تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

أطلق الناطق الإعلامي باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، تحذيراً شديد اللهجة من خطورة الوضع القائم في قطاع غزة. وقال إن دفع مليون فلسطيني إلى مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً، يعني تكديس أكثر من مليوني إنسان في هذه البقعة الصغيرة، أي ما يقارب 70 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وهو أمر وصفه بـ"المستحيل" إنسانياً ولوجستياً.

انعدام مقومات الحياة

أوضح أبو حسنة أن هذا الاكتظاظ الهائل يضع حياة المدنيين أمام تهديد مباشر، في ظل دمار واسع للبنية التحتية ونقص حاد في المياه والغذاء والدواء. وأكد أن مثل هذا الوضع يحرم السكان من أبسط حقوقهم، ويؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة بشكل سريع وخارج عن السيطرة، لا سيما مع غياب الإمكانيات الطبية والإنسانية.

مخاطر صحية وبيئية جسيمة

وأشار إلى أن تكديس السكان في مساحة ضيقة يحول مناطق الإيواء إلى "قنابل موقوتة"، حيث تنتشر النفايات والمياه العادمة، وتنهار شبكات الصرف الصحي. ومع اقتراب موسم الشتاء، تزداد المخاوف من تفاقم الوضع بسبب الفيضانات المحتملة وطفح مياه الصرف، ما ينذر بموجات مرضية خطيرة قد تطال الجميع بلا استثناء.

الأبعاد الإنسانية والسياسية

شدد أبو حسنة على أن هذه السياسة تمثل شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، ووسيلة ضغط تهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري. وأكد أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات، والعمل على توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان، وإعادة فتح المعابر لإدخال ما يلزم من غذاء ودواء ومستلزمات إيواء.

نداء عاجل إلى العالم

وختم المتحدث باسم الأونروا بالقول إن ما يجري في غزة اليوم هو مأساة إنسانية بكل المقاييس، ولا يمكن للعالم أن يقف متفرجاً أمامها. ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية إلى التحرك الفوري لتخفيف الكارثة، وضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم بكرامة وأمان.