ناقلات النفط تغير مسارها قرب مضيق هرمز وسط تصاعد التوتر

profile
  • clock 23 يونيو 2025, 12:59:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
سفينة "كوسويسدوم ليك" المتجهة إلى أبو ظبي لتحميل النفط الخام، اضطرت إلى العودة للانتظار خارج مضيق هرمز أولاً في 22 يونيو من أجل دورها في الرسو

متابعة: عمرو المصري

أظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلتين عملاقتين على الأقل قامتا بتغيير مسارهما بالقرب من مضيق هرمز، في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية على إيران، في وقت تتزايد فيه المخاوف من امتداد التصعيد العسكري في المنطقة إلى الملاحة البحرية. خلال الأسبوع الماضي، تسارعت وتيرة التوترات، ما دفع العديد من السفن إلى التسريع أو التوقف أو تعديل رحلاتها لتجنب المخاطر.

يمر عبر مضيق هرمز، الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، حوالي 20% من إجمالي الطلب العالمي على النفط والغاز، ما يجعل أي اضطراب فيه محوريًا بالنسبة للأسواق العالمية. وقد أثارت مشاركة واشنطن في الضربات الإسرائيلية ضد إيران توقعات بإقدام طهران على إغلاق المضيق كرد انتقامي، وهو ما دفع بعض المحللين إلى توقع ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، بينما شهدت أسواق الطاقة بالفعل ارتفاعًا حادًا.

ارتفاع أسعار النفط والنقل

سجّل كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط مستويات هي الأعلى منذ خمسة أشهر، وسط تقلبات حادة في الأسعار بسبب تقييم المستثمرين لمخاطر الإمداد. كما ارتفعت أجور شحن الناقلات العملاقة، التي يمكنها نقل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، لتتجاوز 60 ألف دولار في اليوم الواحد، بعدما تضاعفت خلال أسبوع فقط، وفق بيانات الشحن البحري.

ناقلات تنسحب وتتردد

وفقًا لبيانات شركتي "Kpler" و"LSEG"، وصلت ناقلة النفط العملاقة "Coswisdom Lake" إلى مضيق هرمز يوم الأحد، لكنها سرعان ما غيرت مسارها إلى الجنوب، قبل أن تعود لاحقًا وتتابع رحلتها نحو ميناء زركو في الإمارات. وكانت الناقلة مجدولة لتحميل النفط هناك في طريقها إلى الصين، وقد تم استئجارها من قبل شركة "يونيبيك" التابعة لـ"سينوبك" الصينية.

الناقلة العملاقة الأخرى "South Loyalty" قامت بتحرك مشابه، حيث غيرت اتجاهها وبقيت خارج المضيق يوم الاثنين، رغم أنها كانت مقررة لتحميل النفط من محطة البصرة العراقية، بحسب بيانات "Kpler" ومصدرين في قطاع الشحن.

شركة "Sentosa Shipbrokers" في سنغافورة أفادت بأن عدد ناقلات النفط الفارغة الداخلة إلى الخليج انخفض بنسبة 32% خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجعت مغادرة الناقلات المحملة بنسبة 27% مقارنة بأوائل مايو.

تغيير في نمط الملاحة

طرأت أيضًا تغييرات في كيفية تحرك السفن في المنطقة، حيث أظهرت بيانات "MarineTraffic" أن عددًا من السفن أصبحت تبحر بالقرب من السواحل العمانية، بينما فضلت السفن التي ترفع العلم الإيراني الإبحار ضمن المياه الإقليمية الإيرانية. من بين تلك السفن، غيرت ناقلة الكيماويات "Kohzan Maru" مسارها وظلت في خليج عمان، في حين أسقطت كل من ناقلة النفط "Red Ruby" وناقلة المواد الكيماوية "Marie C" مراسيها قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، بعد أن كان من المقرر أن تواصل رحلتها نحو المضيق.

تقليل الوقت داخل المضيق

قال المتحدث باسم شركة "Formosa Petrochemical" التايوانية، كي واي لين، إن ملاك السفن يحاولون تقليل الوقت الذي تقضيه السفن داخل مضيق هرمز قدر الإمكان بسبب تصاعد النزاع، مؤكدًا أن "السفن لن تدخل المنطقة إلا عندما تقترب من وقت التحميل".

من جانبها، أعلنت شركتا الشحن اليابانيتان "Nippon Yusen" و"Mitsui O.S.K. Lines" أنهما تواصلان عبور المضيق، لكنهما أصدرتا تعليمات لأسطولهما البحري لتقليل وقت التواجد في الخليج إلى الحد الأدنى.

في الوقت ذاته، أفاد عدد من تجار النفط والمحللين لوكالة "رويترز" بأنهم تلقوا تحذيرات بشأن احتمال حصول تأخيرات في الشحن، مع اضطرار السفن للانتظار خارج المنطقة لحين وصول دورها.

تهديدات بإغلاق المضيق

تحدث ليون ألكسندر، شريك في شركة المحاماة العالمية "Clyde & Co"، قائلاً إن "تنويع مصادر الإمداد ومسارات الشحن، والتعلّم من اضطرابات سابقة مثل أزمة البحر الأحمر، أمر حاسم في الوقت الراهن".

وأفادت قناة "برس تي في" الإيرانية أن البرلمان الإيراني أقرّ مشروع قرار يهدف إلى إغلاق مضيق هرمز، لكن تنفيذه يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد. وعلى الرغم من أن إيران هدّدت في السابق بإغلاق المضيق، فإنها لم تقدم على تنفيذ هذا التهديد من قبل، ما يضع المنطقة أمام مفترق حساس جديد قد تكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي.

التعليقات (0)