لماذا خصّ أبو عبيدة "أنصار الله" بالتحية؟.. باحث عسكري يجيب

profile
  • clock 18 يوليو 2025, 4:31:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
العميد يحيى سريع وأبو عبيدة

متابعة: عمرو المصري

في سابقة لافتة، اختار الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن يخص في خطابه المتلفز الأول منذ 6 مارس الماضي، "إخوان الصدق أنصار الله" في اليمن بالتحية المباشرة، مشيدًا بدورهم القتالي والإسنادي

وفي تحليل بثه على منصة تليجرام، أوضح الدكتور رامي أبو زبيدة، الباحث العسكري والأمني، ورئيس تحرير موقع "180 تحقيقات"، أن هذه التحية طوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، تتجاوز المجاملات الإعلامية أو البروتوكول الخطابي.

وحول اختيار "أنصار الله" تحديدًا، أكد "أبو زبيدة" أن اختصاصهم بالتحية يرجع لكونهم الجبهة الوحيدة التي انتقلت من الشجب إلى الفعل.

وأوضح "أبو زبيدة" أنه في حين اكتفت غالبية القوى والمكونات العربية والإسلامية بالبيانات أو الدعاء، اختار أنصار الله فتح جبهة اشتباك فعلية ضد العدو الصهيوني، عبر استهداف الملاحة المرتبطة به، وضرب أهداف استراتيجية في العمق، بما كسر الطوق عن غزة ولو معنويًا، وخلق أول إسناد عسكري عملي ومحسوس للمقاومة.

كما لفت "أبو زبيدة" إلى أن "أنصار الله" وفّروا نموذجًا يُدين الصامتين، وحين قال أبو عبيدة إن أنصار الله "أقاموا الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين"، فقد عنى ذلك صراحة أن هذه الجبهة اليمنية أسقطت ذرائع الساكتين والمتخاذلين.

وأضاف "أبو زبيدة": "أنصار الله لم تمتلك طائرات F-16 ولا منظومات صاروخية متقدمة، لكنها قررت أن تفعل ما تستطيع بما تملك، وهذا جوهر خطاب القسام: افعل ولو بالكلمة، فكيف بمن يملك القرار والسلاح والجغرافيا؟"

كما شدد الباحث العسكري على أن "أنصار الله" ربطوا مصير اليمن بمصير فلسطين، ذلك أن أنصار الله، وعلى خلاف معظم الأنظمة، لم يتعاملوا مع معركة غزة كحدث خارج حدودهم، بل كقضية مرتبطة بعقيدتهم وشرعيتهم السياسية والعسكرية، وبهذا تحولت فلسطين من "ملف خارجي" إلى جزء من العقيدة القتالية لجبهة اليمن، وهو تحوّل نوعي وخطير في الميدان الإقليمي.

وأشار "أبو زبيدة" إلى أن خطابهم وخطهم ينسجم مع معادلة المقاومة، في زمن تتراجع فيه معظم الحركات والقوى عن تبنّي العمل المسلح ضد "إسرائيل"، بقيت أنصار الله تعلن العداء الصريح للمشروع الصهيوني، وتربط بين العدوان على غزة والهيمنة الأميركية – الصهيونية، ما يجعلها متوافقة – من وجهة نظر القسام – مع جوهر المشروع المقاوم في فلسطين والمنطقة.

وختم "أبو زبيدة" تحليله بالقول: "خصّ أبو عبيدة "أنصار الله" بالتحية لأنهم ببساطة قاتلوا حيث صمت الآخرون، ونصروا غزة بالفعل لا بالشعارات، وقدموا نموذجًا يعري كل متردد ومتقاعس. تحيتهم لم تكن مجاملة، بل تثبيت لمحور الفعل المقاوم الحقيقي في المنطقة، ورسالة تذكير للبقية: من يريد أن يكون مع فلسطين، فليُظهر ذلك على الأرض، لا على المنابر".

التعليقات (0)