تحت غطاء أممي

بلير يعود إلى الواجهة.. خطة بريطانية أمريكية لإدارة غزة بعد الحرب

profile
  • clock 19 سبتمبر 2025, 1:19:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير لها، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حصل على موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك إقليميًا ودوليًا من أجل الترويج لمبادرته الخاصة بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، والتي تتضمن إنشاء هيئة انتقالية تتولى إدارة القطاع إلى أن يُسلَّم للسلطة الفلسطينية بعد إجراء إصلاحات واسعة.

ملامح هيئة "GITA" الانتقالية

بحسب الوثائق التي وصلت إلى الصحيفة، فإن المقترح يقوم على تشكيل كيان يحمل اسم "GITA" بقرار من مجلس الأمن الدولي، بحيث يكون بمثابة "السلطة السياسية والقانونية العليا في غزة خلال فترة الانتقال". ويضم مجلس إدارته ما بين سبعة إلى عشرة أعضاء، بينهم ممثل فلسطيني واحد على الأقل (من القطاعين الأمني أو الاقتصادي)، إلى جانب شخصية بارزة من الأمم المتحدة، وخبراء دوليين في الإدارة والمال، مع تمثيل قوي لشخصيات مسلمة لتعزيز الشرعية الإقليمية والقبول الثقافي.

هذا المجلس ستكون له صلاحيات إصدار القرارات الملزمة والموافقة على التشريعات والتعيينات ورسم الاتجاهات الاستراتيجية، على أن يرفع تقاريره مباشرة إلى مجلس الأمن. وسيُختار رئيس المجلس بتوافق دولي ويحظى بمصادقة الأمم المتحدة، ليكون مسؤولًا عن الدبلوماسية الخارجية لـ"GITA" وعن رسم توجهاته السياسية، بالتنسيق الوثيق مع السلطة الفلسطينية. ويدعمه فريق مكوّن من 25 موظفًا ضمن ما يُسمى "الأمانة الاستراتيجية". كما تتضمن الخطة إنشاء وحدة دفاعية خاصة من قوات نخبة متبرع بها من دول عربية وأطراف دولية، لتأمين قيادة الهيئة وحمايتها على الأرض.

دور السلطة الفلسطينية في المعادلة

أشارت الصحيفة إلى أن بلير وضع دور السلطة الفلسطينية في خانة "المشاركة التنسيقية" خلال المرحلة الأولى، دون أن تكون مسؤولة مباشرة عن إدارة غزة. الفكرة تقوم على أن تتولى السلطة مهامها لاحقًا، ولكن بعد تنفيذ إصلاحات داخلية عميقة. وأكد مصدر مشارك في إعداد الخطة أن "غزة لا يمكن أن تدار من اليوم الأول بواسطة السلطة الفلسطينية، ولكن سيكون هناك تنسيق معها بشكل متواصل، على أن تنتقل الصلاحيات إليها تدريجيًا".

كما نصت الوثيقة على ضرورة إنشاء وحدة لحفظ حقوق الملكية العقارية، بحيث تضمن بقاء حقوق سكان غزة في العودة أو الحفاظ على أملاكهم، إذا قرر بعضهم المغادرة الطوعية خلال فترة الحرب أو بعدها. وأوضح مصدر مطلع: "لا توجد لدينا خطة لاقتلاع سكان غزة، القطاع هو لأهله، لكن نريد ضمان ألا تضيع حقوقهم".

اجتماعات في البيت الأبيض

بحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فقد التقى بلير، رفقة جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره السابق، بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم 27 أغسطس، حيث عرضا أفكار الخطة. وأكدت مصادر أمريكية أن ترامب استمع بإيجابية إلى الطرح، خصوصًا بعدما ابتعد عن فكرة "الهجرة الطوعية" التي كان قد طرحها في فبراير الماضي حين تحدث عن خطة لإخراج سكان غزة بشكل دائم. وأوضحت أن اجتماع أغسطس حسم الاتجاه نحو مبادرة بلير باعتبارها الخيار المفضل للإدارة الأمريكية.

بدائل إسرائيلية ومقاربات متباينة

أشارت الصحيفة أيضًا إلى أن خططًا أخرى جرى تقديمها إلى إدارة ترامب من قبل شخصيات مقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بينها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بالإضافة إلى أطراف مرتبطة بمؤسسة GHF الإنسانية و"مجموعة بوسطن الاستشارية" (BCG). هذه الخطط دعمت فكرة تشجيع "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة. إلا أن ترامب، بحسب مسؤول أمريكي، بات يرى أن تبني خطة بلير هو الخيار الأكثر واقعية والأقدر على جمع دعم دولي وإقليمي.

اتصالات مكثفة وتحركات دبلوماسية

أكدت الصحيفة أن بلير كثّف اتصالاته مع إدارة ترامب وأبقى البيت الأبيض على اطلاع دائم بتفاصيل تقدمه في طرح الخطة لدى القادة الإقليميين. وتشير المصادر إلى أن بلير بدأ بالفعل ببلورة تفاهمات أولية مع بعض الأطراف العربية والدولية، وأنه يسعى إلى تسويق مشروعه باعتباره الطريق الأقصر نحو "إدارة مستقرة" لغزة بعد الحرب، تمهيدًا لإعادة السلطة الفلسطينية إليها بصورة معدلة.

التعليقات (0)