-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
المجاعة في غزة: وزارة الصحة تكشف الأرقام الصادمة و28 طفلاً يُقتلون يوميًا
ضحايا المجاعة: أرقام مفزعة تتزايد يوميًا
المجاعة في غزة: وزارة الصحة تكشف الأرقام الصادمة و28 طفلاً يُقتلون يوميًا
-
4 سبتمبر 2025, 5:53:09 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
كشف المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، في تصريحات صحفية اليوم الخميس، أن "منذ إعلان المجاعة في القطاع لم يتحرك أي طرف"، مؤكدًا أن "عدد الضحايا الحالي يعني أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل 28 طفلاً كل يوم".
هذا التصريح يعكس مأساة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار المستمر والعدوان الإسرائيلي الذي يدخل شهره الحادي عشر، وسط صمت دولي وعجز المؤسسات الأممية عن اتخاذ خطوات عملية لوقف الكارثة.
إعلان رسمي للأمم المتحدة: غزة تدخل مرحلة المجاعة
أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي رسميًا المجاعة في قطاع غزة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة من قبل خبراء الأمن الغذائي. وجاء ذلك بعد صدور تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي كشف أن نحو 514 ألف شخص في القطاع يعانون بالفعل من المجاعة، بينما قد يصل العدد إلى 641 ألف شخص بنهاية الشهر الجاري.
وأكد التقرير أن الوضع في محافظة غزة تحديدًا بلغ المستوى الأعلى من الكارثة الإنسانية، حيث يصنَّف بأنه "كارثي" من حيث نقص الغذاء والموت المرتبط بالجوع.
ضحايا المجاعة: أرقام مفزعة تتزايد يوميًا
وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي وفيات التجويع إلى 370 شهيدًا، بينهم 131 طفلاً، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة خلال 24 ساعة فقط. كما سُجلت أول أمس الثلاثاء 13 حالة وفاة، بينهم 3 أطفال، وهو أكبر عدد يسجل في يوم واحد منذ بداية سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي.
كما أوضحت الوزارة أن سرعة ارتفاع أعداد الضحايا مرتبطة بمنع الاحتلال دخول المساعدات الغذائية والدوائية، وهو ما أكده مسؤولون صحيون محليون تحدثوا عن "تسارع وتيرة الوفيات في الأيام الأخيرة".
تصعيد إسرائيلي بالموت البطيء
لم يعد العدوان على غزة مقتصرًا على القتل المباشر بالقصف والتدمير، بل امتد ليشمل سياسة ممنهجة تقوم على التجويع والحرمان من المساعدات. وقد وصف مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر، الوضع في خان يونس ودير البلح بأنه مرشح للتفاقم أكثر في الأسابيع المقبلة، محذرًا من أن "ما يجري يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان".
أبعاد إنسانية وصحية للمجاعة
يشير خبراء الصحة إلى أن الجوع لا يقتل فقط عبر نقص الغذاء، بل يؤدي إلى سوء التغذية الحاد، ضعف المناعة، وزيادة انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال والنساء وكبار السن. وفي ظل تدمير أكثر من 80% من المرافق الصحية في القطاع، وعدم قدرة المستشفيات القليلة المتبقية على استقبال المرضى، فإن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع بشكل كبير.
كما أن غياب الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية وحليب الأطفال، يجعل من أي مرض بسيط خطرًا قد يؤدي إلى الوفاة.
المجتمع الدولي وصمت قاتل
رغم التحذيرات الأممية، فإن أي تحرك فعلي على الأرض ما زال غائبًا. فقد اكتفت المؤسسات الدولية، ومنها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، بإصدار بيانات تعبر عن "القلق العميق"، بينما تواصل "إسرائيل" إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والماء والدواء.
ويعتبر مراقبون أن هذا الصمت الدولي يعكس ازدواجية المعايير، خاصة في ظل الدعم العسكري والسياسي الذي تحظى به "إسرائيل" من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية.
جريمة إبادة جماعية ممنهجة
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال. ومع دخول الحرب شهرها الحادي عشر، تحولت سياسة التجويع إلى أداة إضافية للإبادة، تستهدف إخضاع السكان عبر حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
ويؤكد خبراء القانون الدولي أن استخدام التجويع كوسيلة حرب يمثل جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف، ويدخل ضمن جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
المجاعة في غزة: مشاهد يومية
آلاف الأطفال يعانون من الهزال الشديد ونقص الوزن.
مشاهد مؤلمة لأمهات يحاولن تهدئة صغارهن بلا طعام أو ماء.
انتشار أمراض جلدية ومعوية بسبب سوء التغذية وانعدام النظافة.
عائلات بأكملها تقتات على الأعشاب أو بقايا الطعام.
هذه المشاهد اليومية التي تنقلها عدسات الإعلام الدولي، أصبحت رمزًا لفشل العالم في حماية المدنيين.
المطلوب دوليًا وعربيًا
يشدد محللون على ضرورة تحرك عاجل عبر:
فتح المعابر فورًا لإدخال الغذاء والدواء دون قيود.
تشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة الاحتلال على جرائم التجويع.
تحرك عربي موحد للضغط على المجتمع الدولي ووقف الحصار.
زيادة الدعم الإنساني عبر الدول التي أعلنت استعدادها لتقديم مساعدات عاجلة.
تصريحات وزارة الصحة في غزة تكشف مأساة إنسانية مروعة، حيث يُقتل 28 طفلاً يوميًا في ظل المجاعة، بينما يقف العالم متفرجًا. ومع تواصل الحصار الإسرائيلي وسياسة الإبادة الجماعية، تبقى غزة اليوم شاهدة على جريمة تاريخية تُرتكب أمام مرأى ومسمع العالم.
إن صمود الفلسطينيين في وجه هذه الكارثة الإنسانية يظل علامة بارزة، لكن استمرار غياب التحرك الدولي الجاد يضع البشرية كلها أمام اختبار أخلاقي تاريخي.







