تكبير الخط تصغير الخط

كشفت منصة نتبلوكس الدولية المختصة بمراقبة شبكة الإنترنت، أن خدمات الإنترنت في إيران انقطعت مجددًا، بعد فترة قصيرة من إعادة الاتصال الجزئي الذي أعلنت عنه السلطات الإيرانية اليوم السبت، في خطوة تُعيد البلاد إلى حالة العزلة الرقمية التي فرضتها الحكومة على مدار الأيام الماضية، بالتزامن مع الحرب الجارية مع إسرائيل.

انقطاع واسع بعد عودة جزئية.. والاتصال لا يزال غير مستقر

وأوضحت منظمة "نتبلوكس" التي تتخذ من لندن مقرًا لها، أن إيران أعادت الاتصال بالشبكة الدولية جزئيًا بعد حظر شامل استمر نحو 62 ساعة، إلا أن الخدمة لا تزال ضعيفة في العديد من المناطق.

وأفادت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن: "المؤشرات تُظهر عودة جزئية للاتصال بالإنترنت في إيران، لكن لا يزال الاتصال العام دون المستويات العادية، مع استمرار صعوبة الوصول إلى مواقع إلكترونية عديدة، خصوصًا في طهران."

ويأتي هذا الحظر ليُسجّل كأكبر انقطاع للإنترنت في إيران منذ احتجاجات عام 2019، مما أثار مخاوف بشأن حرية التعبير والوصول إلى المعلومات.

إغلاق الإنترنت خلال الأزمة.. أداة للرقابة والسيطرة

أشارت "نتبلوكس" إلى أن الحكومة الإيرانية استخدمت الحجب الكامل للإنترنت كأداة لتقييد حرية التعبير، قائلة إن: "الإغلاق قيّد بشدة قدرة الناس على التعبير عن آرائهم السياسية، والتواصل بحرية، ومتابعة التحذيرات المتعلقة بالسلامة العامة."

هذا التقييد الرقمي يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بعد الضربات الجوية غير المسبوقة التي شنتها إسرائيل على إيران يوم 13 يونيو/حزيران، حيث تبرر إسرائيل هجماتها بمعلومات استخباراتية تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني بلغ "نقطة اللاعودة".

انعكاسات اقتصادية: الريال الإيراني يهبط لمستوى قياسي

في سياق موازٍ، شهدت العملة الإيرانية تدهورًا جديدًا، حيث سجل الريال الإيراني أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي منذ أشهر، في ظل تزايد الضغط السياسي والاقتصادي نتيجة العقوبات الدولية والتهديدات العسكرية.

ويربط مراقبون هذا الهبوط الكبير بانعدام الاستقرار السياسي، إضافة إلى قيود الإنترنت التي تعرقل النشاطات التجارية، وتعطل قطاعات مهمة تعتمد على الاتصال الخارجي، خاصة في مجالات التمويل والتحويلات والخدمات اللوجستية.

إيران تحت الحصار الرقمي.. والمجتمع الدولي يراقب

منذ بدء التصعيد العسكري مع إسرائيل، تعيش إيران حالة حصار رقمي متكرر، حيث بات حجب الإنترنت أداة رئيسية بيد الحكومة الإيرانية للسيطرة على المشهد الداخلي، ومنع انتشار الأخبار أو تنظيم أي حراك جماهيري محتمل.

وفيما تتواصل الضربات المتبادلة بين إسرائيل وطهران، تدرس الولايات المتحدة تدخلًا مباشرًا لدعم إسرائيل عسكريًا، مما يفتح الباب أمام تصعيد أوسع قد يُشعل المنطقة برمّتها.