التحليلات الاستراتيجية

تقارير إسرائيلية: نتنياهو أبلغ ترامب بخطط استهداف قادة حماس في الدوحة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 6:26:25 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

محمد خميس

أفادت وكالة "أكسيوس" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبلغ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب صباح الثلاثاء بخطط إسرائيلية محتملة لاستهداف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وتأتي هذه التقارير في وقت حساس يشهد توتراً متصاعداً في الشرق الأوسط، وسط تحذيرات دولية متكررة من أي تصعيد عسكري في المنطقة.

وأكدت المصادر أن الاتصال الذي جرى بين نتنياهو وترمب كان في وقت متأخر جداً من قبل حدوث الضربة المزعومة، ولكنه كان كافياً لإلغاء الهجوم قبل تنفيذه، مما يعكس درجة التنسيق الحذرة بين إسرائيل والولايات المتحدة في العمليات العسكرية العابرة للحدود.

تفاصيل التقارير الإسرائيلية

وفقاً لوكالة "أكسيوس"، اتصل نتنياهو بترمب قبل نحو 50 دقيقة من التقارير الأولى عن وقوع انفجارات في الدوحة. وأوضحت المصادر أن هذا الاتصال جاء بعد تقييم دقيق للمخاطر الدبلوماسية والسياسية المرتبطة بأي عملية تستهدف الأراضي القطرية، خاصة وأن الدوحة تُعد مركزاً للوساطة الدولية في القضايا الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن البيت الأبيض تلقى الإبلاغ في وقت متأخر جداً، لكنه كان كافياً لتفادي حدوث الهجوم، ما يعكس حرصاً أمريكياً على تجنب تصعيد كبير قد يضر بالاستقرار الإقليمي. وتشير هذه التفاصيل إلى أن إسرائيل كانت قد أعدت خطة عملية عسكرية ضد قادة حماس في الدوحة، لكنها تراجعت تحت ضغط التحذيرات الدولية والضغوط السياسية الأمريكية.

السياق الإقليمي والدولي

تأتي هذه التقارير وسط تصاعد التوتر في غزة والقدس، حيث تشهد المنطقة سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية والهجمات المتبادلة مع الفلسطينيين، ما أثار قلقاً دولياً واسعاً. وتعتبر الدوحة مركزاً رئيسياً للوساطات السياسية بين حركة حماس والعديد من الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر وقطر نفسها.

وبحسب المحللين، فإن أي هجوم إسرائيلي على قادة حماس في الدوحة كان سيشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة القطرية، وقد يؤدي إلى تصعيد دبلوماسي وعسكري واسع النطاق، بما في ذلك إدانة عربية وإسلامية دولية وربما فرض عقوبات سياسية على إسرائيل.

كما أن هذه الأحداث تسلط الضوء على حجم التنسيق الأمريكي الإسرائيلي في القرارات العسكرية التي قد تؤثر على استقرار المنطقة، وتوضح الدور الحاسم للولايات المتحدة كوسيط محتمل لمنع تصعيد أوسع في النزاعات الفلسطينية الإسرائيلية.

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي، لم تصدر ردود فعل رسمية فورية بشأن هذه التقارير، إلا أن الخبراء السياسيين أكدوا أن أي محاولة لإعادة تنفيذ هجوم على الدوحة ستقابل بإدانة شديدة من قبل الدول العربية والإسلامية. ويشير هؤلاء المحللون إلى أن الضغوط الدولية، خصوصاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ستكون محورية في ردع أي خطوات عدائية مشابهة مستقبلاً.

وتؤكد هذه الحوادث على ضرورة تعزيز آليات الحماية الدولية للدول الوسيطة، مثل قطر، التي تلعب دوراً بارزاً في جهود التسوية الفلسطينية، وأن أي مساس بهذه الدول قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق.

التحليلات الاستراتيجية

من الناحية الاستراتيجية، يرى الخبراء أن إسرائيل كانت تبحث من وراء أي استهداف لقادة حماس في الدوحة عن إيقاف العمليات العسكرية ضدها وتحجيم قدرة الحركة على التفاوض مع الوسطاء الدوليين. إلا أن التوقيت الضيق للاتصال بين نتنياهو وترمب يشير إلى أن إدارة العملية العسكرية كانت محفوفة بالمخاطر، وأن الأخطار السياسية والدبلوماسية كانت أكبر من المكاسب المحتملة.

ويشير المحللون إلى أن مثل هذه الأحداث تكشف عن ديناميكية صعبة بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تسعى تل أبيب للحفاظ على المبادرة العسكرية، بينما تعمل واشنطن على ضبط التصعيد لمنع أزمات إقليمية كبرى.

التأثير على العلاقات الإقليمية

إذا صحت التقارير، فإن محاولة استهداف قادة حماس في الدوحة كانت ستؤدي إلى تأزم العلاقة بين إسرائيل وقطر بشكل كبير، وربما تفتح الباب أمام تدخلات عربية ودولية قوية. كما أن القضية تسلط الضوء على أهمية الدبلوماسية في منع تصعيد الصراعات المسلحة، وتبرز ضرورة توحيد المواقف العربية والإسلامية لمواجهة أي تهديدات على السيادة الوطنية.

ويُتوقع أن تدفع هذه التطورات الدول العربية إلى زيادة تنسيقها العسكري والدبلوماسي، بما يضمن حماية الدول الوسيطة وتفعيل آليات الردع الجماعي ضد أي عدوان مستقبلي.

التعليقات (0)