-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
"لا خطة" و"تكرار للفشل" و"أوهام القيادة.. احتلال غزة كما يراه الإعلام الإسرائيلي
"لا خطة" و"تكرار للفشل" و"أوهام القيادة.. احتلال غزة كما يراه الإعلام الإسرائيلي
-
5 سبتمبر 2025, 10:15:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد: د.رامي أبو زبيدة
بينما تواصل آلة الحرب الصهيونية عدوانها على قطاع غزة، تكشف الصحافة العبرية عن حجم الارتباك والتباين في تقديرات الاحتلال بشأن جدوى احتلال غزة ومستقبله.
تصعيد جوي ورسائل تهجير
وفق القناة 12 العبرية، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لتكثيف الغارات الجوية في قلب مدينة غزة، مع استهداف المباني الشاهقة لتوجيه "رسائل ردع" ودفع السكان للنزوح جنوبًا. *الهدف – كما تزعم – ليس توسيع المناورة البرية حاليًا، بل محاولة التأثير على مسار الحرب نفسيًا وإنسانيًا. إلا أن القناة نفسها تقر بأن هذه العمليات تجري تحت ضغط دولي متصاعد وشرعية متآكلة.*
غياب خطة واضحة
في "هآرتس"، يكتب تسفي برئيل أن فكرة احتلال غزة تحولت إلى برنامج واقعي بلا خطة ولا إجابات: لا تقديرات عن مدة الاحتلال، ولا عن حجم القوات المطلوبة أو عدد القتلى المتوقعين، ولا حتى عن التكلفة الاقتصادية. *ما يعرض للجمهور ليس سوى تناحر سياسي بين نتنياهو ورئيس الأركان، حيث يُدفع المجتمع لاختيار "الزعيم الأعلى" أو "الشخص الطيب"، في مشهد يعكس أزمة ثقة عميقة داخل النظام الإسرائيلي.*
تكرار التجارب الفاشلة
أما "يديعوت أحرونوت" عبر مقال أفي يسخاروف، فتؤكد أن أي عملية برية واسعة في غزة ستعيد تكرار إخفاقات "عربات جدعون". فحماس لن ترفع الراية البيضاء، والرهائن لن يُحرروا، بل ربما يتعرضون للأذى، فيما ستتكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة. *ويقرّ الكاتب أن إسرائيل لا تملك خطة "اليوم التالي"، وأن الانسحاب سيعني عودة المقاومة كما كانت وأكثر.*
جيش بري ضعيف وأوهام القيادة
في "معاريف"، يذهب الجنرال المتقاعد إسحاق بريك إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن إسرائيل لم يعد لديها سوى جيش بري صغير وضعيف التدريب، عاجز عن البقاء طويلًا في غزة. ويرى أن نتنياهو ضلل الجمهور بأرقام وهمية حول تدمير الأنفاق أو القضاء على مقاتلي المقاومة، بينما الحقيقة أن ما تم تدميره لا يتجاوز 20% من قدرات حماس. *ويحذر بريك من أن إعادة احتلال غزة قد تُشعل انفجارًا إقليميًا ودوليًا غير مسبوق، وتترك إسرائيل خاسرة على كل الأصعدة.
قراءة وخلاصة
بينما تتواصل الغارات على غزة بلا توقف، يكشف الإعلام العبري عن صورة مرتبكة داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية: خلافات حادة في الرؤى والأفكار، صراع بين نتنياهو وقيادة الجيش، وتناقض في تقديرات الميدان، دون أن تتبلور خطة واقعية لليوم التالي.
ما يظهر بوضوح أن الاحتلال غارق في نزاع داخلي حول الخيارات: هل التوسع البري؟ أم الاكتفاء بالقصف الجوي؟ هل احتلال غزة بالكامل؟ أم إدارة "مناطق عازلة"؟ هذه الأسئلة لا تجد إجابات، بل تتحول إلى مادة للمناكفات السياسية وتبادل الاتهامات.
النتيجة الميدانية المؤلمة أن غزة وحدها تدفع الثمن: قصف عشوائي، مجازر بحق النازحين، تدمير للبنية التحتية، واستنزاف يومي لحياة المدنيين، دون أي صورة واضحة لمآلات الحرب أو ما يمكن أن تجلبه من نتائج سياسية أو عسكرية.
بهذا، يظهر المشهد أن الاحتلال يملك فائضًا من القوة التدميرية، لكنه يفتقر إلى بوصلة سياسية أو عسكرية، فيتحول الصراع إلى حرب إبادة مفتوحة لا تحمل سوى المزيد من الدماء والخراب.










