تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت "الهيئة العامة للشؤون المدنية" التابعة للسلطة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن استشهاد الأسير الفلسطيني لؤي فيصل محمد نصر الله (22 عامًا) من مدينة جنين، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 310، منهم 73 منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي.

استشهاد غامض ونقل مفاجئ إلى المستشفى

وأفادت الهيئة بأنها أبلغت كلًا من "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" و"نادي الأسير الفلسطيني" باستشهاد نصر الله، دون تقديم سلطات الاحتلال أي معلومات حول أسباب الوفاة أو ظروف الاحتجاز. وأوضحت المؤسستان في بيان مشترك أن الأسير نُقل من سجن "النقب" إلى مستشفى "سوروكا" صباح اليوم، حيث أُعلن عن استشهاده رسميًا.

اعتقال إداري منذ مارس.. وضحية جديدة للإهمال الطبي

الأسير نصر الله كان معتقلًا إداريًا منذ 26 آذار/مارس 2024، وهو ما يعني احتجازه دون تهمة أو محاكمة، في مخالفة صارخة لمبادئ العدالة الدولية. وأكدت عائلته أنه لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، ما يعزز فرضية تعرضه لسوء المعاملة أو الإهمال الطبي، الذي يُستخدم بشكل ممنهج كسلاح داخل السجون الإسرائيلية.

سجن النقب: مركز لجرائم ممنهجة

أشار البيان المشترك إلى أن سجن "النقب"، حيث كان نصر الله محتجزًا، يُعد من أسوأ السجون التي تمارس فيها انتهاكات خطيرة بحق الأسرى، خاصة مع تفشي مرض الجرب (السكايبيوس)، واستخدامه كأداة قتل بطيء عبر التراخي المتعمد في العلاج، وغياب الرعاية الطبية اللازمة.

تصاعد عدد الشهداء في صفوف الحركة الأسيرة

بارتقاء نصر الله، يرتفع عدد شهداء الأسرى منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023 إلى 73 شهيدًا، في ظل استمرار سياسة الإخفاء القسري التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق مئات المعتقلين، لا سيما من قطاع غزة، ما يجعل العدد الفعلي مرشحًا للارتفاع.

دعوات لتحقيق دولي عاجل

طالبت مؤسسات الأسرى، المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، بفتح تحقيق فوري وشفاف في ظروف استشهاد نصر الله، ومحاسبة المتورطين، وضمان تطبيق الحماية القانونية للأسرى، وفقًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

الاحتلال يواصل جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين

تأتي هذه الجريمة في سياق الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، بدعم أميركي، ضد الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف، ودمار واسع للبنية التحتية في قطاع غزة، وسط تجاهل دولي مستمر لقرارات محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

استشهاد الأسير نصر الله يعيد تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب، ومطلب شعبي وحقوقي متزايد بفرض رقابة دولية ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة.