-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
القاتل قُتل.. وشيرين أبو عاقلة لا تزال تحاكمهم بعد رحيلها
في الذكرى الثالثة لاغتيالها
القاتل قُتل.. وشيرين أبو عاقلة لا تزال تحاكمهم بعد رحيلها
-
11 مايو 2025, 12:25:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القاتل قُتل.. وشيرين أبو عاقلة لا تزال تحاكمهم بعد رحيلها
تحل اليوم، 11 مايو 2025، الذكرى الثالثة لاغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال الصهيوني أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين عام 2022، وهي ترتدي سترة الصحافة وتُمارس مهنتها في وضح النهار.
شيرين أبو عاقلة.. صوت فلسطين الصادق
وُلدت شيرين أبو عاقلة في القدس عام 1971، ودرست الهندسة المعمارية قبل أن تنتقل إلى دراسة الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك الأردنية.
بدأت مشوارها المهني في عدة وسائل إعلام فلسطينية وعربية، قبل أن تنضم إلى قناة الجزيرة عام 1997 كمراسلة ميدانية.
طوال أكثر من 25 عامًا، كانت شيرين من أبرز وجوه التغطية الإخبارية للنزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، وخاصة من داخل الأراضي المحتلة، حيث غطّت الانتفاضة الثانية، والعمليات العسكرية المتكررة على غزة والضفة الغربية.
في عام 2005، كانت أول صحفية عربية يُسمح لها بدخول سجن عسقلان، حيث أجرت مقابلات مع أسرى فلسطينيين صدرت بحقهم أحكام سجن طويلة.
رصاصة قاتلة على الهواء.. والعالم شاهد
في صباح يوم 11 مايو 2022، كانت شيرين أبو عاقلة تغطي اقتحامًا إسرائيليًا لمخيم جنين، عندما أُصيبت برصاصة قاتلة في الرأس أطلقها قنّاص إسرائيلي من وحدة "دوفدفان" الخاصة، رغم ارتدائها لسترة الصحافة وخوذتها الواقية.
الصورة المؤلمة لجثمان شيرين وهي تسقط أرضًا، ومحاولات زملائها الفاشلة لإنقاذها وسط إطلاق النار، صدمت العالم، وأثارت موجة إدانات واسعة، ومطالبات بتحقيق دولي مستقل.
تحقيق استقصائي يكشف هوية القاتل: الجندي ألون سكاجيو
بعد ثلاث سنوات من الغموض والتكتم، كشفت منصة "زيتيو" بالتعاون مع الصحفي الاستقصائي ديون نيسينباوم من صحيفة وول ستريت جورنال، عن هوية الجندي الذي أطلق النار على شيرين، وهو ألون سكاجيو من وحدة "دوفدفان".
بحسب التحقيق، لم يخضع الجندي لأي محاكمة، وتم نقله لاحقًا ليصبح قائد فرقة قنّاصة في وحدة أخرى. ووفقًا لشهادات زملائه، لم يُظهر سكاجيو أي ندم على قتلها.
الجندي نفسه قُتل لاحقًا في يونيو 2024، بانفجار عبوة ناسفة زرعها مقاومون فلسطينيون في جنين، في المكان ذاته الذي اغتال فيه شيرين.
تواطؤ إسرائيلي–أميركي في طمس الحقيقة
التحقيق الصحفي كشف أن "إسرائيل" تعمّدت إخفاء هوية القاتل، ولم تعترف رسميًا بالمسؤولية المباشرة. كما أن إدارة بايدن منعت محققيها من استجواب الجندي القاتل، وسعت لتحويل القضية من "قتل عمد" إلى "حادث مأساوي"، على حد وصف مسؤول أميركي تحدث ضمن التحقيق.
مسؤول أميركي رفيع كشف أن الولايات المتحدة كانت على علم بهوية القاتل منذ الساعات الأولى بعد الحادث، وأن جنرالًا إسرائيليًا اتصل بهم وأبلغهم بالحقيقة، لكن الأمر لم يُعلن.
استخدام صورة شيرين هدفًا للتدريب العسكري
ضمن تفاصيل صادمة، كشف التحقيق أن صورة شيرين أبو عاقلة استُخدمت كهدف في تدريبات الرماية في وحدة خاروف التي نُقل إليها سكاجيو، وهو ما أثار استياء عدد من زملائه، واعتبروه تشويهًا حتى لمرتكب الجريمة نفسه.
من نيويورك إلى العالم: الفيلم الوثائقي "من قتل شيرين؟"
عرض مؤخرًا في مدينة نيويورك الأميركية فيلم وثائقي يحمل عنوان "من قتل شيرين؟"، من إنتاج منصة "زيتيو"، ويتضمن نتائج التحقيق الكامل، مع تسجيلات صوتية ومرئية وشهادات من داخل الجيش الإسرائيلي، تؤكد تورط مباشر لوحدة دوفدفان.
بعد الرحيل: شيرين رمز لحرية الصحافة وعدالة القضية
ورغم أن قاتل شيرين قد قُتل، فإن التحقيقات الأخيرة تُعيد فتح ملفها في وجه القيادات العسكرية الإسرائيلية، وقد تُمهّد الطريق لمحاسبة من أمر ونفذ وشارك في التستر على اغتيال صحفية تحمل الجنسية الأميركية، في جريمة وثّقها العالم.
شيرين أبو عاقلة، التي كانت تسأل دومًا "ماذا بعد؟"، لا تزال حتى اليوم رمزًا عالميًا لحرية الصحافة في وجه الاحتلال والإفلات من العقاب.








