فيلسوف العلماء وعالِم الفلاسفة

أبو الريحان البيروني.. حِكم خالدة من عقلٍ عبقري

profile
  • clock 11 مايو 2025, 1:01:56 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أبو الريحان البيروني.. حِكم خالدة من عقلٍ عبقري

يُعد أبو الريحان البيروني (973م – 1048م) أحد أعظم العقول التي أنجبتها الحضارة الإسلامية، فهو عالم موسوعي برع في الفلك، والرياضيات، والفيزياء، والتاريخ، والفلسفة، إلى جانب كونه مفكرًا عميقًا ترك لنا إرثًا غنيًا من الحِكم والأقوال الخالدة التي تكشف عن عقل ناقد وروح متزنة ترى في العلم وسيلة لتهذيب الإنسان والمجتمع.

تميّز البيروني بأسلوبه القائم على التأمل العقلي والتحليل الأخلاقي، حيث جمع بين حكمة الحكماء ودقة العلماء، وسجل في مؤلفاته وخواطره رؤى تتجاوز عصره، تناول فيها أحوال الملوك، وأخلاق الناس، وعلاقة العلم بالسلطة، وطبيعة المعرفة الإنسانية.
ومن أقواله ما صار يُتداول إلى اليوم كمرآة لحال السلطة، وأخلاق الحكم، وأهمية العقل والتدبير.

أشهر أقوال البيروني

ليس للملك أن يحسد إلا على حسن التدبير والسياسة.

الملك أقل الناس خوفاً من الفقر، وأكثر الناس خطراً وقرباً إلى الهلاك، فليس له أن يبخل ويجبن، فإن ما قل عنده لا يكثر، وما كثر لا ينعدم.

لا تحقر الأمر الصغير، فللأمر الصغير موضع ينتفع به، وللأمر الكبير موقع لا يستغنى عنه.

من كفاه التأديب بالكلام لا يؤدب بالسوط والسيف.

مدارسة أخلاق الحكماء والعلماء تحيي السنة الحسنة، وتميت البدعة السيئة.

"ما إن سأل الحكيم لماذا يتدفق العلماء دائما إلى أبواب الأثرياء، بينما لا يقترب الأثرياء إلى أبواب العلماء، وأجاب: العلماء يدركون جيدا استخدام المال، لكن الأثرياء يجهلون نبل العلم".

أشهر كلمات البيروني

السنن الصالحة علامات الخير والحق.

لكل يوم أمر حاضر، ولكل غد ما فيه يحدث.

جل خطر الملوك عن المجازاة بالانتقام.

حكم البيروني

وكل ما يتعلق ببدء الخلق وأحوال القرون السالفة فهو مختلط بتزويرات وأساطير لبعد العهد به، وامتداد الزمان بيننا وبينه، وعجز المعتني به عن حفظه وضبطه، وقد قال الله تعالى: {ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم لا يعلمهم إلا الله}.

المن يبطل إحسان المحسن.

العاقل من استغنى بتدبير اليوم عن تدبير الغد.

لقد تجاوزت أقوال أبو الريحان البيروني حدود الزمان والمكان، فكانت بمثابة إشارات عقلية وروحية تصلح لكل العصور، تعكس فهمًا عميقًا للإنسان، وللسياسة، ولأخلاقيات العلم.

ومع أن البيروني عاش في زمنٍ بعيد، فإن كلماته لا تزال تُلهم المفكرين، وتُذكّرنا بأن العلم لا يُثمر إلا إذا اقترن بالحكمة، وأن المعرفة لا تكتمل إلا إذا ارتبطت بالقيم.

إن إرثه الفكري ليس مجرد أقوال، بل مدرسة في التفكير الناضج والعدل والاعتدال، تستحق أن نعيد قراءتها ونتأملها دائمًا.

التعليقات (0)