تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عاجل اليوم بأن حي كسار زعتر في مدينة النبطية، جنوبي لبنان، تعرض لغارة إسرائيلية منذ قليل، أسفرت عن إصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال. وأوضح البيان أن الغارة سببت أضرارًا مادية جسيمة في المباني السكنية، وأثارت حالة من الذعر بين سكان المنطقة الذين لم يسبق لهم أن شهدوا هذا الحجم من القصف على منطقتهم.

وفقًا لمصادر محلية، فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان، في سلسلة من الغارات العنيفة التي خلفت دمارًا واسعًا في الممتلكات الخاصة والعامة. وأكدت المصادر أن حصيلة الغارة الأولية تشير إلى استشهاد شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين، بينهم خمسة أطفال، في حين ما زالت فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل جهودها لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.

السلطات اللبنانية لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن طبيعة الغارة أو أهدافها، فيما أبدت مصادر أمنية قلقها من تصاعد التوترات في الجنوب اللبناني، خصوصًا في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا الهجوم الإسرائيلي في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري أوسع في الجنوب، قد يؤثر بشكل مباشر على المدنيين والبنية التحتية للمدن اللبنانية الجنوبية.

تداعيات الغارة على المدنيين والبنية التحتية

الغارة التي استهدفت حي كسار زعتر لم تؤدِّ فقط إلى إصابة المدنيين، بل تسببت أيضًا في أضرار كبيرة بالمباني السكنية، حيث تهدمت أجزاء من منازل متعددة، وتضررت مرافق خدمية أساسية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه. وأفاد السكان المحليون أن القصف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة وإلحاق أضرار بالسيارات والممتلكات الشخصية.

كما أضاف شهود عيان أن الأطفال والأسر التي كانت متواجدة في منازلها لحظة الغارة تعرضت لصدمة نفسية شديدة، وسط حالة من الهلع والخوف من العودة إلى منازلهم. ويشير المختصون النفسيون إلى أن التعرض لغارات مفاجئة يترك أثرًا نفسيًا طويل المدى على الأطفال، ما يجعل الحاجة إلى الدعم النفسي العاجل أمرًا ضروريًا لتخفيف الصدمة.

الاستجابة الطارئة والتدخلات الطبية

على الفور، هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني اللبناني إلى موقع الغارة، حيث عملت على نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج الفوري. وأكدت المصادر الطبية أن بعض المصابين يعانون من جروح بالغة، ما استدعى تدخل الفرق الطبية المتخصصة لإجراء الإسعافات الأولية وتحويل الحالات الخطيرة إلى غرف الطوارئ.

كما أشارت الوزارة إلى أن هناك متابعة مستمرة للوضع، وأن السلطات تعمل على تقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة وتوفير الخدمات الطبية الطارئة. ويأتي هذا ضمن جهود الدولة لمواجهة آثار الغارات الإسرائيلية على المدنيين في الجنوب، في ظل عدم وجود تحرك دبلوماسي واضح حتى اللحظة لوقف الهجمات أو منع تكرارها.

السياق الأمني والتوترات في الجنوب اللبناني

تأتي هذه الغارة الإسرائيلية ضمن سلسلة من التصعيدات العسكرية في جنوب لبنان، والتي شهدت مؤخرًا تبادلات للقصف بين إسرائيل وفصائل المقاومة اللبنانية. ويشير المراقبون إلى أن الغارات تستهدف مناطق تعتبر استراتيجية بالنسبة للطيران الإسرائيلي، بما في ذلك المرتفعات والأودية والأحراج التي يمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية.

ويعيش سكان النبطية والبلدات المحيطة حالة من الترقب والخوف المستمر، حيث يؤدي كل تحليق للطائرات الحربية إلى زيادة الهلع بين المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن. وتعتبر هذه الغارات انتهاكًا مباشرًا للسيادة اللبنانية، وتطرح تساؤلات حول جدوى الإجراءات الدولية في حماية المدنيين ومنع تصعيد الصراع في المنطقة.

دعوات محلية ودولية للتهدئة

على خلفية هذه الغارة، دعت بعض الجهات السياسية اللبنانية إلى التحرك الرسمي والرسمي والدولي للضغط على إسرائيل لوقف الغارات، وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في الجنوب اللبناني. كما حثت منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي على التدخل العاجل لتقديم الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الغارات.

من جهة أخرى، يستمر الإعلام اللبناني والعالمي في تغطية الأحداث عن كثب، مع نشر الفيديوهات والتقارير التي توثق آثار الدمار الذي خلفته الغارات على المباني والسكان المدنيين، بما في ذلك الأطفال الذين أصبحوا ضحايا مباشرون للنزاع المستمر في المنطقة.

التغطية الإعلامية والفيديوهات الحية

نشر مراسلون محليون فيديوهات حية من حي كسار زعتر توثق لحظات الرعب والخوف لدى السكان، بالإضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والشوارع. وأظهر الفيديو حالات إصابات لأطفال وأسر في حالة هلع، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المواقع لتقديم الدعم اللازم ونقل المصابين إلى المستشفيات.

وتشير التقارير المصورة إلى أن الغارات أسفرت عن دمار واسع، مع تضرر جزء كبير من المباني المحيطة، وهو ما يعكس خطورة استمرار التصعيد العسكري في جنوب لبنان على حياة المدنيين.