-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
أوتشا تحذر من كارثة إنسانية متفاقمة في غزة وسط تكثيف الهجوم الإسرائيلي
دعوات أممية عاجلة للمجتمع الدولي
أوتشا تحذر من كارثة إنسانية متفاقمة في غزة وسط تكثيف الهجوم الإسرائيلي
-
4 سبتمبر 2025, 4:58:18 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
وجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" تحذيرًا عاجلًا من أن تكثيف الهجوم الإسرائيلي المستمر على مدينة غزة سيدفع المدنيين إلى كارثة إنسانية أعمق، في ظل استمرار المجاعة وانتشار النزوح القسري. واعتبر مكتب الأمم المتحدة أن التصعيد العسكري الحالي يفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع، لا سيما الفئات الأضعف مثل كبار السن وذوي الإعاقة.
الوضع الميداني والنزوح في غزة
أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال تصريحات صحفية، أن تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة يترك آثارًا مدمرة على المدنيين الذين يعيشون في مناطق النزاع، مؤكدًا أن العديد من هؤلاء السكان نزحوا بالفعل من شمال القطاع بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا.
وأشار دوجاريك إلى أن الأسر غير قادرة على الانتقال بسهولة بسبب ارتفاع تكاليف النقل ونقص المساحات الآمنة، ما يزيد من مخاطر تعرضهم للأذى المباشر والحرمان من الاحتياجات الأساسية. وأضاف أن الفئات الأكثر تضررًا تشمل الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى الملاجئ الآمنة والمياه والغذاء.
أرقام النزوح الجديدة وأوضاع مواقع الإيواء
وبينت تقارير شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني أن الفترة بين 14 و31 آب/أغسطس شهدت أكثر من 82 ألف حالة نزوح جديدة، منها نحو 30 ألف شخص انتقلوا من شمال غزة إلى مناطق جنوب القطاع. ووصف العاملون في مواقع النزوح الأوضاع بأنها "مزرية"، مع تراكم الأنقاض والنفايات بالقرب من المساكن أو داخلها، ما يزيد من خطر الأمراض وانتشار الحشرات والقوارض.
وأكدت أوتشا أن درجات الحرارة المرتفعة أدت إلى تفاقم الظروف غير الصحية، مع تسجيل انتشار واسع للآفات، ما تسبب في تفاقم مشكلات الصحة العامة، خاصة بين الأطفال الذين أصيبوا بطفح جلدي نتيجة سوء النظافة وقلة المياه النظيفة.
أزمة المياه والصعوبة في الوصول إلى الخدمات الأساسية
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن إمدادات المياه غير كافية في مواقع النزوح، ما يؤدي إلى ازدحام شديد حول نقاط التوزيع ويحد من قدرة الأشخاص الأكثر حاجة على الحصول على الماء الكافي. كما أشار دوجاريك إلى أن شاحنات النقل تواجه صعوبة في الوصول إلى مواقع النزوح في كثير من الأحيان، مما يجبر العائلات على قطع مسافات طويلة للحصول على المياه، ويضاعف معاناتهم اليومية.
عوائق أمام التنقل الإنساني
أكد مكتب أوتشا أن تنقلات الأمم المتحدة وشركائها داخل غزة لا تزال تواجه عوائق كبيرة، مشيرًا إلى أنه من بين 16 مهمة تم التنسيق لها مع السلطات الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي، واجهت 5 مهام تأخيرات طويلة للغاية قبل الحصول على الموافقة للتحرك، بما في ذلك جهود جمع الإمدادات من المعابر الحدودية. وأوضح أن هذه التأخيرات تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين وتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية الحرجة.
الإبادة الجماعية والدمار في غزة
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مباشر، تنفيذ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية.
وأدت هذه الإبادة إلى سقوط أكثر من 224 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وظهور مئات آلاف النازحين داخل القطاع وخارجه. كما خلفت المجاعة العديد من الوفيات، حيث أزهقت أرواح المئات، معظمهم من الأطفال، فضلًا عن الدمار الشامل الذي طاول معظم مدن القطاع ومناطقه، محوًا كثيرًا من البنية التحتية العمرانية والاقتصادية.
دعوات أممية عاجلة للمجتمع الدولي
وجّهت أوتشا نداءً عاجلاً لجميع الأطراف الدولية للتدخل ورفع الحصار عن غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن. وأكدت الوكالة أن استمرار الحصار وعرقلة وصول المساعدات يزيد من حجم الكارثة الإنسانية ويهدد حياة المدنيين يوميًا.
كما دعت الأمم المتحدة الدول المانحة والشركاء الإنسانيين إلى تقديم دعم عاجل لتوفير المياه الصالحة للشرب، والإمدادات الغذائية، والمواد الطبية، بالإضافة إلى خدمات الإيواء الطارئة للنازحين، مع ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني أثناء أداء مهامهم.








