خسائر رغم وعود القمة

أوروبا تواجه شللاً صناعياً جديداً بسبب تشديد الصين قبضتها على المعادن الأرضية النادرة

profile
  • clock 17 سبتمبر 2025, 4:26:55 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عمال ينقلون تربة تحتوي على عناصر أرضية نادرة للتصدير في ميناء في ليانيونقانغ، مقاطعة جيانجسو، الصين، 31 أكتوبر 2010. رويترز

رويترز

قالت غرفة التجارة الأوروبية في الصين، الثلاثاء، إن الشركات الأوروبية تتوقع المزيد من الإغلاقات وتكبد خسائر متزايدة، مع استمرار بكين في فرض قيود صارمة على صادرات معادن الأرض النادرة، رغم الاتفاق الذي أُبرم في يوليو لتسريع عمليات الشحن إلى الاتحاد الأوروبي.

وأوضح ينس إسكيلوند، رئيس الغرفة، في تصريحات للصحفيين: "بغض النظر عن الاتفاقات والالتزامات التي تم التوصل إليها خلال قمة الاتحاد الأوروبي والصين في 24 يوليو، ما زلنا نرى اختناقات كبيرة تواجه أعضاءنا". هذا الموقف يثير مخاوف حقيقية لدى الشركات الأوروبية التي تعتمد على تلك المعادن الحيوية في صناعاتها الأساسية.

صدمة لقطاع السيارات

شركات صناعة السيارات في أوروبا ومناطق أخرى واجهت بالفعل تأخيرات كبيرة في الإنتاج وتوقفات واسعة، بعدما فرضت الصين قيودًا على تصدير بعض معادن الأرض النادرة والمغناطيسات المرتبطة بها، وذلك كرد فعل على الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد طالبت شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية أيضًا الحكومة الصينية بتخفيف القيود، وسط تحذيرات من أن استمرار الأزمة سيقوض سلاسل التوريد العالمية ويعرقل خطط التحول التكنولوجي في قطاعات حيوية.

سيطرة صينية شبه مطلقة

تسيطر الصين على عمليات تكرير ومعالجة معظم معادن الأرض النادرة في العالم، وهي معادن ضرورية لصناعات السيارات، والتكنولوجيا الدفاعية، وغيرها من المجالات الإستراتيجية. بكين دافعت عن قيودها على الصادرات، ووصفتها بأنها "غير تمييزية" ولا تستهدف بلدًا معينًا، في محاولة لصد الاتهامات الغربية بأنها تستخدم هذه الموارد كورقة ضغط سياسية واقتصادية.

وخلال القمة التي جمعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالرئيس الصيني شي جين بينغ في يوليو، وافقت بكين على تسريع إصدار التراخيص المتعلقة بالمواد الخام الحيوية للشركات الأوروبية. لكن الصين رفضت مطلب الاتحاد الأوروبي بمنح التراخيص لفترات أطول أو إلغائها بالكامل بالنسبة لصادراتها إلى أوروبا.

تباطؤ بعد الوعود

بعد مرور شهرين فقط على القمة، بدأت وتيرة الموافقات على التراخيص تتباطأ من جديد، وهو ما أعاد القلق إلى الشركات الأوروبية. الغرفة الأوروبية أوضحت أنها تتلقى الآن عددًا متزايدًا من الشكاوى وطلبات المساعدة من أعضائها، ما يعكس عمق الأزمة التي لم تُحل بعد.

وقال إسكيلوند: "أعتقد أنه من العادل القول إننا لم نشهد تحولًا جوهريًا منذ القمة". وأضاف أن الغرفة تتوقع توقف المزيد من الشركات عن العمل إذا استمرت هذه الاختناقات دون حلول عملية.

أرقام تكشف الأزمة

تشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن صادرات مغناطيسات الأرض النادرة، بما في ذلك المتجهة إلى أوروبا، ارتفعت بشكل حاد منذ يونيو بعد الاتفاقات التي أُبرمت مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن هذه الزيادة لم تُترجم إلى استقرار فعلي في السوق، بسبب تعقيدات التراخيص.

إسكيلوند كشف أن أقل من ربع طلبات التراخيص البالغ عددها نحو 140 التي تابعتها الغرفة قد تمت الموافقة عليها من قبل السلطات الصينية. وأضاف أن بعض الشركات بدأت بالفعل تقديم طلباتها بشكل استباقي، تحسبًا لأي تأخيرات في الشحن قد تؤدي إلى خسائر كبيرة. وأوضح: "لدينا عدد من الأعضاء الذين يعانون الآن من خسائر حقيقية بسبب هذه الاختناقات".

التعليقات (0)