-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
مصادر عبرية: إصابة 4 جنود إسرائيليين بينهم خطير باشتباكات مع المقاومة في غزة
المقاومة وتكتيك حرب الشوارع
مصادر عبرية: إصابة 4 جنود إسرائيليين بينهم خطير باشتباكات مع المقاومة في غزة
-
31 أغسطس 2025, 3:27:36 م
-
425
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أفادت مصادر عبرية مساء اليوم بإصابة أربعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحدهم بجروح خطيرة، وذلك خلال اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة. وتأتي هذه التطورات في ظل التصعيد المتواصل منذ أسابيع، حيث يواصل الاحتلال عملياته البرية والجوية، فيما تواجهه فصائل المقاومة الفلسطينية بعمليات نوعية خلف خطوط التماس.
تفاصيل الاشتباكات في غزة
بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ووحدات من المقاومة الفلسطينية في أحد محاور القتال داخل شمال قطاع غزة. وأكدت المصادر أن الجنود الأربعة أصيبوا خلال تبادل إطلاق النار والقذائف، حيث وُصفت إصابة أحدهم بأنها خطيرة للغاية بينما الثلاثة الآخرون أصيبوا بجروح متفاوتة.
ولم يحدد الاحتلال مكان الاشتباك بدقة، مكتفياً بالقول إن الحادث وقع في إطار العمليات العسكرية الجارية على الأرض. في المقابل، تحدثت مصادر فلسطينية عن أن الاشتباكات وقعت في المناطق الشرقية للقطاع، حيث تنتشر القوات الإسرائيلية بشكل كثيف منذ بداية التوغل البري.
رواية المقاومة الفلسطينية
من جهتها، أكدت المقاومة الفلسطينية أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة بعبوات ناسفة وقذائف مضادة للدروع، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود بشكل مباشر. كما أعلنت أنها تمكنت من استهداف آلية عسكرية في المنطقة ذاتها، وهو ما لم تؤكده المصادر العبرية بشكل رسمي حتى اللحظة.
وأشارت بيانات الفصائل إلى أن المقاتلين يعتمدون أسلوب الكمائن والهجمات الخاطفة ضد القوات المتوغلة، مستفيدين من معرفتهم الجغرافية الدقيقة بمناطق القتال، مما يجعل تحركات جيش الاحتلال محفوفة بالمخاطر.
تكتم إسرائيلي رسمي
كالعادة، اكتفى المتحدث باسم جيش الاحتلال ببيان مقتضب أقر فيه بوقوع إصابات في صفوف الجنود خلال "مواجهة عملياتية"، دون الخوض في تفاصيل إضافية. ويرى مراقبون أن هذا التكتم يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى التقليل من حجم خسائر الجيش في غزة، خشية من تأثيرها على الرأي العام الداخلي، خاصة مع استمرار الاحتجاجات في تل أبيب ومدن أخرى ضد إدارة الحرب.
تصاعد الخسائر البشرية في صفوف الاحتلال
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال منذ بدء هجومه البري على قطاع غزة. فقد أعلنت مصادر فلسطينية خلال الأيام الماضية عن استهداف ناقلات جند وآليات عسكرية إسرائيلية في عدة محاور، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الجيش.
ويرى محللون أن المقاومة الفلسطينية تسعى من خلال هذه العمليات إلى استنزاف القوات المتوغلة وإجبارها على الانسحاب أو تقليص تحركاتها الميدانية.
المقاومة وتكتيك حرب الشوارع
تؤكد التطورات الميدانية أن حرب الشوارع والكمائن داخل الأحياء المكتظة بالسكان تمثل أحد أبرز أساليب المقاومة. فالمقاتلون يعتمدون على الأنفاق الأرضية والعبوات شديدة الانفجار والأسلحة المضادة للدروع لمواجهة الآليات العسكرية الإسرائيلية.
هذا التكتيك يضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات معقدة، إذ يصعب عليه التقدم بسرعة في مناطق حضرية مليئة بالأنفاق والممرات الضيقة، ما يزيد من احتمالية تكبده خسائر بشرية.
انعكاسات على الداخل الإسرائيلي
داخل إسرائيل، تتزايد الضغوط على الحكومة والقيادة العسكرية بعد الإعلان عن إصابة 4 جنود بينهم خطير في غزة. فالإعلام العبري يتحدث بشكل متكرر عن تراجع معنويات الجنود والمخاوف من طول أمد العملية البرية. كما تشهد المدن الإسرائيلية تظاهرات متكررة تطالب بإيجاد حل لأزمة الأسرى المحتجزين في غزة وتجنب المزيد من الخسائر البشرية.
ويرى محللون أن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي قد يؤثر على الموقف السياسي للحكومة التي تواجه بالفعل انتقادات واسعة داخلياً وخارجياً بسبب إدارتها للحرب.
الوضع الإنساني في غزة
في موازاة الاشتباكات، يواصل المدنيون في قطاع غزة دفع ثمن العدوان المستمر، حيث تشن الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على الأحياء السكنية، ما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى منذ بداية الحرب.
ومع الحصار المشدد ومنع إدخال المساعدات الكافية، يعيش سكان القطاع في ظروف إنسانية كارثية، حيث يفتقرون إلى الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب. وتؤكد منظمات إنسانية أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع استمرار العمليات العسكرية.
دعوات دولية لوقف التصعيد
في أعقاب الأنباء عن إصابة الجنود الإسرائيليين وتجدد الاشتباكات، جددت أطراف دولية دعواتها لوقف إطلاق النار الفوري والعودة إلى طاولة المفاوضات. إلا أن غياب الإرادة السياسية وتباين المواقف الإقليمية والدولية يجعل من الوصول إلى حل قريب أمراً بالغ الصعوبة.
إصابة 4 جنود من جيش الاحتلال بينهم حالة خطيرة خلال اشتباكات مع المقاومة في قطاع غزة، تؤكد أن الميدان ما زال مفتوحاً على مزيد من المفاجآت والتطورات. فالمقاومة الفلسطينية تواصل إثبات قدرتها على الصمود وإلحاق الخسائر بالعدو رغم فارق الإمكانات العسكرية. وفي المقابل، يواجه الاحتلال معضلة متصاعدة بين استمرار هجماته العسكرية وبين كلفة الخسائر البشرية التي تهز الجبهة الداخلية.
ومع استمرار العدوان وتفاقم المأساة الإنسانية في غزة، يبقى السؤال: هل سيدفع الاحتلال ثمناً أكبر إذا أصر على التوغل، أم أن الضغوط الدولية ستفرض وقفاً قريباً لإطلاق النار؟








