غرق مركب مهاجرين قبالة ليبيا يؤدي إلى فقدان 61 سودانيًا وسط صمت دولي مريب

profile
  • clock 17 سبتمبر 2025, 8:59:12 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غرق مركب مهاجرين قبالة ليبيا يؤدي إلى فقدان 61 سودانيًا وسط صمت دولي مريب

كتبت/ غدير خالد

أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مساء الأربعاء، عن فقدان 61 مهاجرًا سودانيًا إثر غرق مركب ثانٍ قبالة السواحل الليبية، في حادثة مأساوية جديدة تضاف إلى سلسلة الكوارث الإنسانية التي يشهدها البحر المتوسط، والذي بات يُعرف بأنه أحد أخطر طرق الهجرة في العالم.

 

تفاصيل الحادثة

ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، فإن المركب المنكوب كان يقل نحو 86 شخصًا، معظمهم من اللاجئين السودانيين، وقد انطلق من مدينة زوارة الليبية الواقعة على بعد 110 كيلومترات غرب العاصمة طرابلس، متجهًا نحو السواحل الأوروبية. وأفاد ناجون بأن المركب تعرض لعطل مفاجئ في عرض البحر، قبل أن ينقلب ويغرق في ظروف جوية سيئة، ما أدى إلى فقدان عشرات الأرواح بينهم نساء وأطفال.

فرق الإنقاذ الليبية تمكنت من انتشال عدد محدود من الناجين، فيما لا تزال عمليات البحث مستمرة وسط تضاؤل فرص العثور على أحياء. وقد تم نقل الناجين إلى مراكز طبية لتلقي العلاج، وسط حالة من الصدمة والذهول.

 

خلفيات إنسانية وأمنية

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية في إفريقيا، خاصة في السودان الذي يشهد نزاعات داخلية دفعت الآلاف إلى الهروب نحو المجهول. وتُعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر، في ظل غياب منظومة حماية حقيقية، وتنامي شبكات الاتجار بالبشر.

وفي الوقت الذي تتكرر فيه هذه المآسي، يواصل الكيان الصهيوني عدوانه على الشعوب العربية، مستهدفًا المدنيين في غزة ولبنان، دون أي مساءلة دولية، ما يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان.

 

دعوات للتحرك الدولي

دعت المفوضية العليا للاجئين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه المآسي، مشيرة إلى أن البحر المتوسط "يظل أخطر طريق للهجرة في العالم" بسبب ممارسات الاتجار الخطيرة، وقدرات الإنقاذ المحدودة، والقيود المتزايدة على العمليات الإنسانية.

كما طالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق دولي في أسباب تكرار هذه الحوادث، ومحاسبة الجهات التي تتورط في تسهيل الهجرة غير النظامية، في ظل غياب الرقابة الفعلية على السواحل الليبية.

 

حادثة غرق المركب قبالة ليبيا، والتي أودت بحياة 61 سودانيًا، تفضح هشاشة النظام الدولي في حماية اللاجئين، وتكشف عن واقع مأساوي يعيشه الفارون من الحروب والعدوان. وبينما تتواصل الانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق شعوب المنطقة، يبقى اللاجئون ضحايا مزدوجين للعدوان والصمت العالمي.

كلمات دليلية
التعليقات (0)