-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
تعديلات عربية تربك الخطة الأمريكية: شروط جديدة لوقف الحرب في غزة.. ما هي؟
تعديلات عربية تربك الخطة الأمريكية: شروط جديدة لوقف الحرب في غزة.. ما هي؟
-
28 سبتمبر 2025, 8:53:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت مصادر خاصة لقناة التلفزيون العربي، الأحد، أن الدول العربية أجرت تعديلات جوهرية على المبادرة الأمريكية التي يقف خلفها المبعوث ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والتي تهدف إلى وضع حد للحرب الدائرة على قطاع غزة. وأكدت المصادر أن هذه التعديلات لا تقتصر على تحسينات شكلية، بل أعادت صياغة جوهر الخطة بما يجعلها أكثر قربًا من المطالب الفلسطينية والعربية.
وبحسب ما نقلته القناة، فإن أبرز هذه التعديلات تمثل في اشتراط انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع على مرحلتين، وهو ما يشكل نقطة فاصلة تضع حداً لأي محاولة للإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي داخل غزة. كما نصت الصيغة الجديدة على تشكيل إدارة فلسطينية من التكنوقراط، تكون خاضعة لإشراف مجلس دولي يراقب عملية الانتقال وإعادة الإعمار، في محاولة لضمان الحياد والشفافية وتجنب سيطرة أي طرف منفرد على إدارة القطاع.
دور السلطة وحماس
أحد التغييرات البارزة التي حملتها التعديلات العربية هو ربط الإدارة الجديدة للقطاع بالسلطة الفلسطينية بشكل مباشر، بما يعيد حضورها المؤسسي بعد سنوات من الإقصاء. وبموازاة ذلك، تضمنت المبادرة المعدلة طرحًا يتعلق بدور حركة حماس بعد الحرب، حيث لم تتبنَّ صيغة نزع السلاح التي طالبت بها إسرائيل والولايات المتحدة، بل نصت على خيار أن تضع الحركة سلاحها جانبًا ضمن إطار سياسي منظم، في إشارة إلى إدماجها في الترتيبات المقبلة بدلاً من استبعادها.
ويرى مراقبون أن هذه الصيغة تحمل في طياتها محاولة لتحقيق توازن بين مختلف الأطراف، إذ تتيح للسلطة العودة التدريجية للقطاع، لكنها في الوقت نفسه لا تلغي وجود حماس بالكامل، الأمر الذي يعكس إدراكًا عربيًا بأن أي حل مستقبلي لن يكون قابلًا للتطبيق دون التعامل مع الحركة كجزء من الواقع الفلسطيني.
اختبار أمام نتنياهو
وفقًا للمصادر ذاتها، فإن النسخة المعدلة من المبادرة ستُعرض مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض غدًا الاثنين. وتؤكد هذه الخطوة أن واشنطن، رغم كونها الراعي الأساسي للمبادرة، اضطرت إلى تبني مقترحات عربية جديدة نتيجة حجم الضغوط الإقليمية والدولية الرافضة لاستمرار العدوان.
ومن المرجح أن يضع العرض المعدل نتنياهو أمام اختبار حقيقي، حيث سيكون عليه أن يوازن بين إصراره على مواصلة الحرب وخطابه الداخلي المتشدد، وبين الضغوط الأمريكية والعربية المتزايدة للتوصل إلى اتفاق شامل يوقف نزيف الدم ويعيد ترتيب المشهد في غزة.
جهود قطرية مطلوبة
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تكثف جهودها في اتجاه إعادة تفعيل الوساطة القطرية، باعتبارها أحد المسارات الأكثر فاعلية في إدارة المفاوضات غير المباشرة مع حماس. وتبذل واشنطن محاولات جادة لإقناع الدوحة باستئناف دورها في تسهيل التفاهمات، بعد أن كانت قطر في مقدمة الوسطاء خلال جولات سابقة من الحرب.
وتعكس هذه التحركات أن الولايات المتحدة تدرك أن أي مبادرة، مهما بلغت قوتها السياسية، تحتاج إلى قناة تواصل عملية وموثوقة مع حماس، وهو الدور الذي لطالما لعبته قطر خلال السنوات الماضية. ويرى مراقبون أن إشراك الدوحة مجددًا قد يكون عنصرًا حاسمًا في كسر الجمود الحالي، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي والإقليمي من استمرار العدوان الإسرائيلي.










