-
℃ 11 تركيا
-
21 يونيو 2025
"حشد": عسكرة الإغاثة في غزة تكريس للإبادة وخطة أمريكية - إسرائيلية لفرض سيادة على الجوع
"حشد": عسكرة الإغاثة في غزة تكريس للإبادة وخطة أمريكية - إسرائيلية لفرض سيادة على الجوع
-
21 يونيو 2025, 2:52:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" إن ما يشهده قطاع غزة من فوضى ودموية في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، يمثل جريمة مركبة تُنفذ تحت غطاء "الإغاثة"، في سياق خطة أمريكية – إسرائيلية ممنهجة لفرض سيادة على الجوع، وتصفية الدور الأممي لصالح أدوات محلية مدعومة أمنيًا.
وفي ورقة حقوقية جديدة حملت عنوان: "عسكرة الإغاثة الإنسانية: ما بين البلطجة والمجاعة"، وأعدّتها الباحثة لبنى ديب، وصفت الهيئة الخطة الأمريكية – الإسرائيلية بأنها "تكريس للبلطجة وتوطين للكتل المسلحة وحرمان للمدنيين من الحق في الغذاء والكرامة"، مشيرة إلى أن العمليات الميدانية الجارية منذ 27 مايو 2025 في ثلاث نقاط رئيسية (ميراج، البركسات بتل السلطان، نيتساريم)، تُدار بإشراف مباشر من ضباط مخابرات إسرائيليين سابقين، وبمشاركة شركات سبق إدراجها ضمن تقارير دولية كمنخرطة في جرائم بحق المدنيين.
أرقام الفاجعة
رصدت الورقة بالأرقام الأثمان الكارثية لهذه الخطة:
أكثر من 400 شهيد و3200 مصاب خلال محاولات الحصول على المساعدات.
7 حالات اختفاء قسري موثقة بمحيط نقاط التوزيع.
المواطن يقطع 7 كيلومترات في المتوسط للحصول على "كرتونة غذائية".
300 حالة إغماء بسبب مشقة الطريق وسوء ظروف التوزيع.
المحتوى الغذائي لا يتجاوز 1750 سعرًا حراريًا أسبوعيًا للفرد.
المساعدات تغطي فقط 5% من الاحتياجات، ويُحتكر أكثر من 94% منها وتُباع بأسعار تفوق قيمتها بـ205%.
لا تشمل المساعدات أي دعم طبي أو لوجستي أو إيوائي.
يُجبر المستفيدون على إدخال بياناتهم والخضوع لتفتيش دقيق داخل ممرات تُعرف بـ"الحلابات".
شهادات من الميدان
نقلت الورقة شهادات مروعة من المواطنين، من بينها شهادة "أبو يزن" الذي قال:
"وصلنا لنقطة التوزيع بعد مشي طويل. وفجأة صار في إطلاق نار، فوضى، صريخ… قدرت آخد كرتونة بعد عناء، لكن في الطريق رجالة سرقوها وضربوني. نجيت… بس ما وصلتش بأي طعام."
أما "محمد" فقال:
"قالولنا: كل واحد هيستلم كرتونة، صفّينا في الشمس بالساعات. أول ما وصلت الشاحنات، بلطجية أطلقوا نار على أول الصف ليفضوا الطريق لنفسهم. ناس ماتت، ناس اتصابت، وإحنا هربنا من الموت."
هيمنة استخباراتية وأذرع مسلحة
أكدت الورقة أن عناصر توزيع المساعدات يرتبطون بأجهزة أمنية إسرائيلية، ومن بينهم:
عوديم عيلام (نائب مدير الموساد السابق)
يوسي كوبرفاسر (خبير استخباراتي)
ديفيد تسوي (ضابط ميداني)
دورون أفيتال (قائد وحدة خاصة)
وأشارت إلى انتشار أكثر من 12 عصابة مسلحة داخل غزة، أبرزها عصابة ياسر أبو شباب، وسط انسحابات متكررة لمنظمات الإغاثة من النقاط المستهدفة، ما يؤكد على تحول البيئة الإنسانية إلى ساحات خطر وانهيار المنظومة الأممية.
مطالب "حشد"
طالبت الهيئة الدولية "حشد" المجتمع الدولي والجهات الفلسطينية باتخاذ الخطوات التالية:
رفض الخطة الأمريكية – الإسرائيلية ووقفها فورًا.
إعادة تفعيل الدور المحوري لوكالة الأونروا وتمكينها من مسؤولية الإغاثة الكاملة.
فتح المعابر دون شروط ووقف عسكرة المساعدات.
ملاحقة المسؤولين عن الخطة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
الضغط لطرد السفراء الإسرائيليين وتعليق الامتيازات.
تشكيل ائتلاف فلسطيني مدني غير حزبي لإدارة المرحلة الانتقالية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
خطر وجودي وفضيحة أخلاقية
اختتمت الهيئة ورقتها بالتأكيد أن استمرار هذه الخطة يشكل خطرًا وجوديًا على النسيج المدني في قطاع غزة، محذرة من أن الصمت الدولي أمام عسكرة المساعدات وقتل المدنيين أثناء محاولاتهم تأمين قوت يومهم، هو شراكة في جريمة إبادة جماعية تُنفذ على مرأى ومسمع من العالم.
.jpeg)








