ماذا تقترح خطة ترامب؟ (نقاط جوهرية)

نتنياهو يعلن دعم خطة ترامب لوقف الحرب في غزة ويقدّم وعودًا بإنهاء التهديد

profile
  • clock 29 سبتمبر 2025, 7:51:13 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو وترامب

محمد خميس

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس دونالد ترامب دعمه لخطة الرئيس الأمريكية لإنهاء الصراع في قطاع غزة، مؤكّدًا أن الخطة «ستعيد كل المحتجزين وتضمن ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى». تصريحات نتنياهو جاءت في وقت تتزايد فيه الضغوط الدبلوماسية الدولية لإرساء وقفٍ فوري وشامل للقتال وإطلاق سراح الرهائن. 

مضمون تصريحات نتنياهو الأساسية

خلال المؤتمر الصحفي ركّز نتنياهو على عدة نقاط رئيسية صاغها بصياغات حماسية وجماهيرية:

تأييده لخطة ترامب ووصفها بأنها قادرة على «إعادة كل المحتجزين» وضمان أمن إسرائيل. 

تأكيده أن رؤية ترامب «ساهمت في تغيير العالم إلى الأفضل» وأن التعاون مع الولايات المتحدة يمكّن من تحقيق «المستحيل». 

إعلان أن غزة ستخضع لإدارة مدنية سلمية في إطار الخطة، وأن الهدف هو نزع سلاح حماس وجعل القطاع «منزوع السلاح». 

تصريحات من هذا النوع تهدف داخليًا إلى طمأنة قواعده السياسية حول الحفاظ على الأمن، وخارجيًا لإظهار استعداد إسرائيلي لقبول ترتيبات مؤقتة شريطة أن تضمن مصالح الأمن القومي لإسرائيل.

ماذا تقترح خطة ترامب؟ (نقاط جوهرية)

تأتي تصريحات نتنياهو متوازية مع تفاصيل الخطة الأمريكية المكوّنة من نقاط تهدف إلى وقف العمليات العسكرية وإعادة الرهائن وإطلاق برنامج واسع لإعادة إعمار غزة. من أبرز معالم الخطة، كما رصدت وسائل إعلام متعددة:

وقف فوري للعمليات العسكرية وفرص لإعادة الرهائن خلال مهلة زمنية قصيرة بعد قبول الاتفاق.

انسحاب مرحلي للقوات الإسرائيلية من مواقع محددة.

إطلاق حزمة مساعدات إنسانية وإعادة تأهيل البنية التحتية بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالات دولية.

خطوات لإدارة مؤقتة مدنية وأطر أمنية تضمن عدم عودة التهديدات المسلحة. 

هذه الخطة تُعد محاولة للربط بين البُعد الأمني الإسرائيلي والمطالب الإنسانية والتنموية لساكني غزة، مع دور وسيط يُنتظر أن تلعبه دول إقليمية ودولية.

التوترات والاعتراضات: أين العقبات؟

رغم إعلان نتنياهو تأييده، تُظهر تقارير متباينة أن هناك خلافات واحتياطات إسرائيلية حول بعض البنود التنفيذية للخطة، وخصوصًا حول شروط الانسحاب، وطبيعة الضمانات الأمنية، والإطار الزمني لانسحاب القوات وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية في غزة. كما أن مواقف داخلية إسرائيلية قد تضغط على نتنياهو لتعديل أو تأجيل قبول عناصر محددة من الخطة. 

الضغوط الدولية — ولا سيما من قوى إقليمية لها مصلحة في استقرار الملف— تدعو إلى تسريع التوافق على إطار عملي يمكن تنفيذه دون فتح أبواب لتصعيد إقليمي أوسع.

ما الذي يعنيه إعلان نتنياهو للميدان والدبلوماسية؟

إعلان نتنياهو عن دعمه لخطة ترامب يحمل أبعادًا متعددة:

سياسيًا داخليًا: محاولة لتهدئة قواعده وتمرير رسائل قوة أمام الرأي العام الإسرائيلي بأن الحكومة تعمل على إعادة الرهائن وتحقيق الأمن.

دبلوماسيًا إقليميًا: إشارة للوسطاء (مثل قطر ودول عربية أخرى) بأن تل أبيب قد تكون منفتحة على تسوية مدعومة أمريكيًا.

عسكريًا موقّتًا: إذا تُرجمت الكلمات إلى خطوات ميدانية، فستتطلب ترتيبات معقدة لوقف إطلاق النار ونشر آليات مراقبة وتنسيق إنساني.

لكن التحدي الحقيقي يكمن في الترجمة التنفيذية: كيف تُضمن آليات رقابية، من يضمن التزامات الفصائل، وما هي الضمانات للمرحلة الانتقالية؟ هذه أسئلة عملية تحتاج لاتفاق تفصيلي وليس تصريحات إعلامية فقط. 

فرص النجاح والمخاطر

فرص إنجاح هذه المبادرة تعتمد على: قدرة واشنطن على الضغط الدبلوماسي المتوازن، استعداد أطراف محلية لقبول تنازلات مؤلمة، وضمان إشراك مؤسسات دولية تحظى بثقة الأطراف لتوزيع المساعدات والإشراف على العمليات. أما المخاطر فتكمن في: إخفاق تنفيذ نقاط حاسمة، ردود فعل داخلية متشددة، أو عمل عسكري ينهار بسببه أي وقف هشة.

تصريحات نتنياهو خلال المؤتمر مع ترامب تعكس محاولة لإيجاد أرضية توافقية لوقف نزيف الصراع وإعادة الرهائن، لكن الطريق إلى تنفيذ فعلي يمر عبر تفاهمات فنية وسياسية معقدة ورضا إقليمي ودولي. نجاح أي خطة سيؤثر مباشرة على الأمن الإقليمي، الوضع الإنساني في غزة، ومستقبل العلاقات بين إسرائيل وجيرانها. متابعة تفاصيل التنفيذ خطوة بخطوة هي الأهم الآن. 

التعليقات (0)