-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
محند أمقران عبدلي يكتب: الثامن ماي 1945م "إسمنت الثورة الجزائرية "
ماهي دروس المأساة بالنسبة للجزائريين ؟
محند أمقران عبدلي يكتب: الثامن ماي 1945م "إسمنت الثورة الجزائرية "
-
8 مايو 2025, 1:44:17 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الثورة الجزائرية
في ذكرى الثامن ماي 1945 م . يتذكر الجزائريون اليوم على عكس العالم ،ذكرى عزيزة على كل جيل ، ذكرى مجازر الثامن ماي ،التي أودت بعشرات الآلاف من أجدادهم ،رميا أو قنصا بالرصاص
أو من على سفوح جبال الجزائر الشامخات ،الشاهقات .
تأتي هذه الذكرى ،و الجزائريون في مسعى ،لقراءة تاريخهم و استلهام دروس الحاضر لبناء المستقبل .
تمثل هذه الذكرى حجر الزاوية في تشكل الوعي الوطني النضالي الجزائري و انكسار أسطورة المستدمر المتحضر الذي لا يقهر، على سفوح جبال خراطة ، و شوارع قالمة و سطيف ،و هي ثلاث مدن جزائرية شهدت أحداث المأساة .
بعد عقود من الزمن ،على الهلوكست الفرنسي الذي مهد لرحيلها من الجزائر ماهي دروس المأساة بالنسبة للجزائريين ؟
هموم الذاكرة : ليس من الغرابة إثارة النقاشات حول حفظ الذاكرة الوطنية ،خاصة و أن ذكرى الثامن ماي هي التي مهدت الطريق لاستكمال الوعي النضالي بضرورة التوجه نحو "الحل الأخير"و هو العمل المسلح لتحقيق المطالب الوطنية في الاستقلال و الانعتاق من براثن الاستدمار الفرنسي .
تبقى الذاكرة ،رغم هذه العقود الغابرة ،أهم ملف لاستكمال المصالحة الداخلية بفهم مسار الحركة الوطنية الجزائرية ،و تسوية العلاقات المتوترة مع فرنسا .
الوعي الوطني : يشكل الوعي الوطني ، أهم معلم من معالم المشروع الوطني الجزائري ،ساهمت الأحداث رغم فضاعتها ،بتشكل توجه عام نحو ضرورة التخلص من الإيمان بعدالة القوى الاستدمارية التي تدعي الحقوق و المساواة و أن لا وعود في سياسة استدمارية، هدفها التملك و الاستحواذ و السيطرة . يبقى هذا الوعي مهتزا في أيامنا هذه ،خاصة بعودة الجدالات العقيمة بين الفينة و الأخرى حول مسائل ،الهوية و الانتماء .
فولكلور الذكرى : تشهد الجزائر،بمناسبة هذه الذكرى التاريخية وقفات و ترحم وزيارات لمقابر الشهداء و خطابات و لقاءات تصدح بالاناشيد الوطنية ،ثم تفترق الجموع . و المأساة أكبر من فلكلور الذكرى . ألم يحن الوقت للاستثمار التاريخي و العقلاني الوطني في الذكرى من حيث هي هولوكوست استدماري ،ألحق الضرر العميق بالجزائريين ،لازال الأثر ساري المفعول ، وجب الإحاطة به بالفحص و التدقيق و الفهم و التثمين ،فهو ليس ذكرى عابرة ،بل معلما في تشكل الشخصية النضالية الوطنية الجزائرية .
في غياب التحليل الجاد للفعل التاريخي و عدم إحاطة الكفاءة الوطنية بأبعاد تجريم الاستعمار و تواري و تغييب المختصين في المجال ، يبقى تثمين رمزية ذكرى الثامن ماي و الإستثمار المستدام فيها بعيدا عن التحديات التي تواجه الجزائر اليوم على مستوى تحرير التاريخ ،ثم كتابته و تلقينه للأجيال.









