التحديات الاقتصادية والسياسية

رئيس البرلمان اللبناني: منفتحون على الحوار حول سلاح المقاومة ونحذر من خطاب الكراهية

profile
  • clock 31 أغسطس 2025, 3:44:47 م
  • eye 411
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أطلق رئيس البرلمان اللبناني سلسلة تصريحات بارزة حملت رسائل سياسية وأمنية مهمة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة. 

فقد شدد على أن الجهل والتعصب إذا اجتمعا في سلوك البعض فسيكونان الطريق المباشر إلى الخراب، محذراً من تنامي خطاب الكراهية الذي بدأ يغزو العقول والمنصات الإعلامية. كما أكد في الوقت نفسه أن سلاح المقاومة الذي حرر الأرض ليس خطراً على لبنان، بل إن الأخطر يكمن في ما وصفه بـ"العقول الشيطانية".

موقف البرلمان من سلاح المقاومة

في تصريح لافت، أعلن رئيس البرلمان أن لبنان "منفتح على مناقشة مصير سلاح المقاومة في إطار حوار وطني توافقي وهادئ"، مؤكداً أن أي نقاش يجب أن يتم بروح المسؤولية الوطنية لا عبر المزايدات السياسية أو الضغوط الخارجية.

 وأوضح أن المقاومة لعبت دوراً محورياً في تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وأن النقاش بشأن مستقبلها لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار التهديدات المستمرة التي تواجه لبنان.

وأضاف أن الورقة الأمريكية المطروحة لا تتوافق مع مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، بل تشكل بديلاً عن اتفاق وقف إطلاق النار، ما يثير المزيد من الشكوك حول نوايا الأطراف الدولية تجاه لبنان.

الالتزام بوقف إطلاق النار ومسؤولية إسرائيل

لفت رئيس البرلمان إلى أن لبنان نفذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، في حين لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، بل على العكس زادت من وتيرة اعتداءاتها ووسعت احتلالها لأراض لبنانية جديدة. 

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع أكثر من 30 بلدة لبنانية من عودة سكانها إليها، في خرق واضح للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وقال: "لا يجوز رمي كرة النار في حضن الجيش اللبناني"، في إشارة إلى محاولات تحميل الجيش مسؤولية أي خلل أمني في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وغياب الإرادة الدولية الحقيقية لوقف الانتهاكات.

دعوة إلى الوحدة والتعاون

أكد رئيس البرلمان أن البرلمان والقوى السياسية في لبنان "ليسوا إلا دعاة وحدة وتعاون"، وأن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز الحوار الداخلي وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.

 وحذر من خطورة الانقسام الداخلي الذي قد يستغله الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف لبنان، مشيراً إلى أن "إسرائيل تراهن دائماً على تفتيت وحدة اللبنانيين".

كما شدد على أن النقاش حول سلاح المقاومة أو أي قضية وطنية أخرى يجب أن يتم داخل البيت اللبناني، لا عبر ضغوط خارجية أو تدخلات إقليمية ودولية.

خطر الجهل والتعصب وخطاب الكراهية

وجه رئيس البرلمان رسالة تحذير قوية إلى الداخل اللبناني قائلاً: "حذار أن يجتمع الجهل والتعصب ليصبح سلوكاً لدى البعض، فهو الطريق إلى الخراب". 

وأضاف أن لبنان يواجه اليوم تحدياً جديداً يتمثل في انتشار خطاب الكراهية عبر الشاشات والمنصات الرقمية، وهو ما يهدد السلم الأهلي ويعمق الانقسامات.

وطالب الإعلاميين والسياسيين على حد سواء بالتحلي بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن التحريض، مؤكداً أن "العقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقاومة"، في إشارة إلى أن الخطر الحقيقي يتمثل في نشر الفتن وتأجيج الانقسامات الطائفية.

زيارة إسرائيلية واستفزاز للبنان

انتقد رئيس البرلمان اللبناني زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للجنوب اللبناني، واعتبرها "إهانة مقصودة" تهدف إلى استفزاز اللبنانيين وتحدي المجتمع الدولي.

 وأوضح أن مثل هذه التحركات تكشف عن نوايا الاحتلال الإسرائيلي في تكريس احتلاله لمناطق لبنانية جديدة ومنع عودة السكان إليها، ما يعكس خرقاً فاضحاً لقرارات الأمم المتحدة.

وأضاف أن لبنان لن يقبل بأي مساس بسيادته أو استباحة أراضيه، وأن الجيش اللبناني والمقاومة والشعب سيبقون بالمرصاد لأي اعتداء.

التحديات الاقتصادية والسياسية

إلى جانب الملفات الأمنية والسيادية، أشار رئيس البرلمان إلى أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية خانقة تتطلب وحدة داخلية وجهوداً مشتركة للخروج منها. وأكد أن الانقسام السياسي يعرقل تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ويضعف قدرة الدولة على مواجهة الأزمات.

وأضاف أن الحوار الوطني الشامل هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من الانهيار، داعياً جميع القوى السياسية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة.

تصريحات رئيس البرلمان اللبناني حملت أكثر من رسالة إلى الداخل والخارج. فهي من جهة تؤكد الانفتاح على مناقشة مستقبل سلاح المقاومة في إطار حوار لبناني جامع، ومن جهة أخرى تشدد على أن الخطر الأكبر يأتي من الاحتلال الإسرائيلي والانقسامات الداخلية وخطاب الكراهية.

كما جدد البرلمان موقفه الثابت بأن لبنان ملتزم بوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل هي من يواصل الانتهاكات والاحتلال، ما يحتم على المجتمع الدولي التدخل بشكل جاد لإجبارها على الالتزام بالقوانين الدولية.

الرسالة الأبرز التي أراد رئيس البرلمان إيصالها هي أن لبنان بحاجة اليوم إلى وحدة داخلية وتعاون وطني لمواجهة التحديات، وأن أي نقاش حول القضايا السيادية لا بد أن يتم بروح التوافق والحوار بعيداً عن لغة الكراهية والفتن.

التعليقات (0)