الناتو العربي: السيسي يعيد طرح فكرة القوة العربية المشتركة وسط تحضيرات قمة الدوحة

profile
  • clock 13 سبتمبر 2025, 1:54:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إعادة إحياء مشروع إنشاء قوة عربية مشتركة، على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تكون جاهزة للتدخل لحماية أي دولة عربية تتعرض لاعتداء خارجي.

وبحسب ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم السبت 13 سبتمبر 2025، فإن القاهرة كثّفت في الأيام الأخيرة من اتصالاتها الدبلوماسية لتأمين دعم عربي واسع لهذا المقترح، على أن يُطرح بشكل رسمي في القمة العربية الإسلامية المقررة غداً في العاصمة القطرية الدوحة. ويُشار إلى أن هذا المشروع ليس جديداً، إذ سبق أن طُرح لأول مرة قبل نحو تسع سنوات في مصر، لكنه لم يجد حينها المسار التنفيذي الكفيل بتحويله إلى واقع.

رهان مصري على التنفيذ

ووفقاً لمسؤول مصري مطّلع تحدث للصحيفة، فإن القاهرة تعوّل هذه المرة على استعادة الزخم العربي خلف هذا المشروع، مع العمل على وضع إطار عملي يسمح بتفعيله بشكل واقعي. غير أن المسؤول يعترف بوجود عوائق جدية أمام تنفيذه، أبرزها تحديد آلية التدخل ومتى يتم تفعيل هذه القوة، وهو ما يجعل الجهد الحالي منصبّاً على وضع صيغة عمل مرنة تتناسب مع مختلف الظروف الأمنية والسياسية في المنطقة.

مقترحات القاهرة

تعمل مصر، عبر مؤسساتها العسكرية، على صياغة مجموعة من المقترحات التي تحدد هيكلية وآليات القوة المرتقبة، بحيث تُوزّع المشاركة فيها بما يتناسب مع التعداد السكاني للدول العربية وحجم جيوشها. كما تراعي القاهرة التوازنات السياسية والإقليمية، خصوصاً عند إشراك عسكريين من دول مثل الجزائر والمغرب. وتطمح مصر للاحتفاظ بالقيادة العليا للقوة، مقابل منح منصب القيادة الثاني للسعودية أو لإحدى الدول الخليجية، وهو ما يعكس إدراكها لأهمية التوازن في تقاسم النفوذ داخل التشكيل الجديد.

حجم القوات ودور مصر

المصادر نفسها أوضحت أن القاهرة تقترح إشراك نحو 20 ألف جندي من جيشها في القوة المشتركة، على أن يقودها رئيس أركان الجيش المصري أو ضابط برتبة فريق، وهي من أعلى الرتب العسكرية في البلاد. وترى مصر في المشروع فرصة لتسريع وتيرة تحديث جيشها وتزويده بأحدث أنواع الأسلحة، تحت غطاء الحاجة إلى تعزيز فعالية هذه القوة الإقليمية.

مشاورات سعودية مصرية

تتواصل في الوقت نفسه المشاورات بين القاهرة والرياض، إذ يُفترض أن تكون السعودية صاحبة ثاني أكبر مساهمة بشرية في حال تشكيل القوة. ويعكس هذا المسار رغبة مشتركة بين البلدين في توسيع نفوذهما العسكري والسياسي داخل العالم العربي، مع إدراكهما أن نجاح المشروع يتوقف على التفاهمات المتبادلة بشأن القيادة والتوزيع العددي للقوات.

تجنّب مواجهة مباشرة مع إسرائيل

من جهة أخرى، يبدي الدبلوماسيون العرب المشاركون في المشاورات قلقاً من أن يُستغل تشكيل هذه القوة باعتباره إعلان حرب على إسرائيل. ويحذر هؤلاء من أن بعض الدول قد تجد في المشروع ذريعة للانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع تل أبيب، وهو ما قد يعرقل الهدف الأساسي من إنشائها. وبذلك، فإن القاهرة تسعى إلى تسويق المشروع كإطار دفاعي لحماية الدول العربية من أي اعتداء خارجي، مع الحرص على تفادي أي تفسيرات قد تُدخل المنطقة في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات (0)