مصر وتركيا حذرتا قيادات حماس منذ أسابيع.. تفاصيل خطيرة عن محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة

profile
  • clock 10 سبتمبر 2025, 10:59:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة بشأن الغارة الإسرائيلية الفاشلة التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة بهدف اغتيال الصف الأول من قادة حركة حماس. 

ووفقًا للتقرير، فقد تلقى قادة الحركة قبل أسابيع من العملية تحذيرات "غامضة ولكن صارمة" من مسؤولين مصريين وأتراك بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية خلال اجتماعاتهم. غير أن قيادة حماس السياسية واصلت لقاءاتها في الدوحة لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اتفاق شامل بخصوص غزة، وهو ما جعلهم عرضة لاستهداف إسرائيلي غير مسبوق.

اجتماعات في موقع حساس

أوضحت الصحيفة أن قادة حماس يتنقلون بانتظام بين قطر وتركيا ومصر، لكنهم اجتمعوا خلال الأيام التي سبقت العملية في مبنى بالعاصمة القطرية كان قد شهد احتفالًا سابقًا بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر. 

هذا الموقع اكتسب رمزية خاصة لدى الحركة، وهو ما قد يكون أحد أسباب إدراجه على قائمة أهداف إسرائيل. ورغم أن التحذيرات الأمنية سبقت الاجتماع، فإن القيادة السياسية للحركة فضّلت المضي قدمًا في مشاوراتها الداخلية، الأمر الذي وفر فرصة لإسرائيل لمحاولة توجيه ضربة حاسمة.

تحضيرات إسرائيلية طويلة

وذكرت الصحيفة أن قرار إسرائيل استهداف قادة حماس في الدوحة لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد أشهر من التحضيرات وسلسلة من الاغتيالات النوعية التي نفذتها تل أبيب. 

فقد اغتيل القادة الشهداء يحيى السنوار ومحمد الضيف في غزة، فيما ارتقى إسماعيل هنية داخل مجمع محصّن بطهران، إضافة إلى استهداف آلاف من عناصر حزب الله في إطار عملية أطلقت عليها إسرائيل اسم "بيجرز". هذه العمليات مهّدت الأرضية لقرار أكثر جرأة يتمثل في نقل ساحة الاغتيالات إلى عمق العاصمة القطرية.

ضوء أخضر من نتنياهو

وبحسب المصادر التي استندت إليها الصحيفة، فقد أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته النهائية على العملية بعد اجتماعه مع كبار قادة المؤسسة العسكرية. ونُفّذت الغارة عبر عشر طائرات مقاتلة مجهزة بصواريخ دقيقة بعيدة المدى، 

أُطلقت من مسافات بعيدة دون الحاجة لاختراق المجالين الجويين السعودي أو الإماراتي. هذا المسار المعقد يعكس حجم التنسيق العسكري والاستخباراتي الذي سبق العملية، ويكشف في الوقت نفسه حرص إسرائيل على تفادي إحراج علني مع شركائها الخليجيين.

إخطار أمريكي متأخر

أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي قبل دقائق فقط من إطلاق الصواريخ، لكنه لم يحدد طبيعة الهدف. المسؤولون العسكريون الأمريكيون استنتجوا بأنفسهم الهدف بعد أن تعقبوا مسار الإطلاق، ما يثير تساؤلات حول مستوى التنسيق بين الطرفين ومدى اطلاع واشنطن مسبقًا على العملية. 

هذا الأسلوب في الإخطار يفتح الباب أمام قراءات متباينة، فبين من يرى أنه محاولة إسرائيلية لفرض الأمر الواقع على الحليف الأمريكي، وبين من يعتبره دليلًا على وجود تنسيق أوسع جرى التكتم عليه.

رد فعل قطري مشدد

وبعد ساعات من الهجوم، تحركت السلطات القطرية بسرعة لتعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة المستهدفة ومنعت الوصول إلى موقع الحادث. 

ووفق ما أورده التقرير، فقد رفض أعضاء حماس السماح لأحد قادتها الكبار بالوصول إلى المكان، مبررين ذلك بأن "التهديد لم ينتهِ بعد". هذا الموقف يعكس إدراكًا داخليًا لدى الحركة أن الضربة قد لا تكون الأخيرة، وأن إسرائيل ربما تخطط لجولة ثانية من التصعيد ضد قياداتها في الخارج.

التعليقات (0)