تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شنّ وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر هجومًا على رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عقب إعلانها نية المفوضية اقتراح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليق جزئي لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. يأتي هذا التصعيد في سياق التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن الأوضاع في غزة والانتهاكات الإنسانية.

تصريحات جدعون ساعر حول موقف الاتحاد الأوروبي

وصف ساعر تصريحات فون دير لاين بأنها "مؤسفة"، مؤكدًا أن بعضها يردد "دعاية حماس وشركائها الكاذبة". وأضاف:

"مرة أخرى ترسل أوروبا رسالة خاطئة تعزز حماس والمحور المتطرف في الشرق الأوسط".

وزعم الوزير الإسرائيلي أن إسرائيل، التي وصفها بـ "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، تخوض حرب وجود ضد أعداء يسعون للقضاء عليها، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم إسرائيل بدلًا من ممارسة الضغوط عليها.

وأشار ساعر إلى ما أسماه الجهود الإنسانية التي تبذلها إسرائيل في غزة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، زاعمًا أنها أسهمت في انخفاض أسعار السلع الأساسية في القطاع، مع تكراره اتهام حركة حماس بالتسبب في معاناة سكان غزة.

وأكد الوزير أن أي حل لإنهاء الحرب يتطلب إطلاق سراح الأسرى و نزع سلاح حماس و بناء مستقبل جديد لغزة.

مشدّدًا على أن الضغط على إسرائيل لن يحقق السلام بل سيزيد حماس تمسكًا بمواقفها.

اتهامات ساعر لرئيسة المفوضية الأوروبية

اتهم ساعر فون دير لاين بـ الخضوع لضغوط جهات تسعى لتقويض العلاقات بين إسرائيل وأوروبا، مؤكدًا أن موقفها يتعارض مع مصالح الدول الأوروبية و يشكّل نهجًا غير مقبول بين الشركاء.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بسبب الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في غزة.

تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية

كان موقف أورسولا فون دير لاين أكثر حدة تجاه الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قالت في خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: "ما يحدث في غزة هز ضمير العالم"، مشيرة إلى صور مروعة لأشخاص يُقتلون أثناء محاولتهم الحصول على الطعام وأمهات يحملن أطفالًا موتى و "من أجل الأطفال، من أجل الإنسانية، يجب أن يتوقف هذا".

وأعلنت فون دير لاين أن المفوضية ستقترح تعليقًا جزئيًا لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل يشمل الجوانب التجارية و فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين و تجميد الدعم الثنائي المقدم لإسرائيل، مع استثناء التعاون مع المجتمع المدني الإسرائيلي ومركز "ياد فاشيم".

كما كشفت عن إطلاق مجموعة مانحين لدعم الفلسطينيين الشهر المقبل، تتضمن آلية لإعادة إعمار غزة، مؤكدة أن: "المجاعة لا يمكن أن تُستخدم سلاحًا في الحرب".

الأبعاد الدولية والإنسانية للهجوم الإسرائيلي

بدأت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حملة عسكرية في قطاع غزة، بدعم أمريكي وأوروبي، تشمل قتل وتجويع وتدمير وتهجير واعتقال المدنيين وتجاهل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الانتهاكات.

وتسببت هذه العمليات في مقتل أكثر من 227 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود و مئات آلاف النازحين و مجاعة أزهقت أرواح كثيرين و تدمير شامل لمناطق واسعة في القطاع.

ويؤكد المراقبون أن الأزمة الإنسانية في غزة هي أحد أبرز أسباب التوتر بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.

الردود الأوروبية والدولية

دفع الوضع إلى دعوات أوروبية لتشديد الرقابة على سياسات إسرائيل تجاه غزة.

الاتحاد الأوروبي يقترح عقوبات محددة وتجميد دعم مالي لضمان الالتزام بالقوانين الدولية.

تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الانتهاكات الإنسانية الممنهجة.

ويرى بعض الخبراء أن هذه الإجراءات قد تزيد التوترات السياسية والدبلوماسية بين إسرائيل والدول الأوروبية، لكنها تعكس أيضًا محاولة للضغط لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.

أثر التصعيد على العلاقات الإسرائيلية الأوروبية

يشكل هذا الصراع الكلامي والدبلوماسي تحديًا لعلاقات إسرائيل بالاتحاد الأوروبي، ويبرز التوتر بين السياسات الداخلية لإسرائيل بقيادة وزرائها المتطرفين و الضغوط الأوروبية لفرض الرقابة والعقوبات على الانتهاكات الإنسانية.

كما أن هذه الأزمة قد تؤثر على اتفاقيات التجارة والدعم المالي المستقبلي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالشراكات الاقتصادية والبحثية.