-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
"إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم".. مثل نبوي في ذمّ الإفراط والتكالب على الدنيا
سلسلة مجمع الأمثال
"إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم".. مثل نبوي في ذمّ الإفراط والتكالب على الدنيا
-
10 يونيو 2025, 1:57:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد: شيماء مصطفى
جاء في الحديث الشريف أن النبي ﷺ عندما خشي على أمته من فتنة الدنيا، فقال: "إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم، إلا آكلة الخضر.."، الحديث أخرجه أبو داود وغيره، ويبدأه النبي ﷺ بلفت النظر إلى زهرة الدنيا وزينتها، التي تُفتن بها القلوب وتغوي النفوس.
العشب السام والمال الحرام
"الحبط" هو انتفاخ بطن الإبل حين تكثر من أكل العشب الغضّ في الربيع، حتى يؤدي إلى هلاكها، وقد شبّه النبي ﷺ من يفرط في جمع المال والتكالب على الدنيا بهذا الحيوان الذي يأكل حتى يموت، أما قوله ﷺ: "أو يلم" فمعناه: يوشك أن يهلك، أو يقارب الهلاك، وهو تحذير من أن الإفراط لا ينتهي غالبًا إلا إلى الضرر العظيم.
الدنيا كالعشب الغضّ
النبي ﷺ يضرب مثلًا دقيقًا وعميقًا، بأن من يأخذ من الدنيا أكثر مما يحتاج، دون اعتبار للحلال والحرام، يُعرض نفسه للهلاك في الآخرة، تمامًا كما تموت الماشية من الشبع المفرط من عشب الربيع الغضّ.
آكلة الخَضِر
في المقابل، ضرب النبي ﷺ مثلًا ثانيًا بـ"آكلة الخَضِر"، وهي الماشية التي تأكل من الأعشاب اليابسة التي تبقى بعد الربيع، فتأكل باعتدال، ثم تستريح، وتستمرئ طعامها، فتبول وتُخرج ما فيها من ضرر.
هذا مثل الإنسان المقتصد في أخذه من الدنيا: لا يجمع المال بغير حق، ولا يطمع فيما ليس له، فينجو من عواقب الطمع كما نجت البهيمة المعتدلة من الحبط.
تأمل في جوهر المثل
هذا المثل يحمل في طياته دروسًا في الزهد والاعتدال، ويدعو إلى: الحذر من زخارف الدنيا، الاعتدال في الكسب، الاقتصاد في العيش، النجاة من الطمع الذي يهلك الإنسان كما يهلك الحيوان من الإفراط.
الحكمة في الاعتدال
"إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم، مَثلٌ نبويٌ خالد يُعلّمنا أن لا نغتر بما يُزهر أمامنا، فقد يكون في ذلك الزهر سُمٌ خفيّ، وأن السلامة في أن نأخذ من الدنيا بقدر، ونستقبل شمس الحكمة كما تفعل آكلة الخَضِر.










