ترامب وافق على قصف قطر.. وقاعدة العديد رصدت انطلاق الطائرات الإسرائيلية

profile
  • clock 10 سبتمبر 2025, 9:55:12 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصريح لمسؤول رفيع المستوى أكد فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة بطائرات مقاتلة. هذه الرواية تعززها تسريبات من البيت الأبيض تحدثت عن أن واشنطن كانت على علم مسبق بالضربة الجوية. 

لكن اللافت أن ترامب نفسه نفى علمه المسبق، وهو ما فسره مراقبون بأنه محاولة للتقليل من حجم الحرج السياسي الذي تواجهه الإدارة الأمريكية، خصوصًا بعد الصفقات الضخمة التي وُقّعت بين واشنطن والدوحة بمئات مليارات الدولارات في السنوات الماضية.

القبة الأمريكية صامتة

في سياق متصل، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية المقربة من نتنياهو أن أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المنتشرة في قاعدة العديد بقطر وفي الخليج رصدت بالفعل انطلاق الطائرات الإسرائيلية من قواعدها، لكنها لم تبذل أي جهد لاعتراضها أو التصدي للصواريخ. 

هذا الصمت العسكري الأمريكي يعزز الانطباع بوجود موافقة ضمنية أو حتى شراكة غير معلنة في العملية، بما يطرح أسئلة حول حدود النفوذ الأمريكي في المنطقة ودور واشنطن في توفير غطاء سياسي وعسكري لإسرائيل.

استهداف الصف الأول من حماس

التقارير الإسرائيلية أكدت أن الهجوم الجوي استهدف الصف القيادي الأول من حركة حماس الذين كانوا مجتمعين في الدوحة لبحث مقترح أمريكي بخصوص غزة. 

وكشفت القناة أن من بين الحضور كان خالد مشعل، القيادي البارز الذي سبق أن حاولت إسرائيل اغتياله في عمّان عام 1997. العملية نُفذت وفق الجيش الإسرائيلي باستخدام ذخائر دقيقة، وأسفرت عن إطلاق 12 صاروخاً على مواقع سكنية في العاصمة القطرية.

حالة ذعر وتحذيرات أمريكية

السفارة الأمريكية في الدوحة أصدرت تعليمات عاجلة لموظفيها ومواطنيها بضرورة الالتزام في أماكنهم بعد الضربات، وأكدت في بيان عبر منصة "إكس" أنها على اطلاع بتقارير عن وقوع ضربات صاروخية. 

هذا الموقف المزدوج – مشاركة أمريكية غير مباشرة في الهجوم من جهة، وتحذير رعاياها من جهة أخرى – يعكس حجم الارتباك الذي أصاب واشنطن بعد الحدث، ويكشف عن صعوبة التوفيق بين دعمها لإسرائيل وحماية مصالحها المباشرة في قطر.

رد قطري غاضب

الخارجية القطرية سارعت إلى إدانة الهجوم ووصفت ما جرى بأنه "اعتداء إجرامي" وانتهاك صارخ للقوانين الدولية، محذرة من تداعياته الخطيرة على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين. 

المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ماجد الأنصاري، أكد أن الجهات الأمنية والدفاع المدني تحركت فوراً لاحتواء الموقف وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى. كما شددت قطر على أن الهجوم يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة ويستوجب موقفًا حاسمًا من المجتمع الدولي.

أبعاد سياسية وأمنية

المتابعون للشأن الإقليمي يرون أن العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية معزولة، بل جزء من حسابات أكبر ترتبط بملف غزة والوساطة القطرية. فاستهداف قادة "حماس" في قلب الدوحة يعكس محاولة إسرائيلية، بموافقة أمريكية، لإعادة صياغة موازين القوى في التفاوض، وإضعاف الدور القطري الذي ظل لسنوات قناة اتصال أساسية بين حماس والغرب. 

كما أن الحادثة تفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية عميقة، إذ لم يسبق أن جرى استهداف عاصمة خليجية بهذا الشكل المباشر في ظل وجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.

التعليقات (0)