تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تصريحات متناقضة وسط استعدادات لاقتحام غزة

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات مثيرة للجدل، أكد فيها رغبته في إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن. وقال في مقابلة مع قناة "تليجرام"، إن تعقيدات غزة تفوق ما واجهته القوات الأمريكية في الموصل، مشيراً إلى أن "في الموصل كان هناك 3,000 إرهابي واستغرق الأمر تسعة أشهر، أما غزة فهي أكثر تعقيداً بكثير، وهذا يستغرق وقتاً".

ورغم إقراره بطول أمد العدوان، شدد نتنياهو على أن "من دون ضغط عسكري، لن يحدث أي تقدم في ملف الأسرى"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية كوسيلة للضغط على المقاومة الفلسطينية.

عامان من العدوان دون تحقيق الأهداف

بعد مرور ما يقارب عامين على بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا تزال الأهداف المعلنة من قبل حكومة الاحتلال، وعلى رأسها إعادة الأسرى وتفكيك التنظيمات الفلسطينية، بعيدة المنال. وقال نتنياهو مساء الخميس: "أريد إنهاء الحرب بأسرع ما يمكن، ولا أريد إطالتها"، في تناقض واضح مع التصعيد العسكري الجاري على الأرض.

تحركات أمريكية-قطرية في باريس: هل تنجح الدبلوماسية؟

في محاولة لكسر الجمود، التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، اليوم الخميس، بمسؤولين قطريين في العاصمة الفرنسية باريس، لبحث جهود التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، بما يمهّد لإنهاء الحرب في غزة. ووفقاً لمصادر مطلعة نقلها موقع "أكسيوس"، فإن المحادثات لم تحقق أي تقدم يُذكر حتى الآن، بسبب تعنت الكيان الصهيوني وغياب المرونة من الطرف الإسرائيلي.

الاحتلال يراوغ... والمفاوضات تراوح مكانها

رغم التصريحات العلنية التي توحي برغبة في إنهاء العدوان، تشير الوقائع إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل المراوغة، وتضع شروطاً تعجيزية أمام أي اتفاق محتمل. ويبدو أن الضغط العسكري لا يزال الخيار المفضل لدى نتنياهو، في ظل غياب أي مبادرة سياسية حقيقية تضع حداً لمعاناة المدنيين في غزة.

بين تصريحات نتنياهو المتناقضة، وتحركات ويتكوف الدبلوماسية، يبقى الواقع على الأرض أكثر قتامة. العدوان الصهيوني مستمر، والمفاوضات متعثرة، والرهائن والأسرى رهائن لحسابات سياسية معقدة، في ظل غياب إرادة دولية حاسمة لوقف الاحتلال وإنهاء الحرب.