جرائم لا تسقط بالتقادم

رئيس جيبوتي: قصف الدوحة صفعة للصمت الدولي وجرائم الاحتلال لا تسقط بالتقادم

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 2:28:11 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رئيس جيبوتي

محمد خميس

ألقى رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، كلمة حاسمة في القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، أكد فيها أن العدوان الإسرائيلي على قطر ليس حادثًا عابرًا، وإنما صفعة مدوية في وجه الصمت الدولي وكشف فاضح لطبيعة المشروع الاحتلالي الإسرائيلي.

قصف الدوحة جريمة لا يمكن تجاوزها

قال الرئيس الجيبوتي إن ما تعرضت له قطر من قصف إسرائيلي يمثل جريمة مكتملة الأركان، لا يمكن التعامل معها كواقعة عابرة في سياق الأحداث المتسارعة في المنطقة. وأوضح أن هذا الاعتداء السافر لا يستهدف قطر وحدها، بل يمس كرامة الأمة العربية والإسلامية بأسرها.

وأضاف أن العدوان ليس مجرد عمل عسكري، بل هو رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي، واختبار لمدى جدية الدول الكبرى في حماية الأمن والاستقرار العالمي.

الصمت الدولي متواطئ مع الاحتلال

انتقد رئيس جيبوتي بشدة ما وصفه بـ التخاذل الدولي المريب أمام جرائم إسرائيل المتكررة. وقال إن صمت القوى العظمى والمؤسسات الدولية على مثل هذه الاعتداءات يعادل في جوهره مشاركة غير مباشرة في الجريمة.

وأكد أن ازدواجية المعايير في التعاطي مع القوانين الدولية هي التي منحت إسرائيل مساحة للتحرك بلا رادع، حتى وصل بها الأمر إلى قصف دولة تمارس دور الوساطة من أجل تحقيق السلام.

جرائم لا تسقط بالتقادم

شدد الرئيس الجيبوتي على أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لن تسقط بالتقادم، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال لإخفاء جرائمه أو تبريرها تحت ذريعة "الدفاع عن النفس" باتت مفضوحة أمام العالم.

وطالب المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الاعتداء على الدوحة، ومحاسبة المسؤولين عنه وفقًا للقانون الدولي.

وحدة الصف العربي والإسلامي ضرورة ملحّة

في كلمته، دعا الرئيس إسماعيل عمر جيله إلى أن تتحرك الأمة الإسلامية والعربية كـ جسد واحد لمواجهة هذا العدوان. وقال: "كرامتنا ليست قابلة للتجزئة، وسيادتنا ليست موضوعًا للنقاش أو التفاوض."

وأوضح أن أي تساهل أو تهاون في الرد على هذا الاعتداء سيشجع الاحتلال على المضي قدمًا في جرائمه ضد الشعوب العربية والإسلامية، سواء في فلسطين أو في غيرها من الدول.

العدوان على قطر استهداف للحوار

أشار الرئيس الجيبوتي إلى أن استهداف الدوحة بالعدوان الإسرائيلي لم يكن مصادفة، بل جاء لعرقلة دورها المعروف في الوساطة ومحاولاتها الدؤوبة لإنهاء الحرب على غزة.

وأكد أن المستهدف الحقيقي هو مبدأ الحوار والدبلوماسية، لأن الاحتلال يسعى إلى إقصاء أي جهد سياسي يمكن أن يفضي إلى حلول عادلة، مفضلًا استمرار التصعيد والفوضى لتحقيق أطماعه التوسعية.

دعوة لموقف عملي حاسم

طالب جيله القمة بالخروج بقرارات واضحة وعملية لمواجهة هذا الخطر، بعيدًا عن الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار. وأكد أن المطلوب اليوم هو:

توحيد الصف العربي والإسلامي خلف رؤية مشتركة لردع الاحتلال.

إطلاق تحركات دبلوماسية قوية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

دعم الجهود القانونية لملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.

تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني ومواجهة سياسة التجويع والإبادة التي يتعرض لها في غزة.

جيبوتي وتجديد الالتزام بالقضية الفلسطينية

أكد الرئيس الجيبوتي أن بلاده، رغم صغر مساحتها الجغرافية، كانت ولا تزال حاضرة بقوة في دعم القضية الفلسطينية ورفض جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال.

وأوضح أن ما يجمع الأمة الإسلامية والعربية ليس فقط الموقف من فلسطين، بل إدراك أن الأمن القومي مترابط، وأن المساس بدولة واحدة يعني تهديد أمن الجميع.

إسرائيل مشروع استعماري مستمر

وصف جيله المشروع الإسرائيلي بأنه احتلالي استعماري بغيض، يعيش على العدوان والتوسع، ويرفض الاعتراف بحقوق الشعوب. وقال إن الاعتداء على الدوحة يؤكد أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم يعد يكتفي بتهديد فلسطين، بل بات يستهدف أي دولة تقف إلى جانب العدالة والسلام.

مواجهة الغطرسة الإسرائيلية

شدد رئيس جيبوتي على أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة الردع، وأن مواجهتها تتطلب موقفًا موحدًا يتجاوز الخلافات الداخلية بين الدول العربية والإسلامية.

وأضاف أن إفلات الاحتلال من العقاب هو الذي جعله يتمادى، وأن كبح جماحه لا يكون إلا بتحركات عملية منسقة تعيد التوازن للعلاقات الدولية.

تضامن مع قطر ورفض الاستهداف

أعرب الرئيس إسماعيل عمر جيله عن تضامنه الكامل مع قطر قيادةً وشعبًا، مؤكدًا أن الاعتداء عليها هو إهانة لكل دولة عربية وإسلامية.

وقال إن الرد المناسب على هذه الإهانة هو تعزيز التعاون الإقليمي، وتبني استراتيجية جماعية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

التعليقات (0)