-
℃ 11 تركيا
-
24 سبتمبر 2025
بلومبيرغ: خطاب ترامب في الأمم المتحدة يكشف عمق الفجوة بين واشنطن والمنظمة الدولية
بلومبيرغ: خطاب ترامب في الأمم المتحدة يكشف عمق الفجوة بين واشنطن والمنظمة الدولية
-
24 سبتمبر 2025, 2:39:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
نشرت مجلة بلومبيرغ مقالاً للكاتب أندرياس كلوث تناول فيه خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً أنّ الخطاب عكس بوضوح الفجوة المتنامية بين الموقف الأمريكي ورؤية المنظمة الدولية.
ففي حين رفعت الرئيسة الجديدة للجمعية العامة شعاراً متفائلاً هو "معاً أفضل"، جاء خطاب ترامب، بحسب المقال، ليعكس اتجاهاً مضاداً يمكن وصفه بـ"الانقسام أسوأ".
تهكم على المنظمة
وأوضح كلوث أنّ ترامب استغل ظهوره في نيويورك ليس فقط لمهاجمة الأمم المتحدة، بل لتهكم علني على دورها، إذ قلّل من شأنها عبر السخرية من أعطال في المصاعد أو من نظام "قارئ الشاشة". وقدم نفسه بصورة "صانع السلام" الذي أنهى سبع حروب، بينما المنظمة الدولية – بحسب وصفه – لم تقدّم أي مساعدة فعلية لأحد.
ويرى الكاتب أنّ هذا الخطاب لا يمكن اعتباره مجرد نزوة عابرة من ترامب، بل هو تعبير عن تحوّل أوسع داخل واشنطن نفسها، من دولة راعية للنظام الدولي وقائده الأول إلى قوة تعمل على تقويضه.
هجوم محافظ على الأمم المتحدة
وأشار كلوث إلى أنّ أصواتاً محافظة بارزة في الولايات المتحدة، مثل السفير الجديد مايكل وولتز، تروّج لفكرة أنّ الأمم المتحدة جهاز مترهل لا فائدة منه سوى إهدار أموال دافعي الضرائب، وأنها تحوّلت إلى منصة "معادية لأمريكا وإسرائيل".
وقد غذّت أعمال الدورة الأخيرة للجمعية العامة هذه السردية، إذ شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الاعتراف بفلسطين حتى من دول تُعتبر حليفة لواشنطن، بينما قامت الإدارة الأمريكية بمنع قيادات فلسطينية من حضور الاجتماعات، في وقت تتفاقم فيه أزمات كبرى من السودان إلى أوكرانيا.
أزمة مالية وسياسية
ويرى الكاتب أنّ جوهر الأزمة يتمثل في الهجوم المالي والسياسي الأمريكي المتواصل على المنظمة. فقد امتنعت واشنطن عن تسديد حصتها النظامية التي تشكل 22% من ميزانية الأمم المتحدة، بل استرجعت نحو مليار دولار، وقلّصت مساهماتها في عمليات السلام والإغاثة.
وبالتوازي، أعلنت الإدارة انسحابها من مؤسسات أساسية مثل منظمة الصحة العالمية، واتفاق باريس للمناخ، واليونسكو، ومجلس حقوق الإنسان، إلى جانب رفضها العلني الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.
شلل في مجلس الأمن
أما في مجلس الأمن الدولي، فيبقى الشلل هو السمة الأبرز بفعل استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين. ويذكّر كلوث باستخدام واشنطن هذا الفيتو مؤخراً لإسقاط مشروع قرار كان يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وينقل الكاتب عن خبراء قولهم إن القوى الكبرى توظّف الأمم المتحدة كأداة لـ"غسل السياسات القذرة"، أي أنّ العرقلة تأتي من مصالح هذه القوى، لكن المنظمة تتحمّل اللوم في نهاية المطاف. ويبرز المثال السوري أوضح نموذج لذلك، حيث عطّلت روسيا مراراً تحركات مجلس الأمن، فيما بقي الانطباع العام أنّ الأمم المتحدة عجزت عن حماية السوريين.
العودة إلى لحظة التأسيس
ويختم كلوث مقاله باستعادة لحظة تأسيس المنظمة عام 1945، حين قال الرئيس الأمريكي هاري ترومان إن الأمم المتحدة وُجدت لتكون "آلية معقولة" لحل النزاعات بعيداً عن "القنابل والبنادق"، لتجنّب البشرية الانزلاق إلى "الجحيم"، لا لنقلها إلى "الجنة".
ويرى الكاتب أنّ هذا الجوهر غاب تماماً عن خطاب ترامب ومؤيديه، الذين رفعوا شعار "أمريكا أولاً" فوق أي التزامات جماعية. وهنا يكمن الخطر الأكبر، وفق كلوث: أن تتحول الأمم المتحدة من منصة لتقليل احتمالات العنف والفوضى العالمية، إلى مجرد كبش فداء لصراعات القوى العظمى.









