تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت الأسهم الأميركية تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة تداول الجمعة، في ظل تصاعد القلق الجيوسياسي نتيجة استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، وتكهنات حول إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريًا خلال الأيام المقبلة، مما زاد من تقلبات السوق وقلق المستثمرين.

 ستاندرد آند بورز وناسداك يتراجعان وسط أجواء متوترة

أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا بمقدار 12.53 نقطة أو بنسبة 0.21% ليصل إلى 5968.34 نقطة، مسجلًا تراجعًا أسبوعيًا نسبته 1.28%.

أما مؤشر ناسداك المجمع، فقد انخفض بمقدار 95.27 نقطة أو بنسبة 0.49% إلى 19451.01 نقطة، متراجعًا بنسبة 1.1% خلال الأسبوع.

في المقابل، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بشكل طفيف بمقدار 38.47 نقطة أو بنسبة 0.09% ليصل إلى 42210.13 نقطة، إلا أنه أنهى الأسبوع بخسارة بلغت 1.7%.

 توتر جيوسياسي يقود المخاوف

تأتي هذه التراجعات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا كبيرًا، مع استمرار الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لعرقلة قدرات طهران على تطوير أسلحة نووية.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت واشنطن ستتدخل عسكريًا في الصراع، ما ألقى بظلاله على الأسواق وزاد من حذر المستثمرين.

وفي هذا السياق، صرّح ريك ميكلر، الشريك في شركة "تشيري لين إنفستمنتس": "يشعر المستثمرون بقلق متزايد بشأن شراء الأسهم وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي الحالية."

رسائل من الاحتياطي الفيدرالي تعزز التقلبات

بعيدًا عن التوترات الإقليمية، تابعت الأسواق تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بعد قرار البنك إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، وسط تحذيرات من احتمال عودة التضخم للارتفاع خلال الصيف.

وصرّح كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي، بأن التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية لا يمثل خطرًا كبيرًا، داعيًا إلى خفض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل.

أما توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، فقد اتخذ موقفًا أكثر حذرًا، وقال إنه لا يرى حاجة ملحة لخفض الفائدة الآن.

أسهم التكنولوجيا تحت الضغط.. وقطاع التجزئة يتألق

تصدرت أسهم التكنولوجيا العملاقة، وعلى رأسها إنفيديا (NVIDIA)، قائمة الخاسرين على مؤشري ستاندرد آند بورز وناسداك، في ظل عمليات بيع لجني الأرباح وتأثر القطاع بمخاوف التباطؤ.

في المقابل، ارتفعت أسهم شركة كروجر بعد أن رفعت سلسلة متاجر البقالة توقعاتها لنمو المبيعات السنوية، مما عزز من أداء قطاع التجزئة.

أما أسهم شركة أكسنتشر (Accenture)، فقد تراجعت عقب إعلانها عن انخفاض الحجوزات الجديدة في الربع الثالث، ما أثار مخاوف بشأن تراجع الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

استمرار الصراع الإيراني–الإسرائيلي هو المتغير الأبرز الذي يضغط على الأسواق.

موقف الاحتياطي الفيدرالي سيبقى عاملًا حاسمًا في اتجاه الأسواق، خاصة في ظل إشارات متباينة من مسؤوليه.

الأسواق قد تستمر في التذبذب في حال عدم وجود وضوح سياسي وعسكري في الملف الإيراني.