رسائل للعدو والأمة.. ماذا قال "أبو عبيدة" في كلمته المصورة الأولى منذ مارس الماضي؟

profile
  • clock 18 يوليو 2025, 3:31:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

بثّت قناة الجزيرة القطرية كلمةً مصوّرة هي الأولى من نوعها منذ السادس من مارس الماضي، للناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، وجّه خلالها سلسلة من الرسائل والتحذيرات، إلى الاحتلال الإسرائيلي، والوسطاء الإقليميين، وقادة الدول العربية والإسلامية، وعموم شعوب الأمة، وسط تصعيد مستمر لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر.

أبو عبيدة استهل كلمته بتأكيد أن أربعة أشهر قد مضت على استئناف الاحتلال لعدوانه الدموي بعد أن "نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة"، مشيرًا إلى أنّ هذه المرحلة شهدت تطورات ميدانية وعسكرية كثيفة، وأنها من "أطول الحروب وأعنف المواجهات" التي خاضها الشعب الفلسطيني في تاريخه المعاصر.

حصيلة المعارك وتكتيكات جديدة

أوضح أبو عبيدة أن كتائب القسام خلال الأشهر الماضية أوقعت "مئات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح"، وأن "آلافًا من جنود الاحتلال أصيبوا بأمراض نفسية وصدمات حربية"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"الاستنزاف الطويل" الذي يخوضه المقاومون ضد الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن مجاهدي المقاومة اعتمدوا "تكتيكات جديدة" ومبتكرة، بعد دروس عميقة استخلصوها من المعارك السابقة، مؤكداً أن المقاومة في غزة باتت اليوم تمثّل "أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر".

كما كشف أبو عبيدة عن محاولاتٍ جرت في الأسابيع الأخيرة من قبل كتائب القسام لتنفيذ "عدة عمليات أسر للجنود"، ما يشير إلى استمرار الاستراتيجية القتالية للمقاومة في التركيز على ملف الأسرى كسلاح ضغط وورقة تفاوض.

وأكد أن المقاومة أوقعت خلال هذه الأشهر المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، والآلاف من المصابين بالأمراض النفسية والصدمات. وها هي أعداد جنود العدو المنتحرين تتزايد لهول ما يمارسون من أفعال قذرة دموية، ولعِظَم ما يواجهون من مقاومة محفوفة بمعية الله وجنده.

وقال: يفاجئ مجاهدونا العدو بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، بعد استخلاصهم للعِبَر من أطول حرب ومواجهة في تاريخ شعبنا، فنفذ مجاهدونا عمليات نوعية بطولية فريدة، ولا يزالون يستهدفون الآليات بالقذائف والعبوات، ويلتحمون مباشرة مع هذا العدو، ويقنصون جنوده وضباطه، ويفجرون المباني وفتحات الأنفاق والكمائن المركبة، ويغيرون على قوات العدو.

وأشار إلى أن العالم شاهد أبطالنا وهم يعتلون آليات العدو في خان يونس، ويصلون للجنود المحتلين من نقطة الصفر، وهم يلاحقون الجندي المجرم الذي تفنن في هدم بيوت مدنيين، ويجهزون عليه، ويغتنمون سلاحه.

وأكد أبو عبيدة أن المجاهدين حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود الصهاينة، كاد بعضها أن ينجح لولا إرادة الله أولًا، ثم بسبب استخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم لمحاولات أسر.

وقال: انتشرت عمليات مجاهدينا من أقصى شمال وشرق بيت حانون وجباليا شمال القطاع، مرورًا بحي التفاح والشجاعية والزيتون في غزة، وصولًا إلى خان يونس ورفح، لتصبح مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر.

وأكد أبو عبيدة أن قتال المقاومين هو أمر مبدئي وحق لا جدال فيه، وواجب ديني ووطني مقدس، ولا خيار لنا سوى القتال بكل قوة وإصرار وبأس شديد، بعون الله وتأييده. سنقاتل بحجارة الأرض وبما نمتلكه من إرادة ورجال مؤمنين يصنعون بالقليل من السلاح المعجزات المبهرة بفضل الله.

العدو يتلقى ضربات قاسية

أكّد أبو عبيدة أنّ استراتيجية القسام في هذه المرحلة تقوم على "إيقاع مقتلة بالعدو، وتنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر جنود"، موجّهاً تحذيرًا صريحًا إلى حكومة الاحتلال بأنّ استمرارها في حرب الإبادة سيقود حتمًا إلى "استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط".

وتحدث عن الدعم العسكري غير المحدود الذي يتلقاه الاحتلال من "أقوى قوى الظلم في العالم"، من سلاح وذخيرة، لكنّه في المقابل شدد على أن المقاومة "ماضية في معركة استنزاف طويلة"، مهما كانت طبيعة عدوان الاحتلال وخططه.

وشدد أبو عبيدة على أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تواصل خوض معركة استنزاف طويلة ضد جيش الاحتلال، بعد أربعة أشهر على نقض الاحتلال للاتفاق الموقع في يناير الماضي.

وقال: 4 أشهرٍ مضت منذ أن استأنف العدوُّ الصهيوني عدوانه الهمجيَّ النازيَّ ضدَّ شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، بعد أن غدر ونقض العهود، وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة في يناير من هذا العام، وبعد أن كذب على الوسطاء وعلى العالم، وعاد ليبحث عن نصره المزعوم.

وأضاف: 4 أشهر والعدو يكمل ساديته ضدَّ المدنيين والأطفال، وليمارس هواية عصاباته في التدمير الممنهج للأحياء والمدن والتجمعات السكنية المدنية.ليمضي في هذه المعركة وهذه الحرب الغاشمة ضدَّ شعبنا.

وأشار إلى أن العدو كان قد أعلن في هذه الأشهر الأخيرة عن عملية سماها عربات جدعون، محاولًا إسقاط خرافات توراتية يُضفي بها قداسة مزيفة على معركته العنصرية النازية التي لا تشبه سوى أفعال الشياطين وممارسات العصابات القذرة الجبانة.

وقال: واجهنا عملية عربات جدعون ولا نزال، بقوة الله، بسلسلة عمليات حجارة داوود، استلهامًا لنصر الله لعبده المؤمن داوود عليه السلام في مواجهة الظالم الباغي المتجبر جالوت، ففتح الله على مجاهدينا وسدد رميهم بإذنه، وكانت معية الله لجنوده إذ رددوا مع كل ضربة: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.

وأشار إلى أن المجاهدين يخوضون جنبًا إلى جنب مع المجاهدين والمقاومين من إخواننا في فصائل المقاومة، وخاصة إخواننا في سرايا القدس، مواجهة غير متكافئة، بإيمان منقطع النظير وبأس شديد وعزيمة لا تلين بقوة الله ومنته وتوفيقه.

لوم شديد لقادة الأمة

لم تُغفل كلمة أبو عبيدة التنديد بموقف الأنظمة العربية والإسلامية، التي اتهمها بـ"الصمت المطبق" إزاء المجازر بحق سكان غزة. وقال إن رقاب قادة الأمة ونخبها وعلمائها "مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء"، مؤكداً أن الاحتلال ما كان ليتمادى في جريمة الإبادة لولا "أنه أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان".

وفي تصعيد واضح، قال إن "العدو لم يكن ليُقدم على هذه الإبادة إلا وقد ضمن أن قادة الأمة لن يتحركوا"، مطالبًا الجميع بالتحرّك "كلٌّ حسب قدرته وتأثيره"، ومشيرًا إلى أن "لا أحد معفى من مسؤولية الدم النازف".

تحية لأنصار الله وأحرار العالم

وخصّ أبو عبيدة بالتحية الشعب اليمني وقوات "أنصار الله"، واصفًا إياهم بـ"إخوان الصدق"، وقال إنهم "فرضوا على العدو جبهة فاعلة، وأقاموا الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين"، كما وجّه التحية إلى "كل أحرار العالم" الذين يحاولون كسر الحصار والتضامن مع غزة، "رغم كل المخاطر".

الوفد التفاوضي والمبادرات المرفوضة

أعلن أبو عبيدة دعم المقاومة الكامل لوفدها التفاوضي في المحادثات غير المباشرة مع العدو، كاشفًا أن المقاومة عرضت مرارًا على العدو صفقة شاملة يتم فيها تسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه رفضوا المبادرة.

وتابع قائلاً إن الاحتلال "ليس معنيًا بأسرى جنوده"، بل هيّأ جمهوره "لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا"، وهو ما يكشف عن "تخلٍ واضح من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية عن مسؤوليّتها تجاه جنودها".

وشدد على أن المقاومة تراقب سير المفاوضات عن كثب، مشيرًا إلى أن تعنت العدو في الجولة الحالية "قد يجعل العودة إلى صيغة الصفقات الجزئية، أو مقترح العشرة أسرى، غير مضمونة لاحقًا".

جرائم حرب وتطهير عرقي

هاجم أبو عبيدة بشدة سياسة الاحتلال في غزة، واصفًا ما يجري بأنه "هروب نحو جرائم حرب، وعقاب جماعي، وإبادة ممنهجة، وتطهير عرقي"، وقال إن الاحتلال "يتفنّن في تعذيب الأبرياء، ويصرّح علنًا بنيته تنفيذ التهجير، ويتفاخر بالتدمير الممنهج بوصفه إنجازًا عسكريًا".

وأكد أن العدو يقدّم أمام العالم "مخططات لإقامة معسكرات اعتقال نازية تحت مسمّيات إنسانية كاذبة"، مشيرًا إلى أن ما يقوم به الاحتلال يفوق في وحشيته "النازية"، التي يحاول أن يسقط جرائمها على غيره بـ"سادية وإجرام".

الرد على معاداة السامية

خصّ أبو عبيدة ملف "معاداة السامية" بمقطع شديد اللهجة، إذ قال إن "أكذوبة معاداة السامية التي يقتات عليها أعداؤنا منذ عقود ستكون مهزلة وفضيحة"، مؤكدًا أن "ليس ذنب شعبنا أن يدفع ثمن العقد النفسية للصهيونية المجرمة".

وصرّح بأن سبب كراهية الشعوب للصهاينة هو أفعالهم وجرائمهم بحق الإنسانية، لا بسبب الديانة أو العرق، وقال إن الاحتلال يستعمل أكذوبة السامية "لشراء التعاطف وشرعنة الجريمة"، لكنها اليوم باتت أداة مهترئة أمام الشعوب الحرة.

تحذير من العملاء ودعوة للتوبة

في فقرة شديدة اللهجة، توعد أبو عبيدة العملاء الذين يتعاونون مع الاحتلال، وقال إن "توظيف مرتزقة بأسماء عربية دليل فشل، ووصفة مضمونة للهزيمة"، مضيفًا أن هؤلاء "لن يكونوا سوى ورقة محروقة في مهبّ وعي شعبنا وكرامته".

ودعا العملاء إلى "التوبة والعودة إلى شعبهم قبل فوات الأوان"، معبّرًا عن الفخر بمواقف العشائر والعائلات التي "تبرأت من العملاء المعزولين"، مشيدًا بثباتهم وصبرهم رغم القهر والخذلان.

ختام برسالة وفاء للشعب

اختتم أبو عبيدة كلمته برسالة محبة ووفاء، قائلاً إن "ثبات شعبنا، رغم الخذلان، هو ما يغيظ أعداءه"، وتوجّه بتحية خالصة لكل من صمد، وقال: "نقبل رؤوس أبناء شعبنا الكبار، الصابرين، المرابطين، المنصورين، ونرفع لهم أعظم التحية".

التعليقات (0)