أصوات دولية تطالب بوقف التصعيد

برنامج الأغذية العالمي: العملية الإسرائيلية في غزة تزيد صعوبة إدخال المساعدات الإنسانية

profile
  • clock 31 أغسطس 2025, 3:35:00 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
برنامج الأغذية العالمي

محمد خميس

أطلقت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرات عاجلة بشأن الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدة أن العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة جعلت من إدخال المساعدات الإنسانية أكثر صعوبة وتعقيداً.

 وأضافت أن المرحلة الحالية التي يمر بها القطاع "خطيرة للغاية"، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً وفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الأساسية لإنقاذ ملايين المدنيين.

خطورة الوضع الإنساني في غزة

قالت المديرة التنفيذية للبرنامج إن سكان قطاع غزة يعيشون واحدة من أصعب المراحل في تاريخهم، حيث يواجهون مجاعة حقيقية ونقصاً كارثياً في الغذاء والمياه الصالحة للشرب. 

وأشارت إلى أن استمرار العمليات الإسرائيلية داخل مدينة غزة أوقف وصول قوافل المساعدات بشكل شبه كامل، بينما يزداد عدد النازحين يومياً نتيجة القصف والدمار.

وأكدت أن القطاع بحاجة ماسة إلى إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً لتغطية الاحتياجات الأساسية، لكن الأرقام الحالية لا تصل حتى إلى نصف هذا المعدل، ما ينذر بانهيار الوضع الإنساني بشكل شامل.

العملية الإسرائيلية تعيق الإمدادات

أوضحت المسؤولة الأممية أن العملية العسكرية الإسرائيلية في قلب مدينة غزة فاقمت من تعقيد إدخال الإمدادات الإنسانية، حيث أصبحت الطرق غير آمنة للمرور، والمستودعات اللوجستية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية مهددة بالقصف المباشر أو غير المباشر.

وأضافت أن استمرار القيود الإسرائيلية على حركة المساعدات وفرض عمليات تفتيش طويلة ومعقدة يزيد من التأخير في إدخال المواد الغذائية والدوائية، الأمر الذي ينعكس مباشرة على حياة السكان الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات العيش.

الحاجة إلى فتح المعابر

شددت المديرة التنفيذية على ضرورة فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بشكل عاجل ومن دون قيود، لتمكين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات بالسرعة المطلوبة.

 وأشارت إلى أن التأخير في إدخال الشاحنات يعني المزيد من الأرواح التي ستفقد، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

كما طالبت المجتمع الدولي بممارسة ضغط جاد على سلطات الاحتلال لإزالة العراقيل اللوجستية والسماح بتدفق المواد الأساسية، مؤكدة أن الصمت الدولي إزاء الكارثة الإنسانية في غزة "أمر غير مقبول".

مجاعة تلوح في الأفق

بحسب تقارير برنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من 80% من سكان قطاع غزة يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بينما لا يحصل مئات الآلاف من العائلات على وجبات غذائية كافية. 

وأشارت البيانات إلى أن الأطفال باتوا يعانون من سوء تغذية ونقص في المناعة، ما يعرضهم لخطر الأمراض والأوبئة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة.

كما حذرت التقارير من أن استمرار الوضع على هذا النحو سيدفع بالقطاع إلى مرحلة المجاعة الشاملة، وهو ما سيشكل كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

المستشفيات تعاني والدواء مفقود

لم تقتصر الأزمة على الغذاء فقط، بل امتدت إلى القطاع الصحي الذي يعيش حالة انهيار شبه كامل.

 حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت يتدفق فيه آلاف الجرحى يومياً جراء الغارات الإسرائيلية.

وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن معظم المستشفيات تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، وأن إدخال المساعدات الطبية أصبح أكثر صعوبة مع إغلاق المعابر واستمرار القصف. وهو ما يزيد من خطورة الوضع ويؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات التي كان بالإمكان إنقاذها لو توفرت الإمكانات.

أصوات دولية تطالب بوقف التصعيد

تتزامن تصريحات المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي مع دعوات متصاعدة من منظمات دولية وحقوقية لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة.

 فقد طالبت منظمات إنسانية كبرى مثل الصليب الأحمر والأمم المتحدة بضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات.

لكن على أرض الواقع، لا يزال الاحتلال يواصل عملياته البرية والجوية، في حين تبقى الجهود الدولية عاجزة عن تحقيق اختراق ملموس لإيقاف الكارثة الإنسانية.

المدنيون الضحية الأولى

في خضم هذه التطورات، يبقى المدنيون في غزة هم الضحية الأولى للحصار والقصف المتواصل، فالأسر النازحة تعيش في مدارس مكتظة تفتقر إلى الغذاء والمياه والخدمات الصحية، بينما يضطر البعض إلى الاعتماد على وجبة واحدة بسيطة يومياً.

وأكد شهود عيان أن كثيراً من العائلات لا تجد حتى الخبز أو الماء النظيف لأطفالها، وأن بعضهم يضطر لاستخدام مياه غير صالحة للشرب ما أدى إلى انتشار أمراض الجهاز الهضمي بين الأطفال بشكل واسع.

تصريحات المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي حول خطورة المرحلة التي يمر بها قطاع غزة، تشكل جرس إنذار جديد للمجتمع الدولي بأن الوضع في غزة لا يحتمل المزيد من التأخير أو المماطلة. فالعملية الإسرائيلية داخل مدينة غزة جعلت من إدخال المساعدات الإنسانية شبه مستحيل، ومع استمرار الحصار والإغلاق، يواجه السكان خطر المجاعة والأوبئة والانهيار الكامل للنظام الصحي.

المرحلة الحالية توصف بأنها الأخطر على الإطلاق منذ عقود، ولا سبيل لإنقاذ المدنيين إلا بفتح عاجل للمعابر، وزيادة تدفق شاحنات الإغاثة بالقدر الذي يتناسب مع حجم الكارثة. وفي حال استمرار الوضع كما هو، فإن غزة تقف على أعتاب مجاعة كارثية سيدفع ثمنها الأبرياء قبل غيرهم.

التعليقات (0)