-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
الكاتب و القاص الجزائري عيسى بن محمود: البيئة و السياق كمسرح وكتأثيث للقصة
حوارات الخبير محند أمقران..
الكاتب و القاص الجزائري عيسى بن محمود: البيئة و السياق كمسرح وكتأثيث للقصة
-
3 أغسطس 2025, 11:11:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاتب و القاص عيسى بن محمود
نسعد بالتحاور معك الكاتب و القاص عيسى بن محمود ، فكيف كانت البداية ؟
يومكم الهناء و المسرات ، هذا يتوقف عن تعريف البداية ، فأنا أزعم أن البداية مستمرة أو فلنقل تسلسل البدايات ، عموما بعد تراكم قراءات لعديد المؤلفات في سن مبكرة و حفظ ما تيسر من كتاب الله في المسجد كان لابد لهذا الزخم أن يدفع بي للتعبير فتزامن وقتها الفن التشكيلي مع قرض الشعر و كتابة القصة ، لكن بعد مسار كان لابد من جمع الشعاع الإبداعي في فن واحد بدل تشعبه فكان الخيار في الانتصار لجنس القصة القصيرة.
كيف يمكن أن تكون قاصا في الجزائر ؟ ماهي العوامل التي ساعدتك و أثرت فيك ؟
القصة أن تسلط ضوء الكاشف على عصفور في غصن في شجرة ، قد لا يهم نوع الشجرة ، طولها ، مكان غرسها ، موسم إثمارها ..فذلك شأن الرواية ، لكن هذا الشعاع يكون مكثفا كفاية لصنع اللحظة ، مما يعني أن كل بيئة يمكنها أن تكون مسرحا و تأثيثا للقصة ، بالنسبة لي كان للقرية مسقط الرأس بغابات صبارها و لوزها و بمواسمها الفلاحية و الاجتماعية و حكايات الجدات و الأساطير و الخرافة زاد السفر للقص مع ما أشرت إليه سالفا من تراكمات قرائية بما في ذلك كتاب الله : ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾
و تعلم أن الشاعر الجاهلي في بيئته الفقيرة إلا من بعض النخيل و الأنعام ترك قصائد خالدة لا تتوقف على وصف المنظور فحسب لكنها تتوغل داخل النفس البشرية بنوازعها و أحلامها و أمالها.
ثم أن الإبداع هو الوقوف في الزاوية 91 من المشهد يعني أن تكون داخل المشهد و خارجه في آن لتحليله و إعادة بنائه.
تنتمي لمنطقة ذات حيوية معهودة في التنشيط الثقافي و المبادرة الثقافية ،فهل يمكننا أن نتحدث عن تميز ثقافي ،لولاية برج بوعريريج ؟
قد يكون لبرج بوعريريج متكأ سالف في إرث عبد الحميد بن هدوقة ، البشير الابراهيمي ، الأحمدي نويوات و غيرهم ، و قد عرفت عديد الملتقيات بما فيها الدولية و حركة ثقافية مستمرة ، حتى أنه كلما توقف نشاط تجلى نشاط آخر لعديد الفاعلين من كتاب و شعراء و أكاديميين ، و تراكم هذا الزخم يدفع دوما لخلق المبادرات الجديدة .
مجموعاتك القصصية مرتبطة بالواقع كثيرا ،بل الواقع يشكل خزانا لها ،ماهي نصيحتك للكتاب الشباب لتطوير ملكة مشاهدة الواقع و تحليله؟
الاشتغال على الواقع لا يعني الاكتفاء بتقييده في النص الإبداعي بل يعزز الرؤيا و الرؤية معا ، لذلك إن كان لي أن أوجه نصيحة فهي لي و لهم في تعزيز المحلي و لنا في الكتاب الذين نالوا صيتا عالميا خير دليل على الاشتغال على المحلي و التأثيث به و توثيقه كنص ملهم ، و عدم الغرور بل التواضع التام أمام جلالة اللغة و محراب الإبداع و تعدد مشارب القراءات و الاحتكاك المستمر ليس بالكتاب فحسب بل بالفنون جميعها.
هل يمكننا أن نتحدث عن تراجع للقصة أمام الرواية في الجزائر أم أن الأمر عادي أدبيا؟
قد تأتي فترات لأسباب بعضها موضوعي و بعضها إعلامي بحت على تقدم فن عن غيره ، و هذا لا يعني تراجع الثاني ، مع أني أرى أن القصة القصيرة في الجزائر لم تتراجع بل عرفت أشواطا من الإجادة و الإهتمام أكثر من ذي قبل.
نلاحظ تصاعد وتيرة النشر ،وتوجه العديد للنشر مباشرة و من أول تجربة . الظاهرة يعتبرها البعض مسيئة للأدب و الذوق الأدبي و يعتبرها آخرون مرحلة انتقالية . ما رأيك في الظاهرة ؟
العمل الأول هو بطاقة تعريف أو بطاقة مواطنة في حقل التأليف ، لذلك وجب التأني ، و أعرف عديد الأقلام الذين يرون أنهم تسرعوا في عملهم الأول ، و هنا أحبذ أن يكون للمطابع و دور النشر بعض الجدية في التعامل مع الكتاب دون النظر إليه نظرة تجارية بحتة.
هل من مشاريع مستقبلية و شراكات أدبية في ميدان القصة خاصة ؟
الوظيفة لا تسرق من أعمارنا فحسب بل / تسرط / و تزدرد لحظات الجمال التي يمكنها أن تلد النص الجيد ، لكننا نكابر و نحاول الاستمرار ، و لا أخفيك أن الاستمرار في حد ذاته أصبح هو المشروع ، لكننا نأمل في إصدارات قادمة في مجال القصة دوما.





