-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
قطر تتحرك بالخفاء: ضغوط دولية متصاعدة لمنع احتلال غزة
قطر تتحرك بالخفاء: ضغوط دولية متصاعدة لمنع احتلال غزة
-
3 سبتمبر 2025, 9:26:48 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع "واللا" العبري أن قطر تكثف ضغوطها على إسرائيل بشكل غير مباشر في محاولة لوقف المخطط المتسارع لاحتلال مدينة غزة. التحرك القطري، بحسب هذه المصادر، لا يقتصر على وساطات تقليدية، بل يتعداه إلى محاولات جذب عدد من الدول للتأثير على حكومة بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، عبر قنوات دبلوماسية وسياسية متشعبة. وتدرك الدوحة أن أي عملية عسكرية واسعة في قلب غزة ستقود إلى تصعيد غير مسبوق، سواء على الصعيد الإنساني أو السياسي، لذلك تسعى إلى استباق الأحداث عبر تعزيز الضغط الدولي وتكثيف الرسائل الموجهة للقيادة الإسرائيلية.
وترى المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن اقتراح حماس الأخير بشأن اتفاق شامل قد يشكل نقطة تحول حقيقية في مسار المفاوضات، إذ أن تبني مثل هذا الخيار يمكن أن يوقف الانزلاق نحو احتلال بري واسع، ويعيد الملف إلى طاولة الحلول السياسية. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن نتنياهو لا يزال يتعمد إخفاء خيار الاتفاق الجزئي عن حماس، مراهناً على لحظة التوغل العسكري لفرض وقائع جديدة على الأرض.
معركة غزة على الطاولة
وفقاً للتقديرات العسكرية، فإن قرار التوغل في قلب مدينة غزة قد يصدر في أي وقت قريب، الأمر الذي سيضع قيادة حماس أمام اختبار مباشر: إما تحسين عرضها المتعلق بإطلاق سراح الأسرى وصولاً إلى اتفاق شامل، أو الإصرار على مواقفها الراهنة التي تعرقل أي انفراجة. وبمجرد وقوع هذا السيناريو، سيكون المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت) مطالباً باتخاذ قرار حاسم: هل يمضي الجيش الإسرائيلي قدماً في مناورة برية شاملة، أم يتوقف عند هذه المرحلة ويفتح الباب أمام صفقة تبادل أسرى؟
هذا التردد يعكس الانقسام بين المستويين السياسي والعسكري، فبينما تسعى المؤسسة الأمنية إلى تجنب التورط في معركة استنزاف طويلة داخل غزة، يميل نتنياهو إلى إبقاء ورقة الاحتلال الكامل كوسيلة ضغط قصوى على المقاومة، حتى لو كان الثمن باهظاً على المستويين الإنساني والسياسي.
استعدادات ميدانية متسارعة
في غضون ذلك، دخلت التحضيرات لاحتلال مدينة غزة مرحلة مفصلية يوم الثلاثاء، حيث جرى حشد لواءي الاحتياط العاشر والحادي عشر، إلى جانب وحدات أخرى، من أجل التدريب ثم الاستعداد للمناورة في عمق القطاع. وتوضح المصادر أن الخطة العسكرية، التي تتضمن جانباً من التمويه وإجراءات خداع ميدانية، ما تزال سرية ولم تُكشف تفاصيلها حتى للصفوف الميدانية.
من المقرر أن يعقد وزير الجيش خلال اليومين المقبلين جلسة تقييم للوضع بمشاركة كبار قادة الأركان، حيث سيُعرض خلالها مستوى الجاهزية وخطوات التنفيذ المحتملة. وبحسب ما رشح من تسريبات، فإن النقاش سيتركز على المدى الزمني والقدرة على تحمل تبعات العملية، في ظل الضغوط السياسية والدولية المتزايدة، خصوصاً من قطر التي لا تزال تحاول استباق اللحظة الحاسمة قبل أن تتحول غزة إلى مسرح اقتحام شامل.









