واشنطن بوست: ضربة الدوحة خطأ تكتيكي إسرائيلي نادر يهدد دور الوساطة القطرية

profile
  • clock 10 سبتمبر 2025, 2:55:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025، الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة بأنه "خطأ تكتيكي إسرائيلي نادر". وأوضحت الصحيفة أن الغارة الجوية التي استهدفت فيلا كان يجتمع فيها عدد من قيادات حركة حماس لم تُسفر عن مقتل أي من القادة البارزين، وهو ما جعل العملية تفتقد الهدف الاستراتيجي الذي رُسم لها.

لكن خطورة الهجوم لم تتوقف عند حدود فشله الميداني، بل تمثلت – بحسب التقرير – في أنه وجّه ضربة مباشرة إلى إحدى القنوات القليلة المتبقية لوقف الحرب على غزة. فالاجتماع المستهدف كان مخصصًا لمناقشة مقترح نهائي قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ونُقل عبر مسؤول قطري رفيع إلى قيادة حماس. وهنا كان وقع الضربة صادمًا ومثيرًا للانزعاج داخل الدوحة.

تقويض الوساطة القطرية

أكد التقرير أن العملية الإسرائيلية لم تُقوّض فقط احتمالات التوصل لاتفاق، بل مسّت بدور قطر كأكثر الوسطاء موثوقية في هذه الحرب. فقد بدا أن قصف مكان الاجتماع قد أزال القناة الأكثر فاعلية لنقل الرسائل إلى قادة حماس في غزة، الأمر الذي يُهدد بتعطيل المساعي الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء القتال.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قطرية أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا قد قدمتا وعودًا في الشهر الماضي بعدم استهداف مسؤولي حماس المقيمين على الأراضي القطرية، وهو ما شجع الدوحة على المضي في دورها كوسيط. غير أن تلك الوعود – كما تكشف الضربة الأخيرة – لم تكن سوى التزامات فارغة، وهو ما أضعف الثقة القطرية في نوايا الطرفين.

نتنياهو وخطاب الحسم

وأضاف التقرير أن ما حدث في الدوحة يعكس استراتيجية أكثر شمولًا يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدفها فرض الاستسلام الكامل على حماس في حرب غزة. وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن نتنياهو بدا مصممًا على المضي في هذا النهج حتى لو اقتضى الأمر خرق الأعراف الدولية والقيود التي كانت تحكم سلوك إسرائيل في السابق.

وخلص التقرير إلى أن الضربة الجوية لم تكن مجرد هجوم عسكري فاشل، بل انعطافة تكتيكية كشفت عن استماتة إسرائيلية في متابعة خيار الحسم العسكري، على حساب الجهود السياسية والدبلوماسية، وهو ما يهدد بتوسيع دائرة الصراع بدلًا من احتوائه.

التعليقات (0)