-
℃ 11 تركيا
-
24 سبتمبر 2025
"نمر من ورق".. ترامب يرفع نبرته ضد موسكو ويدفع أوروبا لتحمل العبء الأكبر
"نمر من ورق".. ترامب يرفع نبرته ضد موسكو ويدفع أوروبا لتحمل العبء الأكبر
-
24 سبتمبر 2025, 3:05:46 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل صورة له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا
متابعة: عمرو المصري
في مقال بصحيفة التيليغراف للكاتب صموئيل رماني، جرى التوقف أمام التحول اللافت في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا خلال الأسابيع الأخيرة. فبعد أن كان يُنظر إليه كزعيم يسعى وراء صفقة سريعة تُنهي الحرب، عاد ترامب ليصف روسيا بأنها "نمر من ورق"، معلنًا ثقته في إمكانية تحقيق "نصر أوكراني كامل" يُعيد الحدود إلى ما كانت عليه قبل الغزو الروسي.
بل ذهب أبعد من ذلك عندما قال إنه يؤيد إسقاط أي طائرات روسية تنتهك أجواء دول الناتو، متعهدًا في الوقت نفسه بممارسة ضغط مباشر على المجر لوقف شراء النفط الروسي. هذه التصريحات بدت انعكاسًا لضيق ترامب من بوتين وتراجع رهانه على تسوية سريعة، لكنها لم تحمل التزامًا مباشرًا بأن تتحمل أمريكا وحدها الكلفة المالية والعسكرية؛ بل فتحت الباب لتفسير مختلف: أن أوروبا هي المعنية بتحمل الجزء الأكبر من الأعباء إذا أرادت انتصار كييف.
ثلاث روافع أوروبية
يرى رماني أن أوروبا تملك ثلاث روافع أساسية لكنها لم تُوظَّف بعد بالقدر الكافي لإضعاف الاقتصاد الروسي وتعزيز قدرة أوكرانيا على الصمود. الرافعة الأولى هي الانفصال السريع عن مصادر الطاقة الروسية، إذ أدرج الاتحاد الأوروبي في حزمة عقوباته التاسعة عشرة نحو 118 سفينة من "أسطول الظل"، وبدأ بالفعل بتقليص متسارع لواردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا.
هذا التحول يتزامن مع الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة التي عطّلت نحو 17% من طاقة التكرير الروسية. وبرأي الكاتب، فإن المضي في هذا المسار – حتى وإن كان له ثمن قصير الأجل على أسعار الطاقة – سيُسرّع من إنهاك موارد الكرملين المالية ويقوّض قدرته على شراء الولاء الداخلي.
الأصول الروسية المجمدة
الرافعة الثانية التي يشير إليها المقال هي تحويل الأصول الروسية المجمدة مباشرة إلى أوكرانيا. صحيح أن المخاوف بشأن سمعة النظام المالي الغربي لا تزال قائمة، لكن ضخ هذه الأموال يمكن أن يغطي العجز في ميزانية كييف، ويمنحها تمويلًا عاجلًا لتسليح الجيش وإعادة تأهيل المصانع العسكرية المتضررة.
مثل هذا التدفق المالي سيكون حاسمًا لرفع كفاءة المجهود الحربي الأوكراني على المدى المتوسط، ويؤمّن لكييف موارد مستقرة بدلًا من الارتهان لوعود المساعدات المتقطعة.
تسليح مباشر من أمريكا
أما الرافعة الثالثة فتتمثل في أن أوروبا باتت قادرة اليوم على شراء السلاح الأمريكي بشكل مباشر لدعم أوكرانيا. قبل خطط التمويل الأخيرة، كانت الحكومات الأوروبية مترددة بين استنزاف مخزوناتها الدفاعية أو انتظار بناء قاعدة صناعية محلية.
لكن الوضع الحالي يتيح الالتفاف على اختناقات سلاسل الإمداد والقدرة على إبقاء أوكرانيا في المعركة بأسرع مما مضى، مع إعطاء القارة دفعة تدريجية نحو حد أدنى من الاستقلالية الاستراتيجية عن واشنطن. هذا التوجه لا يعزز فقط صمود كييف بل يمنح أوروبا وزنًا أوضح في تقرير مسار الحرب.
عقدة الدور الأوروبي
رماني يلفت إلى أن أوروبا، ورغم مشاركتها في مبادرات أمنية وإنسانية خارج حدودها – من ليبيا عام 2011 وصولًا إلى مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي – إلا أنها على أرضها تراجعت خلف الولايات المتحدة، سواء من خلال التقاعس المزمن عن الاستثمار الدفاعي أو عبر الارتهان الطاقوي لروسيا. هذا التراجع جعلها تبدو أقل من وزنها الحقيقي وجعلها عرضة لابتزاز جيوسياسي متواصل.
وإذا استمر هذا النمط، فإن أوروبا ستظل عالقة في موقع التابع بينما تتحول حرب أوكرانيا إلى صراع استنزاف طويل لا نهاية قريبة له.
نداء عمل لا التزام
يؤكد الكاتب في ختام مقاله أن تصريحات ترامب الأخيرة لا تمثل التزامًا أمريكيًا مفتوحًا، بل أشبه ما تكون بنداء عمل موجّه إلى الأوروبيين. فإذا كانت كييف تريد هزيمة موسكو بالفعل، فعلى العواصم الأوروبية أن تستعيد "عمودها الفقري" السياسي، وأن تُسرع في القطيعة مع روسيا، وتنقل الأصول المجمدة إلى أوكرانيا، وتؤمن تدفقات منتظمة من السلاح. عندها فقط – بحسب رماني – يمكن تحويل فكرة النصر الأوكراني من حلم بعيد إلى مسار واقعي يردع الكرملين ويقلص شهيته للعدوان.









