-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
"إن من البيان لسحرًا".. حين تصبح البلاغة سلاحًا
من سلسلة مجمع الأمثال
"إن من البيان لسحرًا".. حين تصبح البلاغة سلاحًا
-
12 مايو 2025, 12:27:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"إن من البيان لسحرًا".. حين تصبح البلاغة سلاحًا
في سلسلة "مجمع الأمثال"، نتوقف اليوم مع مثلٍ نبوي خالد صار مضربًا في الفصاحة، يُستشهد به في قوة الكلمة وتأثيرها الخفي على القلوب والعقول. "إن من البيان لسحرًا"— قول قاله رسول الله ﷺ في موقف جمع الحدة في الرأي، ودقة العبارة، ومفارقات النفس البشرية حين تمزج بين الصدق والمزاج. فما القصة؟ وما سحر البيان الذي استحق أن يُشبَّه بالسحر؟
قال رسول الله ﷺ: "إن من البيان لسحرًا"، في مشهد فريد جمع بين ثلاثة من سادات العرب: عمرو بن الأهتم، الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم. حين سأل النبي ﷺ عمروًا عن الزبرقان، أجابه مادحًا: "مطاع في أدنيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره"، وهي صفات دالة على القوة والمكانة.
غير أن الزبرقان قال معترضًا: "يا رسول الله، إنه ليعلم مني أكثر من هذا، ولكنه حسدني"، فردّ عمرو – وقد تغيّر مزاجه – قائلاً: "أما والله إنه لزمرُ المروءة، ضيّق العطن، أحمقُ الوالد، لئيمُ الخال. والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى، ولكني رجلٌ إذا رضيتُ قلتُ أحسنَ ما علمت، وإذا سخطتُ قلت أقبحَ ما وجدت".
عندها قال النبي ﷺ قولته المشهورة: "إن من البيان لسحرًا"، في إشارة إلى أن البلاغة قد تبلغ من التأثير ما يبلغه السحر، إذ تقلب الأمور في نظر السامع، وتلبّس الحق بالباطل، أو العكس، من فرط ما فيها من فصاحة وحسن أداء.
هذا المثل، الذي ورد في كتب الأحاديث والأمثال، يُضرب في استحسان المنطق وجودة الحجة وبلاغة التعبير، وهو إحدى المحطات في سلسلتنا المستمرة من "مجمع الأمثال"، حيث نسلّط الضوء على أصول الأمثال العربية الشهيرة، ونكشف قصصها ودلالاتها في ضوء الموروث الثقافي والبلاغي.









