-
℃ 11 تركيا
-
15 سبتمبر 2025
الرئيس اللبناني: الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا والمستهدف في عدوان الدوحة هو الحوار
الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا
الرئيس اللبناني: الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا والمستهدف في عدوان الدوحة هو الحوار
-
15 سبتمبر 2025, 2:18:10 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس اللبناني
محمد خميس
شهدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة كلمات حاسمة من قادة وزعماء المنطقة، جاءت لتؤكد وحدة الصف في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف العاصمة القطرية. ومن أبرز هذه الكلمات، كانت كلمة الرئيس اللبناني، التي ركّزت على معاني التضامن، وأكدت أن الاعتداء على أي دولة عربية أو إسلامية هو اعتداء على الأمة جمعاء.
الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا
استهل الرئيس اللبناني كلمته بتوجيه رسالة تضامن مطلقة مع دولة قطر قيادةً وشعبًا، معتبرًا أن ما جرى من عدوان إسرائيلي ليس مجرد حدث منفصل، بل هو استهداف مباشر لسيادة دولة شقيقة. وقال: "لبنان يرى أن الاعتداء على أي شقيق هو اعتداء علينا جميعًا، فنحن أمة واحدة يجمعها التاريخ والمصير."
وأكد أن التضامن مع قطر في هذه اللحظة المفصلية ليس خيارًا سياسيًا، بل واجب وطني وقومي وأخلاقي، لأن المساس بأي ركن من أركان الأمة يهدد استقرار الجميع.
المستهدف الحقيقي هو الوساطة والحوار
أشار الرئيس اللبناني إلى أن العدوان على الدوحة جاء في توقيت حساس، حيث كانت قطر تؤدي دورًا بارزًا في الوساطات لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتبذل جهودًا حثيثة لإنقاذ المدنيين. واعتبر أن المستهدف الحقيقي من وراء هذا العدوان لم يكن قطر وحدها، بل مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار.
وأوضح أن استهداف بلد يقوم بدور الوسيط النزيه يبعث برسالة خطيرة: الاحتلال لا يريد أي حلول سياسية، بل يسعى إلى تعطيل كل مسار دبلوماسي يهدف إلى إنهاء الحرب أو التخفيف من مآسيها.
رسالة تهديد لكل دول المنطقة
حذّر الرئيس اللبناني من أن ما حدث في الدوحة يجب أن يُقرأ على أنه رسالة تهديد مبطنة لكل الدول العربية والإسلامية. وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي أراد أن يقول إن أي طرف يحاول التدخل لوقف جرائمه سيكون عرضة للاستهداف، وهذا سلوك خطير يفتح الباب أمام فوضى إقليمية لا تُحمد عقباها."
وشدد على أن التهاون أمام هذا العدوان قد يشجع إسرائيل على استهداف دول أخرى، ما يجعل التضامن اليوم ضرورة استراتيجية لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي.
لبنان وتجربة الصمود أمام العدوان
ذكّر الرئيس اللبناني المجتمعين أن لبنان كان ولا يزال من أكثر الدول التي خبرت العدوان الإسرائيلي على مدار عقود، من الاجتياحات إلى القصف وصولًا إلى الحصار. وقال إن تجربة لبنان مع الاحتلال علمته أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، ولا تحترم أي تفاهمات أو معاهدات إلا تحت ضغط المواقف الموحدة.
وأضاف أن الاعتداء على قطر أعاد إلى الأذهان تجارب لبنان المؤلمة مع الاعتداءات المتكررة على سيادته، وهو ما يضاعف مسؤولية الجميع في التصدي الجماعي لهذا النهج العدواني.
الهجوم على قطر تجاوز للخطوط الحمراء
أوضح الرئيس اللبناني أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لا يمكن أن يُفهم إلا على أنه تجاوز صارخ للخطوط الحمراء، واعتداء مباشر على الأمن الإقليمي. وقال: "هذا العدوان لا يمس قطر وحدها، بل يستهدف استقرار المنطقة بأسرها، ويمثل تحديًا سافرًا للأعراف الدولية والقوانين الأممية."
وأشار إلى أن الرد يجب ألا يقتصر على بيانات التنديد، بل يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا منسقًا على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية.
التضامن العربي والإسلامي ضرورة لا رفاهية
أكد الرئيس اللبناني أن مواجهة العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن تتم إلا عبر موقف موحد، يجمع الدول العربية والإسلامية على رؤية مشتركة. وقال إن التضامن في هذه المرحلة ليس ترفًا سياسيًا، بل هو شرط أساسي لبقاء الأمة وصمودها أمام التحديات.
ودعا إلى اعتماد خطة عمل مشتركة تتضمن:
تفعيل أدوات القانون الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
إطلاق تحركات سياسية جماعية في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
دعم الجهود الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الإبادة الجماعية في غزة.
تثبيت دور الوسطاء الإقليميين وعلى رأسهم قطر، وعدم السماح لإسرائيل بفرض عزلة على أي طرف يسعى إلى الحلول السلمية.
قطر رمز للإرادة الدبلوماسية
وجّه الرئيس اللبناني تحية تقدير لدولة قطر، مؤكدًا أن دورها في دعم القضية الفلسطينية لم يتوقف عند حدود المساعدات الإنسانية، بل امتد ليشمل مساعٍ سياسية ودبلوماسية لإيجاد حلول واقعية تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال إن الاعتداء على الدوحة هو في الحقيقة اعتداء على الإرادة الدبلوماسية العربية التي تسعى إلى تغليب الحوار على الصدام، معتبرًا أن الوقوف إلى جانب قطر اليوم هو وقوف إلى جانب فكرة الحل السلمي العادل.
دعوة إلى قراءة استراتيجية للأحداث
في ختام كلمته، شدد الرئيس اللبناني على أن العدوان الإسرائيلي على قطر يجب ألا يُنظر إليه كحادث معزول، بل كجزء من استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لإفشال أي محاولات لإنهاء الصراع عبر الحوار.
وأكد أن الرد العربي والإسلامي يجب أن يكون بحجم الخطر، عبر بناء رؤية استراتيجية مشتركة للأمن القومي، تتجاوز الخلافات الثانوية وتضع مصلحة الأمة فوق أي اعتبار.









