فرق بين الصحافة العامة و الصحافة الخاصة، فكلاهما  يسبح في نفس الماء  للاسباب التي ذكرتها ٱنفا.
 

▪︎كيف لك أن تقيم التجربة الاعلامية و الصحفية في الجزائر بعد عقود من الانفتاح ؟ 


بشكل عام، كانت تجربتنا رائعة و سنواصلها رغم كل العقبات، حبا في وطننا. 
تجدر الاشارة إلى أنه في جميع انحاء العالم، لم تعد هناك حرية في التعبير منذ الهجوم على غزة.


▪︎السيد شهر الدين برياح  تجربتك متميزة ،هل الأمر راجع لطريقة الكتابة أم لارتباطك بالواقع ؟ 


تعلمون، ان كانت تجربتي في عالم الصحافة ناجحة، فربما يعود ذلك الى تحقيقاتي و تقاريري الميدانية.  مواضيعي مستوحات من الواقع. ولا بد من الاعتراف بان لدي أسلوب أدبي، هذا ما قيل لي. يشعرك عند قراءة مقالاتي بقراءة الروايات. 
و هذا ما جعلني أهتم بالأدب و أقوم بنشر الكتب لاحقا


▪︎تحصلت على عدة جوائز متوسطية و إفريقية هلا حدثتنا عن تتويجاتك المستحقة ؟


تحصلت على 5 جوائز دولية  لتغطيتي قضية الهجرة غير النظامية. في مالطا 2017, و في تونس 2018,  جائزتين نظمتهما الاتحاد الاوروبي، ثم  الجائزة الاولى افريقيا في لاغوس بنجيريا لتقرير عن هجرة العمالة منظمة من هيئة الأمم المتحدة و منظمة الإتحاد الافريقي، و الجائزة الأولى لتقرير حول البيئة في تونس في 2022,  و قبلها جائزة في لندن لتقريرعن تحدي صانعات الفخار في قرية جزائرية
بالطبع أنا فخور لكل هذا، لكنني لم اصبح ثريا، ٱمل أن تكون هذه الجوائز ،  أي تحقيقاتي و تقاريري ، قد أضافت شيئا للبشرية.
جوائزي الحقيقية هي سفري حول العالم و معرفة الناس و الثقافات


▪︎السيد شهر الدين دخلت عالم التمثيل كذلك فكيف كانت التجربة؟


هههه... كان هناك تصوير فيلم في مدينتي مغنية. فذهبت لتغطية الحدث. لاحظني المخرج ( يوسف بوشوشي)  رحمه الله. و قال لي" أنت ستمثل في هذا الفيلم. و هكذا بدأت القصة. لكن لا أعتبر نفسي ممثلا. حياتي هي الكتابة، و سعادتي هو اقتباس روايتي " طرق ممنوعة" للسينما من طرف مخرج فرنكو جزائري. المشروع طور الانجاز.
كما ترى السينما لاحقتني بطريقة اخرى. هههه


▪︎تكتب بالفرنسية أهو لدواع مهنية أم حبا في لغة موليير ؟ 


أستطيع القول ان اللغة الفرنسية حتمت علي. انا من مواليد 1959. و في زمني كنا ندرس معظم المواد بهذه اللغة. فميولي كان لهذه اللغة. طورتها و أصبحت مصدر رزقي. لكن أطالع بالعربية و الإسبانية كذلك
بكل صراحة، أعتبر اي لغة ثروة لخدمة الانسانية. و لو في قدراتي تعلم كل لغات العالم لفعلت لإرسال رسالتي للإنسانية.


▪︎حدثنا عن أسفارك ،هي على صلة كذلك بتجربة الكتابة لديك .


نعم كل سفرياتي لها علاقة بمهنتي كإعلامي مختص في الهجرة غير النظامية و البيئة، و ككاتب.  أتلقى عدة دعوات عبر العالم لحضور ملتقيات و لتقديم و تنشيط ندوات.
لكن  اذهب في بعض الأحيان في اجازة لمفردي و مالي الخاص.


▪︎كيف ترى تراجع الصحافة الورقية واجتياح الصحافة الإلكترونية لواقعنا ؟ و هل هناك تأثيرات مهنية لهذه الانتقالية ؟


إن تراجع الصحافة المكتوبة لصالح الصحافة الإلكترونية أمر واقع لا مفر له بالتكنولوجيا و عالمنا الحالي الذي يفرضه.  نحن كصحفيين في  الصحافة الورقية  نعاني من هذا بالطبع. تخيل، لا يشتري أطفالي جريدتي، ولا أي جريدة اخرى. يفضلون هواتفهم الذكية منذ مدة.
نحن مهددون بالإنقراض
فيما يخصني مسيرتي المهنية أصبحت ورائي، لكن على المؤسسات الإعلامية ان تتأقلم مع الوضع، على كل حال هذا أصبح مفروضا عليهم

التعليقات (0)