السفير الأمريكي بـ"إسرائيل" يزور القاهرة: التواجد العسكري في سيناء يتصدر المباحثات

profile
  • clock 28 سبتمبر 2025, 8:39:21 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
دبابة قتال مصرية من طراز M60 وعربة مشاة قتالية قرب الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.وكالة فرانس برس عبر جيتي

متابعة: عمرو المصري

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأحد، أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هكابي، يستعد للتوجه إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة لعقد سلسلة من المحادثات مع كبار المسؤولين المصريين. وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن متحدث باسم السفارة الأمريكية، أن هذه الزيارة تأتي في لحظة إقليمية بالغة الحساسية، حيث تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وتتفاقم التوترات بين مصر والاحتلال الإسرائيلي على خلفية الوضع الأمني في سيناء.

وبحسب ما كشفه ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين، فإن المحادثات المنتظرة ستتمحور بشكل أساسي حول تطورات الحرب الجارية في قطاع غزة، على أن تشمل لقاءً مباشراً مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لكونها الأولى من نوعها لسفير أمريكي في إسرائيل إلى القاهرة منذ عقود طويلة، بما يعكس جدية واشنطن في محاولة إدارة الخلافات والتوترات المتصاعدة.

توتر بين القاهرة وتل أبيب

وفق المصادر نفسها، فإن هكابي سيبحث في القاهرة التوترات المتزايدة بين مصر وإسرائيل على خلفية قيام القاهرة بحشد قوات عسكرية في شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن مسؤولين في تل أبيب أعربوا لواشنطن عن قلقهم إزاء ما وصفوه بالتحركات العسكرية المصرية، معتبرين أنها تمثل عامل ضغط جديد في المعادلة الأمنية.

من جانبها، نفت الحكومة المصرية هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، وأكدت الأسبوع الماضي أن قواتها منتشرة في سيناء لحماية حدود مصر من مختلف التهديدات الأمنية والإقليمية، مشددة على أن ذلك لا يعد بأي حال من الأحوال خرقاً لمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979. وأكدت القاهرة أن انتشار الجيش المصري على أراضيه حق سيادي يندرج ضمن إجراءات الدفاع الوطني، في وقت ترى فيه أن الادعاءات الإسرائيلية تمثل محاولة للضغط السياسي والإعلامي.

خطة أمريكية جديدة

إلى جانب القضايا الأمنية، ستتضمن المحادثات، بحسب نيويورك تايمز، مناقشة خطة أمريكية جديدة لوقف الحرب على غزة، وهي الخطة التي قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدد من القادة والزعماء العرب والمسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة هذا الأسبوع. وترى واشنطن أن نجاح هذه الخطة مرتبط بمدى تجاوب الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها مصر، التي تمثل لاعباً محورياً في أي تسوية محتملة نظرًا لارتباطها المباشر جغرافيًا وأمنيًا بالقطاع.

ويُتوقَّع أن يحاول هكابي إقناع القاهرة بدعم هذه المبادرة الجديدة، في وقت يشكك فيه العديد من المراقبين في جدية الاحتلال الإسرائيلي في الاستجابة لأي مقترحات تهدئة، خاصة في ظل تمسك رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بخيار التصعيد العسكري واستمرار العمليات على الأرض.

مصر بين الضغوط والتهديدات

منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي، تزايدت المؤشرات على وجود خلافات عميقة بين القاهرة وتل أبيب، خصوصاً بعدما كشفت تقارير إسرائيلية عن تلويح بعض أوساط الاحتلال بخطط لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما اعتبرته مصر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. هذا التلويح دفع القاهرة إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة، شملت تكثيف الإجراءات الأمنية والعسكرية على الحدود الشرقية، فضلاً عن رفع مستوى التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة تحسباً لأي سيناريو محتمل.

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد صرّح في منتصف الشهر الجاري بأن بلاده تواجه محاولات تستهدفها بشكل مباشر ضمن مشروع أوسع لإعادة رسم خريطة المنطقة والعالم، مؤكداً أن مؤسسات الدولة المصرية، بما في ذلك الجيش والوزارات المختلفة، في حالة استعداد دائم لمواجهة جميع الاحتمالات. وأشار مدبولي إلى أن مصر تدرك حجم التهديدات المحيطة بها، سواء من جانب الاحتلال الإسرائيلي أو من الأطراف الدولية الداعمة له.

التعليقات (0)