رامي أبو زبيدة: خطاب أبو عبيدة يرسم معادلة استنزاف متصاعدة ويؤكد تحديث العقيدة القتالية للمقاومة

profile
  • clock 18 يوليو 2025, 4:09:37 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قال الدكتور رامي أبو زبيدة، الباحث المتخصص في الشأن العسكري والأمني، ورئيس تحرير موقع “180 تحقيقات”، إن الخطاب الأخير لـ"أبو عبيدة"، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، تضمّن رسائل "نارية"، كشفت عن تحول نوعي في العقيدة القتالية للمقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن ما جاء في الخطاب يعكس ثقة ميدانية عالية وارتقاءً ملموساً في أداء المقاومة، على المستويين العملياتي والتكتيكي.

وأشار أبو زبيدة في تحليل نشره على منصة شئون عسكرية، بموقع تليجرام، إلى أن الخطاب لم يكن مجرد خطاب معنوي، بل جاء بمثابة "أمر عمليات" معلن، يُوجّه الميدان، ويطمئن الحاضنة الشعبية، ويُربك حسابات العدو، موضحاً أن المقاومة – وفق هذا الخطاب – تتقدم عسكرياً، وتناور تفاوضياً، وتُراهن على إنهاك العدو لا على مواجهته في معركة كلاسيكية.

تحوّل تكتيكي ميداني

وقال أبو زبيدة إن إعلان أبو عبيدة بأن "مجاهدينا يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة"، يدل على انتقال المقاومة من التكرار إلى التجديد العملياتي المستمر، وهو ما يعكس استفادة واضحة من أطول معركة شهدتها فلسطين، مؤكداً وجود غرف تقييم ميداني تعيد إنتاج الخطط وفق تطورات الميدان.

محاولات أسر وتكتيك متطور

وأكد أن الإعلان عن تنفيذ عدة محاولات لأسر جنود إسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة، رغم كثافة التحديات الجوية والاستخباراتية، يؤكد بقاء محور العمليات الخاصة فاعلاً، مشيراً إلى أن هذا يعني أن الأنفاق أو بدائلها ما زالت حاضرة، مع تصاعد التركيز على عمليات خاطفة خلف الخطوط.

استراتيجية "المقتلة النوعية"

وأوضح أبو زبيدة أن الخطاب يرسّخ معادلة استنزاف بشري نوعي في صفوف الاحتلال، عبر عمليات مركّبة تتنوع بين العبوات المضادة للأفراد والدروع، وعمليات القنص والكمائن، بما يُبقي احتمال وقوع عمليات أسر مفتوحاً، في إطار استراتيجية استنزاف مُكلفة وممتدة زمنياً.

غزة.. مدرسة عسكرية

ورأى الباحث أن إعلان المقاومة أنها "أعظم مدرسة عسكرية في التاريخ المعاصر" ليس مجرد شعار، بل يعكس واقعاً ميدانياً حقيقياً، حيث باتت غزة مختبراً حيًا لتطوير أدوات القتال غير المتكافئ، وتوليد تكتيكات أصبحت محط دراسة ومحاكاة في ساحات المقاومة الأخرى.

تكتيك تفاوضي عسكري

وأشار أبو زبيدة إلى أن رفض العودة لصفقات تبادل جزئية، في حال فشل المفاوضات، يدخل ضمن إطار الردع السياسي بصيغة عسكرية، ويعكس ثقة المقاومة بأوراقها الميدانية، كما أنه يُمهّد لاحتمال التصعيد إذا استمر الاحتلال في التصلّب.

حرب استنزاف طويلة النفس

وختم الباحث العسكري بالقول إن الخطاب يؤكد أن المقاومة تنظر للعدوان على غزة بوصفه معركة استراتيجية ممتدة، وليس مجرد حدث طارئ، مضيفاً أن المقاومة باتت تعتمد على المرونة الميدانية، والجهوزية النفسية، والعمق العقائدي، وهو ما يمنحها قدرة أعلى على التحمل والصمود والمناورة في حرب استنزاف مفتوحة.

التعليقات (0)