-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
قادة العالم يجتمعون لحماية المحيطات.. ومشاركة عربية في المؤتمر الأممي
مشاركة عربية بارزة.. خطوة نحو التعاون الإقليمي
قادة العالم يجتمعون لحماية المحيطات.. ومشاركة عربية في المؤتمر الأممي
-
10 يونيو 2025, 2:00:12 م
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مدينة نيس الفرنسية
محمد خميس
انطلقت في مدينة نيس الفرنسية فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، حيث اجتمع قادة دول ومنظمات بيئية وممثلون عن المجتمع المدني بهدف التوصل إلى حلول ملموسة لحماية المحيطات من التدهور المتسارع الذي يشهده الكوكب الأزرق. وتأتي هذه الدورة وسط تحديات بيئية متفاقمة تتطلب تنسيقاً دولياً عاجلاً، وسط مشاركة عربية لافتة تعكس اهتماماً متزايداً بقضايا البيئة البحرية.
أهداف المؤتمر: حماية مستدامة للمحيطات
يركز المؤتمر، الذي تنظمه الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة الفرنسية، على تعزيز حماية النظم البيئية البحرية، ومكافحة التلوث البلاستيكي، وتوسيع نطاق المناطق البحرية المحمية، إضافة إلى بحث آليات التكيّف مع تأثيرات التغير المناخي على المحيطات.
ومن بين أبرز الأهداف المعلنة، السعي إلى تفعيل الالتزامات الدولية المتعلقة باتفاقية باريس للمناخ وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، لا سيما الهدف الرابع عشر المتعلق بالحفاظ على المحيطات والموارد البحرية.
مشاركة عربية بارزة.. خطوة نحو التعاون الإقليمي
في لفتة تدل على الوعي العربي المتزايد بقضايا المناخ والبيئة البحرية، شهد المؤتمر حضور وفود رسمية من عدة دول عربية، من بينها مصر، المغرب، تونس، الإمارات، وقطر. وقد عرضت هذه الدول تجاربها الوطنية في إدارة السواحل، الحد من التلوث، والاستثمار في مشاريع الاقتصاد الأزرق.
بالإضافة إلى ذلك، دعا ممثلو بعض الدول العربية إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الأبحاث البحرية، وإنشاء شبكات مراقبة بيئية مشتركة، بما يسهم في حماية الثروات المائية وتحقيق الأمن الغذائي المستقبلي.
تحديات كبيرة تتطلب تحركاً فورياً
ورغم الأهداف الطموحة التي حملها المؤتمر، إلا أن الواقع يُظهر أن المحيطات لا تزال تواجه خطر الاستنزاف والتلوث والاحترار المتسارع. فالتقارير الأممية الأخيرة تشير إلى أن أكثر من 30% من الأنظمة البيئية البحرية مهددة، وأن معدل فقدان التنوع البيولوجي في المحيطات يتزايد بشكل غير مسبوق.
وعليه، دعا خبراء بيئيون إلى ضرورة التحرك العاجل، وليس فقط الالتزام اللفظي، من خلال توفير التمويل الدولي، وتطبيق قوانين صارمة ضد الملوثين، وتحفيز الابتكار في تقنيات التنظيف والحفاظ على النظم البيئية.
نحو ميثاق عالمي لحماية المحيطات
من المنتظر أن يُتوَّج المؤتمر بوثيقة ختامية تتضمن خارطة طريق دولية لحماية المحيطات، تُلزم الدول باتخاذ إجراءات عملية قابلة للتنفيذ، وتعزز من الشفافية في التقييم والمتابعة.
كما اقترح بعض المشاركين العمل على إنشاء ميثاق عالمي ملزم قانوناً لحماية المحيطات، شبيه باتفاقيات المناخ، بهدف حشد الإرادة السياسية وإشراك القطاع الخاص في جهود الحماية.
يمكن القول إن مؤتمر نيس يُعد لحظة حاسمة في مسار الجهود الدولية لحماية المحيطات، وسط أمل بأن تتحوّل هذه النقاشات إلى نتائج فعلية على الأرض. فالمحيطات لا تُشكّل فقط مصدر حياة، بل هي شريان استقرار مناخي وغذائي للبشرية جمعاء.









