كيم جونج أون يختبر محركًا صاروخيًا جديدًا بعد أيام من زيارته للصين

profile
  • clock 9 سبتمبر 2025, 10:57:11 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
يظهر كيم جونج أون وهو يشاهد اختبار محرك صاروخي جديد في مكان غير معلوم في كوريا الشمالية، 8 سبتمبر 2025

متابعة: عمرو المصري

شهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الاثنين، اختبارًا لمحرك صاروخي جديد عالي الدفع، في خطوة تمهد الطريق أمام بيونغ يانغ لتجربة صاروخها العابر للقارات الأحدث "هواسونغ-20"، والذي قالت وسائل الإعلام الرسمية الأسبوع الماضي إنه سيُزوَّد بهذا المحرك. 

ويُعد هذا التطور بمثابة مرحلة حاسمة في برنامج الأسلحة الكوري الشمالي، إذ يُظهر تصميم النظام على تطوير قدراته الصاروخية رغم العقوبات الدولية المشددة.

بعد زيارة بكين

جاء هذا الاختبار بعد أقل من أسبوع على زيارة كيم إلى العاصمة الصينية بكين، حيث شارك في عرض عسكري ضخم إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

وتُعتبر هذه المشاركة المشتركة إشارة رمزية قوية على تقارب كيم مع داعميه الأساسيين، إذ يُرجَّح أن الزيارة منحت الزعيم الكوري الشمالي ثقة أكبر لمتابعة برنامجه النووي بوتيرة متصاعدة، بعد أن جدّد علاقاته مع راعٍ سياسي واقتصادي قديم مثل الصين، ووقف في الوقت نفسه إلى جانب حليفه العسكري الجديد، روسيا.

خصائص المحرك الجديد

أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) أن اختبار الاثنين كان التاسع والأخير للمحرك الجديد، الذي يعمل بالوقود الصلب ومصنوع من مواد مركبة من ألياف الكربون. 

ويشير خبراء إلى أن الصواريخ العاملة بالوقود الصلب تتميز بقدرتها على الاستقرار وسهولة نقلها وإخفائها قبل الإطلاق، إذ يمكن تجهيزها خلال دقائق فقط، على عكس الصواريخ العاملة بالوقود السائل التي تحتاج إلى ساعات طويلة قبل الإطلاق، ما يمنح الخصوم فرصة لاكتشافها وتحييدها. 

واعتبرت الوكالة الرسمية أن نجاح التجربة "يبشّر بتحول كبير في توسيع وتعزيز القوات النووية الاستراتيجية لكوريا الشمالية".

نحو إنتاج متسلسل

كان كيم قد زار المصنع الذي يُنتج فيه المحرك الأسبوع الماضي، قبل رحلته إلى بكين، حيث ناقش خططًا لإطلاق "إنتاج متسلسل" للمحرك الجديد. 

ووفقًا لوكالة "KCNA"، من المتوقع أن يُستخدم المحرك في صاروخ "هواسونج-19" العابر للقارات – الذي اختُبر بنجاح في أكتوبر الماضي وأظهر قدرات للوصول إلى أي هدف داخل الولايات المتحدة – وكذلك في صاروخ "هواسونغ-20" من الجيل الجديد، الذي لم يُجرَّب بعد.

دلالات اللقاء مع شي

توقيت الاختبار بعد أيام فقط من لقاء كيم مع الرئيس الصيني شي جين بينج يُعتبر لافتًا. فقد شكّل هذا اللقاء، وهو الأول بينهما منذ ست سنوات، منصة لتجديد التعهدات بتعميق التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، والتأكيد على أن علاقات الصداقة الثنائية "لن تهتز". 

ومن المثير أن البيانات الرسمية الصينية بعد الاجتماع لم تتطرق لأول مرة إلى مسألة "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، على عكس الاجتماعات الخمسة السابقة. هذا التجاهل أثار مخاوف من أن تكون بكين قد بدأت بالفعل بالتخلي عن هدفها المُعلن منذ زمن طويل، وقبولها الضمني بكوريا الشمالية كدولة نووية.

دعم روسي متنامٍ

البرنامج النووي الكوري الشمالي، الذي يُعتبر غير قانوني بموجب قرارات الأمم المتحدة، جعل من بيونغ يانغ الدولة الأكثر تعرضًا للعقوبات في العالم. لكن روسيا – ومعها الصين بدرجة أقل – أصبحت أقل انتقادًا علنيًا لهذا البرنامج خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد توتراتها مع الغرب. وقد لجأ بوتين إلى تعزيز علاقاته مع كيم، مستفيدًا من القدرات العسكرية الكورية الشمالية، سواء عبر الصواريخ أو القوات، لدعم حربه في أوكرانيا.

وفي العام الماضي، وقع كيم اتفاقية دفاع مشترك مع بوتين، تعهد خلالها الطرفان باستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حال تعرض أي منهما لهجوم.

قلق صيني من نفوذ روسيا

يرى خبراء أن قبول الصين الضمني بكوريا الشمالية النووية قد يكون رد فعل على تعمق العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو. 

وقالت شو شيان لو، أستاذة الدراسات الآسيوية بجامعة هاواي مانوا: "من الواضح أن بكين قلقة من فقدان نفوذها في بيونغ يانغ مع تقارب كوريا الشمالية من روسيا". وأضافت: "هذا الاجتماع يبدو كأنه محاولة صينية لإعادة تأكيد نفسها كراعٍ رئيسي لبيونغ يانغ، وهو ما قد يمنح بكين ورقة ضغط إضافية في تعاملها مع واشنطن".

في ذكرى التأسيس

جاء نشر خبر التجربة الصاروخية متزامنًا مع الذكرى الـ77 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهي مناسبة درجت بيونغ يانغ على استغلالها في السابق لإجراء تجارب عسكرية وصاروخية. 

هذا التوقيت يعزز الانطباع بأن النظام الكوري الشمالي يسعى إلى توجيه رسائل سياسية وعسكرية متشابكة إلى الداخل والخارج في آن واحد.

التعليقات (0)